ميشال كيلو ينعى ما يُسمّى بـ«الثورة»: إسلامها «جَرْبان» وخطابها متخلّف

كثرت في الأيام القليلة الماضية تصريحات المعارض السوري ميشيل كيلو التي تنعى «ثورته»، ومهاجماً السعودية والكيان الصهيوني بقوّة بعدما حمّلهما مسؤولية الانهيارات التي أصابت ما سمّاها بـ«الثورة» في سورية.

ومن جديد، استعرض كيلو في مداخلة هاتفية له مع مؤتمر لناشطي اتحاد الديمقراطيّين السوريّين عُقد في أستراليا منذ ثلاثة أيام، الحال البائسة التي وصلت إليها «ثورته»، داعياً إلى إطلاقها من جديد على الأُسُس الوطنية التي بدأت منها، محمّلاً مسؤوليات الإخفاق إلى جميع الدول الداعمة التي حاولت الاستفادة من «الثورة» لا دعمها، وملقياً باللائمة الكبرى على المعارضات الإسلامية بالتحديد.

وقال كيلو، لقد وصلنا إلى لحظة شديدة الحرج في ما يتعلّق بمسألة «الحريّة» في سورية، معتبراً خطاب «الثوّار» متخلّفاً ومعادياً للحرية إلى حدٍّ كبير جداً، لا يؤمن بمساواة الناس، لا يملك فكرة العدالة في تاريخه السياسي، يجهل فكرة الدولة والمجتمع لصالح نهج متخلّف عنيف، ما وضع «الثورة» أمام مشروعَين متناقضَين.

وأضاف كيلو: «أعترف أمامكم بأنّنا أخطأنا بالدخول في المؤسسات الرسمية للمعارضة، ومنذ 3 سنوات اقتنع العالم أنّه لا بديل للرئيس بشار الأسد».

ورأى كيلو، أنّ «ثورته» مرّت بمرحلتين، واحدة سلمية مجتمعية شعبيّة تمكّنت ببنادق «البومب آكشن» من السيطرة على 65 من سورية، وعندما تأسلمت في المرحلة الثانية استعاد النظام المناطق الأساسية والحيوية وبتنا لا نملك سوى 15 ، بحسب تعبيره.

وتابع يائساً القول، أصبح الخطّ السياسي «للثورة» خاضعاً للبندقية بدل أن يكون العكس، أصبحنا أمام أُمَراء حرب وتجّار دم وزعران، خاطفي النساء والبنات، والنتيجة هذا التهاوي الذي ترونه: مجرمون ركبوا على ظهر «الثورة»، وأطلقوا على أنفسهم لقب أمراء وقادة.

وتساءل كيلو: عن أيّ حاضنة اجتماعية سنتكلّم بعد اليوم إذا كان مليون إنسان من منطقة التل يقصد الغوطة الغربية ، سيعودون إلى الدولة خلال أيام؟

وتحدّث كيلو عن «الائتلاف» الذي قرّر تركه لأنّه يعطّل أيّ عمل وطني، بحسب تعبيره. وقال: «منذ بضعة أيام توفّي صادق العظم، فكتب أحدهم على صفحة الهيئة السياسية للإئتلاف عبارة «الله يرحمه»، ثمّ بعد قليل استدرك قائلاً: هل تجوز عليه الرحمة وهو لم يكن مؤمناً؟».

تصوّروا الذي كتب العبارة ليس أيّ كان، هو الأمين العام لـ«لإئتلاف».

ودعا كيلو إلى «تشكيل قيادة للعمل الوطني شعارها الوحيد الحرية»، أدواتها المواطنة والمساواة والعدالة والكرامة الإنسانية. طريقتها بالنضال لا تحتاج إلى رضىً من أحد، ولا لأموال السعودية وقطر وإلخ..

وتطرّق كيلو إلى قناة «الجزيرة» القطريّة التي بثّت برنامجاً عن تدريب المستوطنين «الإسرائيليّين»، وذكرت أنّ هؤلاء المتدرّبين آتون من أميركا لأنّ الإنجيل يطالبهم بالدفاع عن اليهود!! هل سمعتم بحياتكم عن إنجيل يطالب المسيحيّين بالدفاع عن اليهود الذين يعتبر أنّهم قتلوا المسيح؟

هذا جنون، والعالم العربي والإسلامي يتّجه نحو الهاوية، ولن تقوم له قائمة بعد الآن.

لم نعدْ في العصور الوسطى، لم نعدْ في عصر بيزنطة وفارس، هذا عالم الرأسماليّة الحديث. هذا العالم الذي يرسل ويتلقّى الإشارات من المريخ بأقل من ثانية، هذا العالم لن يقدر العالم الإسلامي «الجربان» أن يصمد فيه بهذه العقلية والروحية والإيديولوجيّة والقيادات. الله استخلف الإنسان في الأرض وليس المسلم أو المسيحيّ أو غيره.

لا يمكنك أن تكون مع الحرية وتقول لي عندما ننتصر سنذبح مليونيّ علوي لأنّهم مع بشار، فالحرية تعني سيادة القانون.

وأعترف كيلو أنّ «ثورته» اليوم أصبحت في الحضيض، وأنّ النظام يستعيد الحاضنة الشعبيّة، قياداتهم وفصائلهم الثوّار تنهار في كلّ مكان.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى