الرئيس الروسي يشدد على تطبيع العلاقات مع اليابان

أمل الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، في ألا يخلق تطبيق دونالد ترامب شعار «جعل الولايات المتحدة عظيمة من جديد» مشاكل تعوق تطوير العلاقات بين بلاده وروسيا. وشدد عشية زيارته لطوكيو، على ضرورة التطبيع الكامل بين روسيا واليابان.

وفي حديث أدلى به لوسائل إعلام يابانية، أمس، عشية زيارته المزمعة إلى طوكيو، غدا وبعده، قال بوتين: لدى الرئيس الأميركي المنتخب تصوراته الخاصة للأمور. وعلينا أن نتفهم كيف سيطبق شعاره هذا، بما لا يخلق أي مشاكل تنعكس على تطور العلاقات بين روسيا والولايات المتحدة.

أضاف: أدركنا إلى أبعد حد، في غضون السنوات الأخيرة، ظهور الكثير ممن ينظرون بعين من الحذر لتطوير العلاقات الروسية – الأميركية، في وقت تقتضي فيه المصالح الروسية والأميركية الأساسية تطبيع العلاقات بين موسكو وواشنطن، لاسيما في ظل المجالات المتعددة التي يمكن تطوير علاقات البلدين فيها. وتابع: نؤمن بأنه في وسعنا فعل الكثير للقضاء على آثار النزاعات الإقليمية ولا نستبعد استمرار التعاون المشترك في حقل الفضاء، لأغراض سلمية ومدنية. وهناك الكثير من المسارات التي تحظى بأهميتها بالنسبة إلى الشعبين الأميركي والروسي وتتطلب تعاون البلدين.

وأكد، أن الأمر يتوقف فقط على توفر النوايا الحسنة والانتقال إلى العمل، بما يخدم المصالح البلدين المتبادلة. وأرى أن هذا شرط أساسي. وحسب تصوري، فإن الرئيس الأميركي المنتخب مستعد للعمل المشترك، فيما لا نعلم، حتى الآن، كيف سيتحقق هذا على أرض الواقع. لا بد من الانتظار حتى توليه مهام منصبه رسميا وصياغة إدارته.

على صعيد لقائه وترامب، قال: لا بد من منح الفرصة له أولا، حتى ينتهي من تشكيل إدارته وتسلم مهام منصبه، قبل الحديث عن ذلك. نحن مستعدون للقائه في أي وقت كان ولا يوجد أي عائق من جهتنا، أمام ذلك. وأعتقد أن علينا الصبر والانتظار حتى انتهائه من صياغة إدارته وتنصيبه رسميا.

على صعيد آخر، قال بوتين، في حديث أدلى به لقناة NTV اليابانية أمس، عشية زيارته لليابان: لا بد من خلق أجواء الثقة والتعاون بين البلدين بما يخدم تحسين العلاقات التجارية والاقتصادية على أوسع نطاق. وأضاف: من الأهمية بمكان، بحث سبل بذل الجهود المشتركة بين روسيا واليابان، في اتجاه ضمان الأمن الدولي». معربا عن «قلق موسكو حيال تعاظم الأخطار الناجمة عن انتشار الأسلحة النووية وتكنولوجيا الصواريخ، لأن العمل على هذه المسارات سوف يخلق الثقة بين البلدين.

واعتبر بوتين أن روسيا واليابان تفتقران، في الوقت الراهن، لأساس راسخ يبنيان عليه العلاقات الثنائية تلبية لطموحاتهما. وأضاف: لم نخلق ومع الأسف، منذ إحياء العلاقات الدبلوماسية بين البلدين سنة 1956 ، أي عماد راسخ يتيح بناء علاقات تلبي طموحاتنا وتتسق مع متطلبات المرحلة على صعيد التعاون الثنائي.

وتابع: روسيا واليابان شريكان طبيعيان في منطقة الشرق الأقصى والعالم ككل، إلا أن انعدام اتفاقية السلام بين البلدين حتى اليوم يعوق تطوير تعاونهما على جميع الحلبات، الأمر الذي يسوّغ تطلعنا إلى إبرام هذه الاتفاقية. نحن نريد تطبيعا كاملا للعلاقات بين البلدين.

وأردف: جميع القضايا التي نبحثها ورثناها عن أحداث عمرها سبعون عاما، إلا أننا ورغم ذلك، أطلقنا الحوار، بشكل أو بآخر، حول اتفاقية السلام خلال هذه الحقبة. وكلّي أمل في أن نتوصل وبشكل مفاجئ، خلال زيارتي إلى مسقط رأس رئيس الوزراء الياباني، إلى فهم واضح لكيفية تسوية هذه المشكلة.

وقال: إذا توصلنا لهذا الفهم، سنكون غاية في السعادة، فيما السؤال الذي يطرح نفسه، هل تتوفر لدينا الحظوظ اللازمة لذلك؟ الفرصة ماثلة على الدوام وإلا، لما كان هناك أي معنى للحديث. وليس بوسعي رغم ذلك، تقييم هذه الفرص، لأن الأمر يعتمد، أيضا، على مدى ليونة موقف شركائنا اليابانيين.

وشدد على ضرورة توثيق جميع اتفاقات التعاون بين بلاده واليابان بما يخدم الالتزام بتنفيذها. وتابع: لا بد على هذا الصعيد من الاتفاق وحساب كل شيء مسبقا وتوثيق الاتفاقات بما يضمن تنفيذ التعهدات المتبادلة، مؤكدا ضرورة «حصول روسيا على ضمانات مكتوبة تضمن حقها في الحاضر والمستقبل».

وأضاف: من جهتنا مستعدون لذلك، فيما السؤال يدور حول مدى قدرة اليابان على تقديم هذه الضمانات واستعدادها لهذا بما لا يخل بالتزاماتها أمام حلفائها، في ظل التحاقها بالعقوبات ضد روسيا. ليس بوسعنا الإجابة عن هذا السؤال، واليابان وحدها القادرة على الإجابة.

في سياق آخر، أعلن مدير جهاز الأمن الفيدرالي الروسي ألكسندر بورتنيكوف، أن رجال الأمن أحبطوا في العام الحالي 42 عملية وهجمة إرهابية وهي قيد التخطيط والتحضير وقتلوا 129 مسلحا إرهابيا. وأشار إلى أنه تمت مصادرة كمية كبيرة من الأسلحة، وقطع قنوات تهريبه إلى روسيا. وإغلاق وتدمير 48 مختبرا وورشة لتحضير العبوات الناسفة وإصلاح الأسلحة النارية الفردية. وقامت الأجهزة الأمنية في عام 2016 بقطع ومنع حسابات مصرفية لأكثر من ألفي شخص في روسيا، بسبب علاقاتهم بالإرهابيين وتمويل الإرهاب. ولم يسمح لـ86 شخصا بالسفر إلى خارج روسيا، بهدف منع مواطني روسيا من الانضمام إلى التنظيمات الإرهابية في الخارج. وقبض رجال الأمن خلال العام الحالي على 898 شخصا من الإرهابيين والمتعاونين معهم.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى