بوتين يشيد بذكاء ترامب وإدراكه لمسؤولياته: محاولات خلق عالم أحادي القطب باءت بالفشل

أعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، أن الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب، سيتصرف عند انتهاج سياساته استنادا إلى إدراكه للمسؤولية التي يتحملها، بعد وصوله إلى البيت الأبيض، مشيدا بذكائه ونجاحه كرجل أعمال. مؤكدا أن محاولات خلق عالم أحادي القطب باءت بالفشل.

وذكر بوتين أمس، أثناء مشاركته في برنامج «حصاد الأسبوع» في قناة «إن تي في» الروسية، أن إحراز ترامب نجاحات كبيرة كرجل أعمال، يدل على ذكائه، ما يعني أنه سيدرك قريبا مستوى المسؤولية التي تقع على عاتقه مع توليه زمام الحكم في الولايات المتحدة. وأكد أن موسكو تنطلق من أن ترامب سيتصرف كرئيس للدولة، استنادا إلى إدراكه لهذه المسؤولية.

يذكر أن بوتين وترامب، أجريا في الشهر المنصرم أول اتصال هاتفي بينهما، أكدا خلاله ضرورة إخراج العلاقات الروسية الأميركية من الطريق المسدودة التي وصلت إليها أثناء فترة رئاسة باراك أوباما.

وتطرق بوتين إلى مسائل السياسة الدولية، مؤكدا أن محاولات خلق عالم أحادي القطب باءت بالفشل، بينما يفضل الكثير من شركاء روسيا اليوم الاستناد، عند اتخاذ القرارات، إلى قواعد القانون الدولي.

وقال ردا على سؤال حول تجاهل الغرب لرأي روسيا وقصف «الناتو» ليوغسلافيا عام 1999 ، من دون تفويض أممي: الإجابة بسيطة جدا، ففي العالم الحديث، يسمع أولئك الذين يحاولون الصراخ بأعلى صوتهم، لكي يسمعهم الآخرون. الوضع يتغير وأنا أعتقد أنه ليس سرا لأحد، الكل يرى أن الكثير من شركائنا يفضلون الاستعانة بمبادئ القانون الدولي، لأن التوازن في العالم يستعاد تدريجيا.

أضاف: محاولات خلق عالم أحادي القطب لم تنجح، نحن بالفعل نعيش في بُعد آخر. لكننا، أعني في روسيا، التزمنا، دائما، بوجهة النظر القائلة بأنه، مع دفاعنا عن مصالحنا القومية، علينا أن نحترم مصالح الآخرين، هكذا نعتزم بناء علاقاتنا مع كل زملائنا.

واستطرد بوتين في تصريحاته قائلا، إن يفغيني بريماكوف، رئيس الوزراء الروسي السابق 1998-1999 ووزير الخارجية 1996-1998 تنبأ بالتداعيات الوخيمة التي جلبها ما يسمى «الربيع العربي» لمنطقة الشرق الأوسط، غير أن روسيا، حينئذ، لم تكن قادرة على التأثير فعلا على تطورات الأحداث في المنطقة.

وقال: أنا مقتنع بأنه لو أصغى المجتمع الدولي إلى موقف بريماكوف في ذلك الوقت، لما تطورت الأوضاع بهذه الطريقة.

وأشار إلى أن قدرات بلاده، في تلك الفترة، كانت محددة وذلك لم يتح لها التأثير على سير الأمور في المنطقة، خصوصا أن اللاعبين الرئيسيين على الصعيد الدولي، كانوا يفضلون، في ذلك الوقت، عدم الاعتماد على معايير القانون الدولي، منطلقين من مصالحهم الجيوسياسية.

يذكر أن يفغيني بريماكوف 1929-2015 ، المستعرب من خريجي معهد موسكو للدراسات الشرقية، كان يحظى ببالغ الاحترام عند زملائه ومعارفه في العالم العربي والعالم كله، إذ أكد دائما أن نموذج النظام العالمي أحادي القطب، غير قابل للحياة، وتنبأ بظهور أقطاب جديدة، بما في ذلك مجموعة «بريكس».

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى