ورد وشوك
يا سادة يا كرام.
عمتم صباحاً و مساءً.
هل جاءكم خبر حلب الشهباء؟ ونحن في خواتيم العالم السادس يلملم أحداثه ليودعها ذمّة التاريخ لحرب آثمة آثارها شاهدة على مجازر تقشعر لها الأبدان؟
حديث حلب تستردّ أطرافها التي كادت تُبتر بفعل طغاة هذا العصر وكلّ زمان ومكان… لتعود معافاة من الوباء.
الشقيقة الكبرى لدمشق الفيحاء أقدم عاصمة في التاريخ حلب الشهباء … هل تدرون يا أحباب معنى اسمها تلك العروس الهيفاء الغراء؟
حل المكان و لب الشجاعة والقوة، وشهباء لتربتها البيضاء يتخلّلها السواد ،
تبنى بها الأمجاد والقلاع ويزرع فيها القطن تنسجه فتستر به الأجساد لتبعث الدفء في إنسانها، والحنان و تجعل منه عقلاً سيداً ومنارة في شتى مجالات الحياة.
عمّرها ما شاء الله ابتداءً من القرن العشرين قبل الميلاد وهو بحمد الله بازدياد.
توالت عليها الضربات من الروم وشهدت الفتح الإسلامي بأموييه وعباسييه وفعل فعله فيها الزلزال عام 1822 للميلاد وعانت ما عانت من الاحتلال العثماني وبعده الفرنسي الذي تصدّى له ابراهيم هنانو وغيره من الأبطال فكان الجلاء.
بعد طول صبر و نضال، صارت العاصمة الاقتصادية. حتى أن «يونيسكو» اعتبرت حلب القديمة من مواقع التراث العالمي التي أصبحت اليوم بفعل فاعل في خبر كان.
لقّبت بعاصمة الثقافة الإسلامية ليأتي إليها مدّعو الإسلام بحقد لا يوزن بميزان لتدميرها ونهبها واقتلاع بشرها وحجرها، ظنّاً منهم أن عظمتها ستُمحى من الأذهان.
لكن هيهات، هيهات للعراقة والأصالة والقوة مع رقة الإحساس أن تُزال ولو اجتمع هؤلاء الأعداء يا سادة يا كرام في مجلس الأمن يصرخون ويزرفون الدمع على مدنيّي حلب، معلنين خوفهم عليهم من الإبادة والضياع… شرّ البلية ما يُضحك، حقاً إنهم للسفالة عنوان، ولا يخفى على أحد نعيقهم على خيبتهم وخوفهم من الفضيحة تعلنها صرخات الإدانة من أدواتهم الأقزام.
يا أيها الأشرار، ستبقى حلب لبّ سورية، وسيُغلق الباب في وجوهكم يا جنود السلطان ومَن معكم من شذّاذ الآفاق.
واعلمو أننا قد هيّأنا لسلطانكم مقعداً في مشفى للأمراض العقلية لينهي هناك حلمه في سبي الشقيقة الكبرى لدمشق عاصمة الأحرار، ويغنّي طرباً «يا مال الشام يا الله يا مالي، طال المطال يا حلوة تعالي». وعندئذٍ ستصمّ الآذان لأن أنكر الأصوات صوت…. أردوغان!
ولنا في القريب العاجل نصر مؤزّر من الله… سجّل يا زمان ما رواه حكواتيّ الشام.
رشا المارديني