بوتين: سنتعاون مع أميركا في سورية لمحاربة الإرهابيين
أعرب الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في رسالته السنوية إلى الجمعية الفدرالية البرلمان عن أمله في إقامة تعاون مع واشنطن في محاربة الإرهاب بسورية. وأكدت الوثيقة عزم روسيا على مقاومة أي محاولات للتدخل في شؤون الدول، بهدف تغيير السلطة فيها بطريقة غير دستورية.
وقال بوتين في رسالته، أمس: نأمل في توحيد جهودنا مع جهود الولايات المتحدة في محاربة خطر واقعي وغير وهمي، وهو خطر الإرهاب الدولي. وذكر بأن العسكريين الروس يعملون حاليا على تحقيق هذا الهدف، مؤكدا أن القوات الروسية كبدت الإرهابيين «خسائر ملموسة».
أضاف: إن الجيش والأسطول الروسيين، أثبتا بوضوح قدرتهما على العمل بفعالية بعيدا عن أماكن المرابطة الدائمة. وأكد أن روسيا ستواصل أيضا حربها ضد الإرهاب داخل أراضي البلاد. وجدد استعداد روسيا للتعاون مع الإدارة الأميركية في المجالات الأخرى، مشددا على ضرورة تطبيع العلاقات الثنائية والشروع في تطويرها على أساس التكافؤ والمنفعة المتبادلة. وأكد أن التعاون بين روسيا والولايات المتحدة في حل القضايا العالمية والإقليمية، يصب في مصلحة العالم برمته. وأضاف: «نتحمل مسؤولية مشتركة عن ضمان الأمن والاستقرار العالميين». وفي الوقت نفسه، حذر من أن محاولات الإخلال بالتكافؤ الاستراتيجي خطيرة للغاية وقد تؤدي لكارثة عالمية. وقال: «لا يجوز أن ننسى ذلك أبدا ولو للحظة واحدة». وأضاف: إننا ندرك مدى مسؤوليتها ونحن مستعدون فعلا للمشاركة في حل قضايا عالمية وإقليمية، هناك عندما تكون مشاركتنا مناسبة ومطلوبة وضرورية».
وذكر بوتين بأن روسيا واجهت خلال السنوات القليلة الماضية، محاولات الضغط عليها من الخارج. وقال: في سياق هذه الحملة، تم استغلال الوسائل كافة «بدءا من الخرافات حول العدوان الروسي، مرورا بالدعاية والتدخل في الانتخابات، وصولا إلى ملاحقة رياضيينا وبينهم البارالمبيون». وشدد على أن الحملات الإعلامية المأجورة واختلاق المعلومات المزورة الرامية لتشويه سمعة روسيا وإلقاء المواعظ، بدأت تثير الملل. واستطرد قائلا: لا نريد أن ندخل في مواجهة مع أحد، لأن ذلك لا يصب في مصلحة أحد، لا روسيا ولا شركائنا ولا المجتمع الدولي.
أضاف: ما يميزنا عن بعض شركائنا الغربيين، الذين يرون في روسيا خصما، هو أننا لا نبحث ولم نبحث أبدا عن أعداء. ونحن بحاجة إلى أصدقاء. لكننا لا نسمح بالإخلال بمصالحنا أو تجاهلها. إننا نريد تقرير مصيرنا بأنفسنا وسنقوم بذلك. سنبني الحاضر والمستقبل دون إملاءات خارجية واستشارات لم نطلبها.
وتابع: لم تكن السنوات الماضية سهلة بالنسبة لنا، لكن هذه المحن جعلتنا أقوى فعلا. وساعدتنا في تحديد الاتجاهات التي يجب أن نعمل فيها بمثابرة ونشاط أكبر.
كما جاء في الوثيقة رؤية السياسة الخارجية الروسية التي وقعها الرئيس بوتين، أمس: إن موسكو متمسكة بحل الأزمة في سورية على أساس ضمان وحدة البلاد واستقلالها وسلامة أراضيها. وإن تسوية النزاع في سورية يجب أن تعتمد على الوثائق التي تبناها المجتمع الدولي بهذا الشأن. وأضاف نص الوثيقة: تؤيد روسيا وحدة سورية واستقلالها وسلامة أراضيها، كدولة علمانية وديمقراطية وتعددية، يعيش أبناء كافة المجموعات العرقية والطائفية فيها بسلام وأمان، ويتمتعون بحقوق وإمكانيات متساوية.
وتطرقت الوثيقة إلى مسألة العلاقات بين روسيا وحلف «الناتو»، مؤكدة نية موسكو بناء هذه العلاقات «آخذة بعين الاعتبار مدى جاهزية الحلف للشراكة المتكافئة» معها، مشيرة إلى أن روسيا تنظر نظرة سلبية إلى توسع «الناتو» واقتراب بنيته التحتية العسكرية من الحدود الروسية وتفعيل نشاطاته العسكرية في مناطق متاخمة لروسيا. وإن موسكو تعتبر هذه التصرفات انتهاكا لمبدأ الأمن المتكافئ، غير المجزأ. وأمرا يقود إلى تعميق الخطوط الفاصلة القديمة وظهور خطوط جديدة منها في أوروبا.
وأكدت الوثيقة أن روسيا لا تقبل ممارسة ضغوطات عليها، سواء كانت سياسية أو اقتصادية أو غيرها، كما أنها تحتفظ لنفسها بحق «الرد القوي على تصرفات عدائية تجاهها، بما في ذلك تعزيز أمنها القومي» واتخاذ خطوات مضادة.
ونصت «الرؤية» على موقف موسكو من التسوية في أفغانستان، متعهدة بأنها ستواصل بذل الجهود من أجل حل مشاكل هذه الدولة في أقرب وقت مكن، مع احترام حقوق كل المجموعات الإثنية ومصالحها المشروعة وبغية إعادة إعمار أفغانستان في مرحلة ما بعد الصراع، كدولة محايدة ذات سيادة محبة للسلام تتميز باقتصاد ونظام سياسي مستقرين.