أبو خليل: بترسيخ معادلة الجيش والشعب والمقاومة نردّ الحيف عن بلادنا.. نرفض كلّ نظام أساسه الظلم والباطل.. وليس مقبولاً تضخيم أحجام الصغار
أقامت مديرية صور التابعة لمنفذية صور في الحزب السوري القومي الاجتماعي حفل عشاء حاشد لمناسبة عيد تأسيس الحزب، في منتزه القلعة بمنطقة الحوش، حضره منفّذ عام صور الدكتور محمود أبو خليل وأعضاء هيئة المنفّذية، مدير مديرية صور عباس فاخوري وأعضاء الهيئة، وفعاليات سياسية وثقافية واجتماعية وحشد من القوميّين والمواطنين.
افتُتح الحفل بنشيد الحزب الرسمي والنشيد اللبناني، وتناوب على التعريف كلّ من ريما فياض، رمزه صادق قشور ونسرين زعتر.
وألقى مدير المديرية عباس فاخوري كلمة تحدّث فيها عن معاني التأسيس، مؤكّداً على أنّ غاية حزبنا بعث النهضة في روح الأمّة والارتقاء في العمل الثقافي والاجتماعي للقضاء على المفاسد في مجتمعنا. ووجّه التحية لنسور الزوبعة الذين يمارسون البطولة في معركتنا ضدّ الإرهاب، وفي بطولاتهم وتضحياتهم سيكون الانتصار لا محالة.
ثمّ ألقى منفّذ عام منفذية صور الدكتور محمود أبو خليل كلمة رحّب في بدايتها بالحضور، وقال: في هذه المناسبة ولدى المتنوّرين من أبناء شعبنا رجاحة عقل وميزان فكيلوا بمكيال واحد لا مكيالان.
نحن القوميون لا يضيرنا إن استقلّ كيان أو أكثر عن الأجنبي، بل سعينا ونسعى لذلك وقدّمنا أغلى التضحيات. لكنّنا نرى أنّ الاستقلال لا يصبح ناجزاً إذا لم يُراعى فيه جوهره، فصون القرار الوطني ينبع من إرادة الشعب وتثمين دور المضحّين في سبيله في ساحات الوغى لا من الصالونات، وأيّ استقلال يحجب عن احتفاليّاته أسماء الشهداء وخصوصاً اسم شهيد الاستقلال الأول والأوحد القومي سعيد فخر الدين، وأيّ استقلال لكيان تُبنى السلطة فيه على تقاسم المغانم من دم ولحم ولقمة عيش الفقراء الأحياء الأموات، ويستوي فيه الأجنبي وعملائه القتلة مع المقاومين الشرفاء، وتضخّم فيه الأحجام على خلفيه قوانين المستعمر الانتخابية، فلا تُراعى صحة التمثيل، ومفصّلة على قياس بعض الزعامات الطائفية والمذهبية ليستكمل مشروع التجزئة والتفتيت في غياب قانون عصري للأحزاب، فأصبح لكلّ دسكرة أو حيّ أو زاروب وبأفضل الأحوال منطقة بيوتات سياسية أطلق عليها اسم أحزاب، تسعى ويسعى لتمثيلها في سلطة مخوّلة إدارة شؤون المواطنين، ورفع الحرمان والمعاناة عنهم، وما عرفوا مواطنيهم إلّا بالمناسبات إذا عرفوهم، ولم يكونوا على مرّ تاريخهم جزءاً من دورتهم الحياتية، الاقتصادية والاجتماعية، أحزاب ابتلينا بها وكأنّه يراد لنا اليوم أن نبتلى بفقدان الذاكرة .
أضاف أبو خليل: نعم محاولة تمثيلها على حساب حركات نهضوية وأحزاب بحجم وطن هو النبراس الذي يستدلّ من خلاله إلى الطريقة التي سنتعاطى بها مع هكذا سلطة، فنحن احترمنا السلطة دائماً لا خشية ولا رهبة بل تعلّقاً بالنظام، ونحن أقمنا نظاماً أساسه الحق ونرفض كلّ نظام أساسه الظلم والباطل، ولنا الجرأة لنقول بأنّ محاولة إقصائنا وأمثالنا عن السلطة التنفيذية، سببها أنّنا حزب فكرة وحركة تتناولان حياة أمّة بأسرها، حزب نهضة غير عادية، وأمّة ممتازة بمواهبها متفوّقة بمقدرتها، غنيّة بخصائصها. حزب يجمع القوم كلّهم ويعبّر عن قضيّتهم ويعمل لحياتهم، فهو إذن حزب قومي شامل، لا يفرّق بين طائفة وأخرى وبين مذهب وآخر، يؤسّس لوطن لا يُهان فيه أحد .
ولفتَ أبو خليل إلى أنّ أبناء شعبنا الفلسطيني في المخيّمات، تُحجب عنهم كلّ مقومات الصمود والحياة الكريمة، لذلك نشدّد على ضرورة توفير حقوقهم المدنية والاجتماعية وحفظ كرامتهم، بانتظار عودتهم القريبة وعودتنا إلى أرض فلسطين وتحريرها من الاحتلال.
أضاف: نحن واثقون من تحقيق النصر، وبأنّنا سنغيّر مجرى التاريخ الذي كتب على غفلة، وسنسمّي الأشياء بمسمّياتها التي تليق بشعب حرّ واثق، فنطلق أسماء أبطالنا وشهدائنا على شوارعنا، فلا غورو ولا كليمنصو وغيرهم، بل سناء محيدلي ومحمد سعد وعماد مغنية واللائحة تطول .
وقال: نحن لا نعوّل على من لا تاريخ له، وإذا كان له، فتاريخ تشوبه كلّ الشوائب، وأملنا بعد انتخاب رئيسٍ للجمهورية نعتبره مقاوماً، نشدّ على يديه ونحثّه للتعاون مع القامات الوطنية التي تشاركه وحدة الهدف، لكي نكرّس سويّاً المثلث الذهبي: جيش كالذي رأينا إنجازاته بالأمس القريب، وشعب مناضل ومقاومة قلّ نظيرها، لنردّ الحيف عن بلادنا ويتسنّى لنا نسيان المعادلات الخشبية، إلّا ما خصّ الخشب الذي يساهم في إعمار بلدنا من دون منّة ولنسير به إلى برّ الأمان، والذي تُنقش عليه صورة نسرٍ يمثّل المرابطين على الثغور، فتحيّة إلى نسور الزوبعة المرابطين على الثغور أينما كانوا على مساحة الأمة .
وختم كلمته بالقول: في 16 تشرين لم يأتنا الزعيم بالخوارق والمعجزات، بل بالحقيقة التي هي أنتم. آمن بكم أمّة مثالية هادية للأمم، فكونوا عمّال بناء للمجتمع الإنساني الجديد، وكونوا حركة مهاجمة تأتي بتعاليم جديدة تهاجم المفاسد والفوضى .