اللاعب الوحيد في الميدان
عندما يتنازل المدير عن مبادئه وأخلاقه ويتحول الموظفون إلى مجرد أشياء.
عندما تغيب روح المبادرة وتُفقَد الرؤية ونعيش متاهة الأوطان.
أينما نسافر نجد أنفسنا، وفي اللاشعور، نقارن ما بين البلد الجديد ووطننا الأصل،
ونضع بلدنا موضع المتّهم ونبدأ التنظير.
ونقول: نحن نحتاج إلى… ونحتاج إلى… ونحتاج ونحتاج.
ويراودني سؤال: إلى ماذا نحتاج؟
أنحتاج إلى مزيد من القيادة وقليل من الإدارة؟ أم إلى مزيد من الاستماع والقليل من الكلام؟
أنحتاج إلى كثير من الصدق في عالم صراع المصالح؟ أم إلى الغيرية على تراب الوطن في عصر ضياع الحقائق وزيف الإعلام؟
أنحتاج إلى الحبّ في خضمّ الثقافة اللاإنسانية؟ أم إلى التقليل من العلاقات في كلّ موقع ومكان؟
أنحتاج إلى ثقافة مؤسساتية؟ أم إلى ثقافة عائلية منبعها الإنسان؟
أنحتاج إلى مستشارين خارجيين؟ أم إلى كتب إدارة تعلّمنا كيف تكون الأوطان؟
كما العلاقات الناجحة تتجاوز كلّ العقود سرّها الولاء والوفاء، كذلك العلاقة مع الوطن مكمنها قائم على الالتزام الوثيق، والعرى التي لا تقبل الانفصام.
أنحتاج؟ نعم نحتاج.
لأنّ الضمير يبقى اللاعب الوحيد في الميدان.
ريم شيخ حمدان