لبنان يستطيع مكافحة الإرهاب بالتنسيق مع الحكومة السورية بدلاً من الذهاب إلى جدة استراتيجية أوباما لمحاربة الإرهاب مليئة بالثغرات وغير واقعية ويجب أن يحذر من تكرار أخطاء الماضي
طبيعة عمل التحالف الذي أعلن عنه الرئيس الأميركي باراك أوباما ومقرّرات مؤتمر جدة لمكافحة الإرهاب والنطاق الجغرافي للعمليات العسكرية وكيفية تعامل دول المنطقة معه خصوصاً سورية ولبنان، عناوين شكلت محور المواقف الرسمية وآراء المحللين والمراقبين.
وبينما أكدت مصادر رسمية سورية استعداد الأخيرة لأن تكون جزءاً من أي تحالف ضدّ الإرهاب، شدّدت في المقابل على أنّ دمشق ستعتبر قيام القوات الأميركية بشن غارات داخل أراضيها من دون موافقتها عدواناً على سورية، وسط تأكيدات مراقبين أنه لا سبيل لمكافحة الإرهاب من دون إيران وروسيا وخصوصاً سورية التي تكافح الإرهاب منذ سنوات.
وأكدوا أنّ أميركا تدفع من الأموال العربية لمكافحة الإرهاب الذي أدخلته إلى العراق، وهي تتحدث عن الحاجة إلى ثلاث سنوات للقضاء على الإرهاب فيما هي أدخلته إلى العراق في غضون أيام، وتحت ذريعة محاربة هذا الإرهاب تريد مواصلة سياستها الأحادية في انتهاك سيادة الدول، معتبرين أنّ لبّ المشروع الأميركي هو التخلّص من مشروع المقاومة والدور السوري في المنطقة.
ولبنان الذي لا يزال يعاني من آثار سياسة النأي بالنفس التي اتبعتها الحكومة السابقة تجاه الأزمة السورية، يواجه استحقاقاً جديداً فرضته أحداث عرسال الأخيرة، وهو المشاركة وطبيعة المشاركة في الحلف الدولي لمكافحة الإرهاب الذي يحتلّ جزءاً من أراضيه ويستمرّ باختطاف عسكريين وذبح آخرين، حيث أكدت مصادر رسمية مقربة من رئاسة الحكومة أنه لا يمكن إلا أن يكون لبنان جزءاً من أيّ مشروع دولي أو عربي لمحاربة الإرهاب وليس لذلك أي علاقة بسياسة النأي بالنفس، لكونه معرّضاً بصورة مستمرة لأهداف الإرهاب المعروفة، مؤكداً أنّ مواجهة الإرهاب لا تعني مواجهة سورية، معرباً عن قناعته بأن قوى 8 و14 آذار وكتلة الوسط لا توافق على دخول الطائرات الأميركية إلى لبنان.
العراق الدولة المعنية بشكل رئيسي بمكافحة الإرهاب يتوحّد ويتجاوز انقساماته السياسية والطائفية والعرقية لمواجهة تنظيم «داعش» الذي بات الآن في موقع الدفاع وليس الهجوم بحسب مصدر رسمي عراقي، معتبراً أن تشكيل الحكومة اعتمد على جمع الشخصيات القيادية التي لها حجمها في العراق مع بعضها البعض في سبيل إضفاء وزن لهذه الحكومة.
بدورها أكدت المعارضة البحرينية عدم المشاركة في الانتخابات النيابية المقبلة ما لم يحدث توافق سياسي وإصلاح جدي.
أما الصراع الأميركي الروسي حول الأزمة الأوكرانية ومحاولة أميركا عزل روسيا عن العالم فقد قابله موقف من رأس الديبلوماسية الروسية بأنّ أميركا فشلت في تعبئة العالم ضدّ روسيا، آسفاً من الموقف الأوروبي التابع للولايات المتحدة.