لافروف يعلن فشل مبادرة كيري ويلدريم يتعهّد من موسكو بعزل الإرهابيّين

أعلن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف فشل مبادرة نظيره الأميركي جون كيري حول تسوية الأزمة في حلب بعد سحب الجانب الأميركي اقتراحاته بهذا الشأن.

وقال لافروف في مؤتمر صحافي مشترك مع الأمين العام لمجلس أوروبا، ثوربيورن ياغلاند، في موسكو أمس: «أبلغتنا واشنطن أمس أنّهم لا يستطيعون عقد اجتماع غداً اليوم للتشاور بشأن حلب، لأنّهم غيّروا موقفهم. إنّهم يسحبون وثيقتهم ويطرحون الآن وثيقة جديدة، والوثيقة الجديدة هذه، بحسب انطباعاتنا الأولى، تعيد الوضع إلى ما كان عليه، وتبدو وكأنّها محاولة لكسب الوقت لكي يرتاح المسلّحون ويتزوّدون بالإمدادات».

وأشار الوزير الروسي إلى فشل إقامة «حوار جدّي» مع الولايات المتحدة بشأن حلب، قائلاً إنّ الجانب الأميركي يتراجع للمرة الثانية منذ بداية أيلول الماضي عن التوصّل إلى اتفاق حول تسوية الأزمة في حلب. وأضاف لافروف أنّه لا يفهم مَن يتّخذ القرارات في واشنطن، مشيراً إلى أنّ هناك، على ما يبدو، قوى تسعى إلى الإساءة لشخصية جون كيري.

كما قال وزير الخارجية الروسي، ردّاً على سؤال حول رفض مسلّحي شرق حلب الخروج، إنّ اقتراح خروج المسلّحين ليس مطروحاً حاليّاً، لأنّ روسيا والولايات المتحدة لم تتوصّلا إلى اتفاق بهذا الشأن، مؤكّداً في ذات الوقت أنّ المسلحين الرافضين للخروج من شرق حلب سيتمّ القضاء عليهم.

وكان وزير الخارجية الروسي قد أعرب الاثنين عن أمله في التوصّل قريباً إلى اتفاق روسي أميركي، يُنهي قضية حلب وينصّ على خروج جميع المسلّحين من المدينة، مؤكّداً أنّ الاتفاق يجب أن ينصّ على خروج جميع المسلّحين، فيما سيتمّ التعامل مع أولئك الذين سيرفضون الخروج، باعتبارهم إرهابيّين.

وجاء ذلك بعد أن اقترح وزير الخارجية الأميركي جون كيري، خلال لقاء عُقد بين الوزيرين في روما في 2 كانون الأول، إجراء مشاورات بين الجانبين حول تسوية الوضع في شرق حلب.

من جهةٍ أخرى، اعتبر لافروف قصف المستشفى المتنقّل التابع لوزارة الدفاع الروسية في حلب عملاً مخطّطاً بشكلٍ مسبق، قائلاً: «إنّ ذلك كان عملاً مخطّطاً، بحسب قناعتنا، وخطّطه هؤلاء الذين يحاولون الحفاظ على مواقعهم في حلب تحت غطاء مُشرفيهم من الخارج».

كما أكّد الوزير الروسي أنّ العسكريّين الروس سيساعدون الجيش السوري في اتخاذ المزيد من الإجراءات لحماية المستشفيات من الإرهابيّين.

يُذكر أن ممرّضتين روسيّتين استشهدتا وأصيب عامل آخر بجروح، بعد تعرّض المستشفى العسكري الروسي لقصف من قِبل مسلّحي المعارضة في حلب يوم الاثنين.

من جانبه، نفى وزير الخارجية الأميركي جون كيري أيّ رفض أميركي للقاء الجانب الروسي في جنيف. وقال كيري، على هامش لقاء وزراء خارجية دول الناتو في بروكسل: «لست على دراية بأيّ رفض واضح أو بخطّة جديدة بشأن حلب تقتضي الانسحاب المفترض للثوّار من حلب».

وفي سياق المشاورات، أكّد رئيس الوزراء التركي بن علي يلديريم تطابق مواقف أنقرة وموسكو من محاربة الإرهاب، مؤكّداً استعداد تركيا للعمل على الفصل بين الإرهابيّين والمعارضة المعتدلة بسورية.

وكانت الأزمة السورية من أهم المواضيع المطروحة خلال جولة محادثات بين يلديريم ونظيره الروسي دميتري مدفيديف في مقرّ الأخير في بلدة غوركي بضواحي موسكو، أمس.

وفي تصريحات صحافيّة بعد جولة المحادثات، قال يلديريم: «نتحرّك نحو المخرَج من الأزمة السورية »، مؤكّداً أنّ الطرفين يمنحان الأولويّة لتطبيع الوضع في سورية، باعتبار أنّ ذلك سيصبّ في مصلحة المنطقة برمّتها.

وفي الوقت نفسه، أكّد رئيس الوزراء التركي استحالة تقرير مستقبل سورية إلّا عبر حوار سوري – سوري داخلي.

بدوره، أكّد مدفيديف أنّ الحوار الروسي – التركي حول سورية عاد إلى سابق عهده، معبّراً عن ثقته من مواصلة الاتصالات بهذا الشأن في المستقبل، بما في ذلك المشاورات على مختلف المستويات.

وتابع قائلاً: «في ما يخصّ الوضع الإنساني والمسائل الأخرى، بما في ذلك محاربة التنظيمات الإرهابية، التي وجدت مأوى لها في أراضي سورية، فلدينا اتصالات لا بأس بها بهذا الشأن، وهي ليست بين الرئيسين فحسب، بل وبين العسكريّين والأجهزة المختلفة».

ميدانيّاً، نقلت وكالة الأنباء السوريّة عن مصدر عسكري قوله، إنّ وحدات من الجيش السوري سيطرت على أحياء الشعار وظهرة عواد والشيخ لطفي والمرجة وتلّة الشرطة شرق حلب.

وذكرت الوكالة أنّ عناصر الهندسة في الجيش السوري يقومون بتفكيك عبوات ناسفة، وإقامة نقاط التثبيت وملاحقة المسلّحين في تلك المناطق. وأضافت أنّ عناصر قوى الأمن الداخلي فجّروا عربة مفخّخة قبل وصولها إلى إحدى النقاط العسكرية في محيط جمعية الزهراء أرسلها المسلّحون.

وكانت وزارة الدفاع الروسية أعلنت أنّ الجيش السوري تمكّن، أمس، من استعادة 5 أحياء جديدة في شرق حلب، ليرتفع العدد العام للأحياء المحرَّرة من قبضة المسلّحين هناك إلى 35.

وقالت الوزارة، في بيان: «بسطت القوات الحكومية السورية، حتى مساء أمس، سيطرتها الكاملة على 6 أحياء في الجزء الشرقي من حلب، وتمّ بالتالي، تحرير 35 حيّاً سيطر المسلّحون عليها سابقاً».

وفي السياق، شكّلت غارات الطيران الحربي السوري العنوان الأبرز في سير العمليات العسكرية على جبهات المواجهة في البلاد، مترافقةً مع تقدّم وحدات الجيش السوري في أكثر من محور.

فقد قصف الطيران الحربي مواقع المسلّحين في مدينتي دوما وحرستا وبلدة الشيفونية بالغوطة الشرقية، في حين سُمِع دويّ انفجار في الغوطة الغربية، ورجّحت مصادر إعلامية أنّه ناجم عن تفجير مبنى من قِبَل القوات السورية في أطراف مخيم خان الشيح، كما سُمعت أصوات إطلاق نار من جهة منطقة الديرخبية.

وإلى شمال العاصمة دمشق، حيث تابعت وحدات من الجيش السوري قصفها، فجر أمس، لمواقع المسلّحين في مدينتي الزبداني ومضايا، بالتزامن مع استهداف المواقع بالرشّاشات الثقيلة.

في هذه الأثناء، تتواصل غارات الطيران السوري الحربي والمروحي على مواقع المسلّحين في مدن وبلدات وقرى بمحافظة إدلب. وبحسب مصادر إعلامية، فقد استهدف الطيران الحربي مواقع المسلّحين في بلدات وقرى تفتناز وحزانو واحسم وحيش وحاس وأطراف مدينة معرة النعمان بريف إدلب، وكفرسجنة والشيخ مصطفى وترملا بريف إدلب الجنوبي.

كما نفّذ الطيران الحربي عدّة غارات على مواقع المسلّحين في بلدتي كفرزيتا واللطامنة وقرية الصياد ومناطق أخرى بريف حماة الشمالي.

إلى ذلك، أكّد مصدر عسكري سوري تدمير مقارّ وتحصينات لمسلّحي تنظيم «داعش» في غارات لسلاح الجو السوري على تجمّعاتهم بريف حمص الشرقي.

وقال المصدر، إنّ الطيران الحربي نفّذ طلعات على نقاط تحصّن عناصر «داعش» ومحاور تحرّكهم وتجمّعاتهم في الباردة بريف المحافظة الجنوبي الشرقي، وشرق قرية مكسر الحصان وبلدة جب الجراح شرق مدينة حمص بنحو 73 كم.

وأشار المصدر إلى أنّ الغارات أسفرت عن القضاء على عدد من المسلّحين وإصابة آخرين وتدمير آليات وتحصينات لهم، وكانت وحدة من الجيش قد دمّرت أمس 4 عربات مزوّدة برشاشات لمسلّحي «داعش»، وقضت على عدد منهم في محيط حقل المهر النفطي شرق مدينة حمص.

وفي محافظة درعا، استهدفت وحدات من الجيش السوري نقاط التماس مع المسلّحين في حيّ المنشيّة بدرعا البلد.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى