جونسون يدافع عن السعودية في اليمن

دعت وزارة الخارجية البريطانية الموظفين في وزارات أخرى إلى عدم تسمية وزير الخارجية، بوريس جونسون، باسمه «بوريس»، في محاولة للحد من المعاملة غير اللائقة له. في حين قال جونسون إن السعودية لم تتجاوز الخط الأحمر في اليمن. وإن لندن لا ترى في الغارات التي يشنها الطيران السعودي خطرا واضحا يهدد بانتهاك حقوق الإنسان.

وأصدرت الخارجية البريطانية توجيها داخليا بهذا الخصوص، قالت فيه إن التندر على بوريس جونسون والاستهزاء به غير مقبول، لأنه «يعرقل عمل الوزارة ويجعل عمل الوزير أمرا مستحيلا.

وكان جايك بيري، العضو في حزب المحافظين البريطاني، تقدم بدعوة مماثلة إلى رئاسة الحزب، أواخر تشرين الثاني، طلب فيها «التوقف عن السخرية من بوريس» باعتبار أن تصرفات كهذه تسيئ إلى احترام رئيس الدبلوماسية البريطانية في العالم.

وكثيرا ما كان الوزير جونسون عرضة للسخرية، سواء بين حلفائه السياسيين أو خصومه. ووضع نفسه في موقف حرج بفعل تصريحاته وتصرفاته المثيرة للجدل.

ومن الأمثلة على ذلك، عندما وجد جونسون، في 4 كانون الأول الحالي، أثناء مقابلة مع قناة «سكاي نيوز»، صعوبة في الإجابة عن سؤال ما إذا كان يعرف اسم رئيس كوريا الجنوبية. ورفض جونسون الإجابة عن السؤال وسارع إلى الخروج من الكادر. وخلال زيارته طوكيو، بات الوزير البريطاني متحمسا جدا أثناء لعبة الركبي، مع فريق من أطفال، لدرجة أنه أسقط طفلا يبلغ 10 سنوات أرضا وكاد أن يسحقه بجسمه.

واجتذب جونسون اهتمام وسائل إعلام عالمية مرة أخرى، في تشرين الثاني الماضي، حينما ارتكب خطأ فادحا أثناء خطابه في اجتماع سنوي لحزب المحافظين، ووصف إفريقيا بـ«دولة». وكان جونسون من أشد منتقدي دونالد ترامب. وسبق له أن صرح ساخرا بأنه يخاف من زيارة نيويورك بسبب احتمال أن يصادف ترامب في المدينة.

في سياق آخر، أكد جونسون، أثناء مشاركته في حلقة جديدة من برنامج «عرض أندرو مار» بثتها قناة «بي بي سي» الأحد الماضي، أكد تمسك بريطانيا بدعم السعودية. وقال، ردا على سؤال عما إذا كان تسليح بلاده لقوات التحالف بقيادة الرياض يسهم في مخالفة القانون الدولي في اليمن: لا نعتقد بوجود أي خطر واضح يهدد بانتهاك حقوق الإنسان فيما يتعلق بهذه الأسلحة. وشدد، في تناقض واضح مع تصريحات سلفه فيليب هاموند، على أن الخبراء البريطانيين غير متورطين في تحديد الأهداف التي تطالها الغارات السعودية، بل هم يوفرون للرياض فقط «النصائح العامة» بشأن الكيفية اللازمة لهذه الغارات. وعن الغارات السعودية قال: حتى اللحظة الراهنة لا نعتبر أن الخط الأحمر قد تم تجاوزه.

تجدر الإشارة إلى أن الرياض تعرضت، منذ إطلاق التحالف الذي تقوده حملة عسكرية في اليمن، لموجة اتهامات تؤكد أن غارات الطيران السعودي على المناطق المأهولة التي لا وجود لأي أهداف عسكرية فيها، أودت بأرواح مئات المدنيين. وفي حادث أثار ردود أفعال دولية واسعة، استهدف طيران التحالف في 8 تشرين الأول الماضي، مجلس عزاء في العاصمة صنعاء، ما أسفر عن مقتل 140 شخصا على الأقل وإصابة أكثر من 500 آخرين.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى