لافروف يحذّر واشطن من توريد السلاح.. ومستمرون عسكرياً حتى طرد المسلحين

أعلن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أنّ واشنطن رحّبت باقتراحات موسكو الجديدة حول تسوية الأزمة في حلب مع وجود ملاحظات لديها، مؤكّداً أنّ العمليات العسكرية في حلب لن تتوقّف إلى الأبد.

وفي مؤتمر صحافي من مدينة هامبورغ الألمانية قال لافروف، إنّه تحادث مع كيري 4 مرّات واتّفق معه على إجراء مشاورات في جنيف اليوم السبت، آملاً نجاح هذه المشاورات.

وأضاف لافروف أنّ «العمليات العسكرية في حلب لن تتوقف إلى الأبد، بل ستُستأنف بعد انتهاء الهدنة الإنسانية حتى طرد المسلحين من المدينة»، مشيراً إلى أنّ «المسلحين في شرق حلب محاصرون بالكامل».

وصرّح لافروف بأنّ «روسيا تعمل مع دول إقليمية تسيطر على بعض الجماعات المسلحة في شرق حلب»، متحدّثاً عن «تقدّم على المسار التركي». وقال وزير الخارجية الروسي «يبدو أنّ الأميركيّين لا يسيطرون على كلّ المسلّحين في أحياء حلب الشرقية، وقد يكون الحوار مع هذه القنوات أكثر فعالية من الحوار مع واشنطن».

وأعرب لافروف عن استغرابه بشأن قرار واشنطن رفع حظر توريد الأسلحة، مشيراً إلى «أنّ القرار سيؤثّر على مباحثاتنا مع الولايات المتحدة، ولن يؤثّر كثيراً على الوضع في حلب».

وفي السياق، رأت موسكو أنّ قرار واشنطن رفع القيود على توريد الأسلحة لحلفائها لمكافحة الإرهاب في سورية خطر، محذّرة من وقوع الأسلحة بيد الإرهابيّين.

وقال مبعوث الرئيس الروسي الخاص سيرغي ريابكوف، إنّ رفع واشنطن القيود عن توريد السلاح لحلفائها في سورية يزيد من خطر وقوعها في أيدي الإرهابيّين. الكرملين أعرب عن الخشية نفسها، وقال المتحدّث باسمه ديمتري بيسكوف، إنّ «خطر وصول منظومات الدفاع الجوي المحمولة للإرهابيّين بالشرق الأوسط كبير، ويمثّل تهديداً للمنطقة والعالم». وأمل بيسكوف توصّل موسكو وواشنطن إلى اتفاقات بشأن حلب، قائلاً إنّ «روسيا ليست سبب توقّف الحوار في كلّ مرة».

وكان الرئيس الأميركي باراك أوباما أقرّ رفع القيود عن توريد الأسلحة والذخائر والمعدّات العسكرية إلى حلفاء الولايات المتحدة لمكافحة الإرهاب في سورية. وجاء في مذكّرة نشرها البيت الأبيض أنّ هذه العمليات تتّسم بأهمية بالغة بالنسبة لمصالح الأمن القومي الأميركي، وهي تشمل تقديم المواد والخدمات الدفاعية لقوات أجنبية وقوات غير نامية، والمجموعات أو الأشخاص الذين يشاركون في دعم ومساعدة العملية الأميركية لمكافحة الإرهاب في سورية. وقال البيت الأبيض، إنّ مذكّرة بهذا الأمر أُرسلت إلى الخارجية ووزارة الدفاع الأميركيّتين.

إلى ذلك، أكّد مندوب روسيا الدائم لدى الأمم المتحدة فيتالي تشوركين، أنّ موسكو ستصوّت ضدّ مشروع القرار الذي قدّمته كندا حول سورية.

وقال تشوركين خلال جلسة الجمعية العامة للأمم المتحدة، أنّ مشروع القرار الكندي المطروح للتصويت فيه عيوب كثيرة، مضيفاً أنّه لا يحتوي على وقف الأعمال القتالية من قِبَل الإرهابيّين.

وأشار الدبلوماسي الروسي إلى أنّ موسكو تدعو لاستئناف المحادثات السورية، وتعوّل على دور أممي أكثر نشاطاً، مؤكّداً أنّ «موسكو تعمل مع واشنطن على حلّ في سورية يرضي الجميع».

ومن المنتظر أن تصوّت الدول الأعضاء في الجمعية العامّة لاحقاً على مشروع القرار الكندي الذي يدعو إلى وقف فوري لإطلاق النار في سورية والسماح بإيصال المساعدات الإنسانية، كما يشير المشروع إلى مسؤولية الحكومة السورية عن تفاقم أنشطة الجماعات الإرهابية في سورية.

ومن المتوقّع أن تتبنّى الجمعية العامة للأمم المتحدة مشروع القرار غير الملزم، الذي يطلب «وقفاً كاملاً لجميع الهجمات ضدّ المدنيّين»، ورفع الحصار عن كلّ المدن المطوّقة.

من جهةٍ أخرى، أكّدت دمشق استعدادها لاستئناف الحوار مع المعارضة السورية، مشدّدة على ضرورة أن يجري الحوار بدون تدخّل خارجي أوشروط مسبقة.

ونقلت وكالة «سانا» عن مصدر في وزارة الخارجية السورية تعليقه على تصريحات المبعوث الأممي إلى سورية ستيفان دي ميستورا، الذي اعتبر أنّ الوقت قد حان لاستئناف المفاوضات: «تعلن الجمهورية العربية السورية عن استعدادها لاستئناف الحوار السوري السوري من دون تدخّل خارجي ومن دون شروط مسبقة».

وذكر المصدر أنّ دي ميستورا لم يحدّد موعداً لاستئناف الحوار منذ توقّفه في شهر أيار الماضي.

ميدانياً، أكّدت هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة الروسية، أنّ الجيش السوري وحلفاؤه استعادوا 52 حيّاً من أحياء حلب الشرقية، وباتوا يسيطرون على 93 من مساحة المدينة.

وقال الفريق سيرغي رودسكوي، رئيس مديرية العمليات في الهيئة، عبر تصريحات صحافيّة، الجمعة، إنّ «المساحات الخاضعة لسيطرة الجماعات المسلّحة في حلب تقلّصت بمقدار الثلث خلال الأيام الأربعة الماضية».

وشدّد على أنّ هذه النجاحات «حققتّها مجموعة القوات البرّية التابعة للجيش السوري، إذّ لا يزال حظر طلعات الطيران لحربي الروسي والسوري فوق حلب ساري المفعول منذ 18 تشرين الأول الماضي».

وفي وقتٍ سابق، أعلن المركز الروسي للمصالحة بين الأطراف المتنازعة في سورية، ومقرّه في قاعدة حميميم الجوية بريف اللاذقية، أنّ قرابة 11 ألف مدني بينهم أكثر من 4 آلاف طفل، خرجوا من أحياء حلب الشرقية خلال الساعات الـ24 الماضية.

كما ذكر المركز أنّ 30 مسلّحاً ألقوا سلاحهم واستسلموا للجيش السوري في الجزء الغربي للمدينة، وتمّ العفو عن جميعهم بموجب قرار صادر عن الرئيس السوري بهذا الشأن.

وكان وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف قد أعلن عن تعليق العمليات القتالية المكثّفة للجيش السوري في حلب الشرقية، بالتزامن مع إطلاق أكبر عملية إنسانيّة ترمي إلى إجلاء المدنيّين من المنطقة.

على صعيدٍ آخر، خرج مئات المدنيّين من داخل الأحياء الشرقية لمدينة حلب بفعل التهدئة للعمليات العسكرية النشطة، حيث خفّف الجيش السوري من عمليّاته العسكرية على نحو كبير بما يساعد على خروج المسلحين. وجرى توزيع بعض الأطعمة والمياه على المدنيّين لدى وصولهم إلى النقطة التي سينطلقون منها على متن الحافلات الخضراء إلى مراكز الإيواء.

وقال مركز المصالحة، إنّ أكثر من 10 آلاف مدني بينهم 4 آلاف طفل غادروا المناطق التي يسيطر عليها المسلّحون في حلب خلال الساعات الأربع وعشرين الماضية. فيما ذكرت وزارة الدفاع الروسية أنّ ثلاثين مقاتلاً ألقوا السلاح وخرجوا من أحياء حلب الشرقية.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى