ورد وشوك
أحبّاً وعشقاً لعيونك الخضر يا علم وطني الحبيب ارتفع الفيتو عالياً ملوّحاً برفض قرار أثيم في أروقة الأمم المتحدة من قبل دولتين بالقوّة والعظمة معروفتين؟ أم هو دفاع عن الشرعية الدولية والأمن الوطني، وحتى لا يصل البلل إلى أوطانهم فيغرقها وهم صاغرون؟
وجعك يا سورية صحّح النظر في أعين المسؤولين عن تلك الدول التي لوّحت اليوم الفيتو من جديد، بعدما أصيبت بأعراض مرض عمى الألوان وقت مصاب ليبيا العظيم.
فيتو أنصفنا وما كنّا لنعلم من دونه كيف سيكون المصير. المهمّ به أحسسنا أننا لا بدّ منتصرون، بتضحيات من رجال الله حماة الوطن في الميادين. وأرواح هدرت لأناس مسالمين دفاعاً عن وجود كاد يقضي عليه تواطؤ المتواطئين من دول ودويلات وخيانة عَبَدة المال والمناصب على حساب الوطن والمواطنين. فكان في البدء هدف الفيتو تصحيح المسير، وبه صرت يا بلدي بموقعك وخيراتك الشغل الشاغل للعالم أجمعين. تعقد جلسات استثنائية في الأمم المتحدة هدفها تجييش المجتمعين بما يمثّلون لمسح اسمك عن خارطة العالم، وأنت يستهويك صمودك وعنادك وإصرارك على تحقيق النصر العتيد.
ليت لهذا الفيتو شبيه تم رفعه ضمن حدود الوطن «قبل وقوعنا فريسة في براثن الأمم المتحدة»، في وجه تاجر يتاجر بقوت الشعب، وموظف سوّلت له نفسه دسّ يده في جيوب المواطنين، واحتجاجاً على قاضٍ مرتشٍ أضاع الحقوق، وطبيب تنكّر لقَسَم، ومسؤول فقد الضمير.
كنزوا المال يحسبون أنهم مخلَّدون في دنيا النعيم. أولاد تنكّروا للعلم والأدب واستغلّوا ما أفرزته الحضارة على نحو للقيم مسيء، وأمهات وآباء انشغلوا عن متابعة أولادهم، ما عرفوا أنهم في الإفساد والتدمير مساهمون.
آه يا بلدي. كم نحن بحاجة إلى إعمال مفاهيم أكثر من فيتو في وجه أزمات أخلاقية سادت مجتمعاتنا، لنساند ما تحقّق بفضل فيتو السياسة والدبلوماسية، فتنتهي بالنصر حرب السنوات العجاف، ونعيد نحن البناء ويسود السلام.
تعالوا اليوم نحدث فيتو نسمّيه عتاب الحبّ للأحباب، نذكر فيه أن الوطن ذاتنا وأقسى الفقد فقد الذات. سورية مهد الحضارة والإنسانية والجمال.
رشا المارديني