11 عاماً على «سقوط» عاصمة الحضارات بغداد
أمس، مرت الذكرى الحادية عشرة لاحتلال العراق من قبل القوات الأميركية في التاسع من نيسان عام 2003، وبدعم واضح من أنظمة خليجية، وباحتلال العراق تكون قد استبيحت إحدى أهم عواصم الحضارات في تاريخ البشرية بعد دخول العدو الصهيوني للعاصمة اللبنانية بيروت عام 1982، وقبلها احتلال جوهرة الشرق عاصمة فلسطين القدس عام 1967.
وعلى رغم مرور 11 عاماً على سقوط نظام الرئيس العراقي الراحل صدام حسين، إلا أن العراق لا يزال يعيش في دوامة العنف والدمار والقتل اليومي. ويرى الكثير من المحللين أن سقوط النظام العراقي كان ضمن خطة موضوعة لتغيير خريطة الشرق الأوسط السياسية والتي استكملت لاحقاً بما يعرف بأحداث «الربيع العربي» التي أدت إلى سقوط العديد من القادة العرب. ويشبّه العديد من العراقيين «سقوط بغداد» في عام 2003 بسقوطها في الغزو المغولي عام 1258 عندما كانت بغداد عاصمة الخلافة العباسية، إذ قتل المغول البغداديين ودمروا مدينتهم وقضوا على الخليفة المستعصم بالله.
صدام حسين… قائد الحروب الثلاث
عاش العراق في حقبة نظام صدام حسين حياة عنوانها الحروب وعسكرة المجتمع والعوز والحصار والهجرة، لكن التغيير الذي حصل بعد عام 2003 لم يجلب للعراقيين ما كانوا يحلمون به.
من المعروف أن الرئيس الراحل صدام حسين وصل إلى سدة الحكم عام 1979 إلا أن العديد من المحللين يرون أن صدام قاد العراق فعلياً منذ انقلاب عام 1968 على حكم الرئيس عبد الرحمن عارف.
وتحت حكم صدام رئيساً خاض العراق 3 حروب، منها 8 سنوات مع جارته إيران وأخرى مع الولايات المتحدة وحلفائها بعد دخوله للكويت، عانى العراقيون بعدها أشد معاناة بسبب الحصار الاقتصادي الذي فرضته الولايات المتحدة واستمر 13 عاماً.
أما الحرب الثالثة فهي حرب عام 2003 التي شنتها الولايات المتحدة بحجة «امتلاك العراق لأسلحة الدمار الشامل»، بدأت في آذار، واستمرت ستة أسابيع، لتنتهي بدخول الدبابات الأميركية إلى قلب بغداد.
وكان إسقاط تمثال صدام، من ساحة الفردوس في بغداد، بمثابة تأكيد على انهيار نظامه الذي حكم العراق منذ انقلاب عام 1963، وتمكنت إحدى الدبابات الأميركية من اقتلاع التمثال البرونزي، واعتبر المراقبون هذه اللقطة رمزاً لانتصار قوات الغزو.
ما بعد الغزو الأميركي
وعانت مدن العراق خلال الغزو ضرراً كبيراً أصاب البنى التحتية والاقتصاد، فضلاً عن عمليات النهب والسرقة التي حصلت بسبب انعدام الأمن، علاوة على ما نشر حول سماح القوات الأميركية بسرقة الوزارات والمنشآت الحكومية وعدم منع سرقة وتخريب الممتلكات، خصوصاً المتحف العراقي التاريخي الذي نهبت مقتنياته الشاهدة على حضارة العراق التي تعود إلى ما قبل التاريخ.
وشهدت السنوات التالية على الغزو، انقسام العراق طائفياً وأثنياً، حصل خلالها الأكراد على الحكم الذاتي بصلاحيات.
ولم يكد العراقيون يتنفسون الصعداء لدى انتهاء الحصار الذي أثقل كاهلهم وتسبب بهجرة مئات الآلاف إلى دول الجوار ودول غربية طلباً لحياة أفضل، حتى بدأت أعمال القتل الطائفي والعنف الممنهج تبرز على الساحة. ووصلت أعمال العنف الطائفي أوجها عامي 2006 و2007 قبل أن تنحسر عام 2009، إلا أن اندلاع الأزمة في سورية والمواجهات التي يخوضها الجيش السوري ضد التنظيمات الإرهابية كان لها أثر كبير على صعود شبح الإرهاب في أرض الرافدين.