هل يفجّر حزب «بهاراتيا جاناتا» سباقاً نووياً عالمياً؟

يزداد القلق في العواصم الغربية نتيجة تصاعد قوة اليمين المتطرف في الهند واحتمالات تحقيقه مكاسب في الانتخابات التي بدأت أول من أمس، ولن تظهر نتائجها إلا في النصف الثاني من أيار المقبل، بسبب ضخامة عدد المصوتين الذين يصل عددهم إلى نحو 600 مليون شخص وطريقة الانتخابات المتبعة في الهند.

ويعود سبب المخاوف إلى البرنامج السياسي الذي يطرحه حزب «بهاراتيا جاناتا» ومسؤوله المتشدد نارندرا مودي، خصوصاً في مجال استخدام الأسلحة النووية التي تملكها الهند، ما يُخشى أن يزيد من حدة سباق التسلح الحاصل في آسيا وعلى الصعيد العالمي في آونة واحدة، في وقت يخوض المجتمع الدولي معركة مع إيران لمنعها من تطوير برنامجها النووي، ما يوفر لإيران ذريعة جديدة من أجل الاحتفاظ ببرنامجها النووي مستقبلاً.

فبرنامج «بهاراتيا جاناتا» يدعو إلى إلغاء البند من القانون الذي يتحدث عن التزام الهند ألا تكون البادئة في استخدام الأسلحة النووية في أي نزاع مسلح مع الدول الأخرى، ما يعني إضاءة الضوء الأحمر في الصين وباكستان وإيران وحتى روسيا والدول الأخرى في العالم، ويدفع عملية سباق التسلح النووي إلى مستويات جنونية.

وكانت الهند سنَّت القانون الذي يُلزم الحكومة الهندية ألا تكون البادئة في استخدام الأسلحة النووية لتهدئة خواطر الباكستانيين الذين رُوعوا من اكتشاف أن الهند، التي تتنازع معهم على منطقة كشمير، تحولت إلى قوة نووية وشرعوا بتطوير برنامجهم النووي الخاص وإنتاج قنابلهم الذرية.

ويزيد من القلق أيضاً أن البرنامج السياسي لـ «بهاراتيا جاناتا» يتضمن نية الحزب في حال وصوله إلى الحكم على تعديل القوانين المعمول بها في الهند وإلغاء بنودها التي تعترف بالشريعة الإسلامية كمصدر للتشريع بالنسبة للمسلمين الهنود البالغ عددهم نحو 150 مليون نسمة، من شأنه أن يخلق اضطرابات طائفية في الهند ويزيد من الحساسية والاحتكاك مع الدول الإسلامية المجاورة للهند في باكستان وإيران وأفغانستان ومع العالم الإسلامي في شكل عام.

ودعا حزب «بهراتيا جاناتا» إلى بناء معبد هندوسي كبير فوق الموقع المتنازع عليه بين الهندوس والمسلمين لمسجد بابري التاريخي في مدينة أيوديا الذي هدمه الهندوس المتعصبين عام 1992، خصوصاً بعد صدور قرار من المحاكم الهندية عام 2010 بتقسيم الموقع إلى 3 أقسام واحدٌ للمسلمين وثلثان للهندوس تقاسماهما جناحان هندوسيان متنافسان، علاوة على دعوة الحزب لإلغاء الحكم الذاتي الممنوح لولايتي جامو وكشمير، خصوصاً غالبية سكان كشمير 95 في المئة من المسلمين، والدعوة لإعادة الهندوس الذين هُجِّروا منها في الثمانينات الماضية نحو 250 ألف نسمة إلى ديارهم.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى