أردوغان يصدِّق اتفاق «السيل التركي»
وقع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، مرسوما صدق فيه على الاتفاق مع روسيا بشأن مد خط أنابيب «السيل التركي» لنقل الغاز، حسب ما ذكر الموقع الرسمي للرئاسة التركية. فيما أعلن رئيس الوزراء الروسي، ديمتري مدفيديف، أن حكومته وبرلمان البلاد سيصادقان على اتفاقية «السيل التركي» مع أنقرة، في القريب العاجل. في حين أعلن مدير المصلحة الفدرالية الروسية للتعاون العسكري التقني، ألكسندر فومين، أن موسكو لا تجري مفاوضات تفصيلية مع أنقرة بشأن توريد منظومات «إس- 400» الروسية للدفاع الجوي للجيش التركي.
وجاء في بيان نشره موقع الرئاسة التركية، أمس، أن المرسوم الجمهوري رقم 6765 يقضي بالتصديق على اتفاق «السيل التركي». وتم نشر مرسوم الرئيس في صحيفة «رسمي» التركية الرسمية، معلنة أن المرسوم يعتبر قد دخل حيز التنفيذ منذ توقيعه. ولا تستبعد السلطات التركية أن يبدأ العمل على مد خط أنابيب الغاز هذا، بين روسيا وتركيا، في أوائل عام 2017. ومن المتوقع أن يصدق الجانب الروسي أيضا، قريبا، على هذا الإتفاق الهام للبلدين ولأوروبا الجنوبية.
وكانت كل من موسكو وأنقرة وقعت يوم 10 تشرين الأول الماضي، اتفاقا حكوميا لمد فرعين من خطوط أنابيب نقل الغاز الروسي «السيل التركي» تحت مياه البحر الأسود، بحيث يوفر الخط الأول إمدادات الغاز إلى السوق التركية، بينما يستخدم الثاني لعبور الغاز الروسي إلى دول جنوب أوروبا، على أن ينتهي تنفيذ المشروع في نهاية عام 2019.
وقال مدفيديف، خلال مؤتمر صحافي جمعه مع نظيره التركي بن علي يلدريم، في موسكو: «لا نهدف إلى منافسة خطوط نقل الغاز الأخرى عبر تنفيذ مشروع السيل التركي ». كما أكد يلدريم من جانبه، أن «السيل التركي» يعتبر مشروعا إقليميا هاما سيسهم في أمن الطاقة الأوروبي.
وحول المنغصات التي شابت العلاقات الثنائية في الفترة الأخيرة، أكد مدفيديف أن البلدين استطاعا، بجهود كل من موسكو وأنقرة، طي صفحة الخلافات، كاشفا عن نية بلاده تفعيل آليات التعاون الاقتصادي بينهما وإعادته إلى المستوى الذي بلغه قبل حدوث الخلاف الناجم عن إسقاط تركيا للقاذفة «سو24» الروسية فوق سورية.
وأعرب مدفيديف عن أمله في تذليل العقبات التي تعرقل تعزيز التعاون بين موسكو وأنقرة، موضحا أن المعوقات لم تضيع الخبرة التي توصل إليها الطرفان في العلاقات الثنائية.
وحول التعاون في مجال الطاقة النووية، قال مدفيديف: ناقشنا بناء محطة «أكويو» الكهروذرية قرب مرسين التركية وفقا للنموذج الروسي. وهو الأمر الذي أكده يلدريم، بقوله: ناقشنا تسريع تنفيذ مشروع أكويو ومنحه صفة استراتيجية ونتوقع بدء تشغيل المرحلة الأولى من المحطة النووية قبل العام 2023.
في سياق آخر، قال مدير المصلحة الفدرالية الروسية للتعاون العسكري التقني، ألكسندر فومين، في تصريحات صحافية أدلى بها أمس، ردا على سؤال: لا، ليست هناك مفاوضات تفصيلية بشأن توريد منظومات الدفاع الجوي الروسية لتركيا.
يذكر أن تركيا، التي تعد دولة عضوة في حلف «الناتو»، أعلنت في وقت سابق، على لسان وزير الدفاع التركي، فكري إيشيك، أنها تجري مفاوضات مع الجانب الروسي بشأن شراء منظومات «إس- 400» التي تعد من وسائل الدفاع الجوي الأكثر فعالية في العالم. وقال إيشيك، في 18 تشرين الثاني: «نجري مفاوضات مع روسيا حول شراء «إس- 400»، لكننا نواصل الاتصالات حول هذا الموضوع مع دول أخرى أيضا. وتتخذ روسيا موقفا إيجابيا».
في سياق آخر، يعرض حزب العدالة والتنمية الحاكم في تركيا على البرلمان تعديلا دستوريا يقضي بتغيير النظام البرلماني إلى رئاسي، وهو الأمر الذي أثار انتقادات المعارضة التي تتهم الرئيس بالسعي إلى تعزيز صلاحياته.