الجيش يقتل 30 داعشياً ويأسر 16 في بنغازي
ازدادت حدّة الاشتباكات وتبادل إطلاق النار بالأسلحة الخفيفة والمتوسطة والثقيلة، في محيط فندق ريكسوس، بمنطقة باب بن غشير، في العاصمة الليبية طرابلس، حسب ما أفاد موقع «بوابة الوسط» الليبي. فيما أكد مدير المكتب الإعلامي للقيادة العامة للجيش الليبي خالد العبيدي، إن القوات المسلحة تمكنت، أمس الأول، من التقدم بشكل سريع في غرب بنغازي. وانها قتلت 30 عنصرا من «داعش» واسرت 16 آخرين.
وأفادت مصادر قريبة من المنطقة، أن اشتباكات بدأت منتصف يوم أمس، في طرابلس، بين كتيبة «غنيوة الككلي» التي تتخذ من حي أبوسليم مقرا لها وكتيبة محسوبة على الجماعة الليبية المقاتلة، بقيادة طارق درمان والمتحالفة مع كتيبة صلاح البركي، من أجل السيطرة على معسكر 77 وغابة النصر التي يتمركز فيها الأخير.
وقال أحد السكان القريبين من «معسكر 77» في اتّصال، إن حالة من الذعر تسود المنطقة السكنية المحاذية للمعسكر. وأنه سمع صراخ نساء وأطفال جراء شدة القصف المتبادل بين المجموعات المسلحة.
وفي السياق، صرح شهود عيان أن قوة الردع التي تتمركز في قاعدة معيتيقة 10 كم شرق مركز طرابلس استنفرت عناصرها، فيما أقفل مسلحو ما يعرف بـ«كتيبة ثوار طرابلس» التي يقودها هيثم التاجوري، الطريق الرابطة بين منطقتي سيدي المصري وجامعة طرابلس.
يأتي ذلك بعد ليلة من الرعب عاشها سكان منطقة عرادة، الملاصقة لمنطقتي سوق الجمعة وتاجوراء، بسبب اشتباكات دارت بين مجموعة مسلحة وكتيبة «ثوار طرابلس»، التي أوضحت أنها حاصرت معسكر الأربعة شوارع، عرادة – بالأشهر في العاصمة، ليلة الأربعاء الخميس وقتلت آمره وثلاثة آخرين، عقب اغتيال شاب ورمي جثته أمام المعسكر، فيما قُـتل خلال الاشتباكات أحد أفراد الكتيبة ويدعى محمود عبدالعزيز. وقالت الكتيبة إن تلك المجموعة تورطت في جرائم قتل وأعمال حرابة وقطع طريق وخطف وبيع المهاجرين غير القانونيين.
جدير بالذكر، أن مدينة طرابلس تشهد، منذ أسابيع، حالة من التوتر والاستنفار بين المجموعات المسلحة المنتشرة في المدينة. وقد تزايدت الاشتباكات بين تلك المجموعات، بسبب اتهامات متبادلة بعمليات قتل وخطف. ويخشى كثيرون من توسع رقعة الاشتباكات الجارية الآن، مع لجوء كل الأطراف إلى تحالفات مع مجموعات مسلحة أخرى، مما ينذر بانفجار الوضع في العاصمة برمتها.
في السياق، قال مدير المكتب الإعلامي للقيادة العامة للجيش الليبي خالد العبيدي، إن القوات المسلحة تمكنت، أمس الأول، من التقدم بشكل سريع والسيطرة الكاملة على الحظيرة الجمركية، غرب مدينة بنغازي. وتتقدم باتجاه منطقة قنفودة وما تبقى من بوصنيب، التي تعتبر من آخر معاقل الإرهابيين.
وقال العبيدي لـ «سبوتنيك»: «إن الاشتباكات العنيفة في منطقة غرب بنغازي، آخر معقل للإرهابيين في المدينة، أسفرت عن سقوط 30 قتيلا وأسر 16 عنصرا من تنظيم «داعش» الإرهابي. مشيرا إلى أن «أسر عدد كبير من تلك العناصر يساهم في الحصول على معلومات من شأنها الإسراع في تحرير المنطقة الصغيرة المتبقية».
وأكد العبيدي أن «العناصر الإرهابية في بوصنيب وقنفودة تتقهقر أمام تقدم الجيش الليبي، الذي يخوض معارك عنيفة لتطهير ما تبقى من المواقع الواقعة تحت سيطرة الإرهابيين، في المحور الغربي بنغازي».
وتعاني ليبيا منذ سقوط نظام العقيد معمر القذافي عام 2011، من أعمال عنف، تحولت إلى صراع مسلح على الحكم، قسّم البلاد بين سلطتين، الأولى حكومة يعترف بها المجتمع الدولي في طبرق والثانية حكومة مناوئة لها تدير العاصمة طرابلس، بمساندة تحالف جماعات مسلحة تحت مسمى «فجر ليبيا». وباشرت حكومة الوفاق الوطني الليبية الجديدة، أعمالها برئاسة فايز السراج، في31 آذار الماضي، بناء على اتفاق الصخيرات الذي وقعه الفرقاء الليبيون في المدينة المغربية، برعاية مبعوث الأمم المتحدة إلى ليبيا مارتن كوبلر.