رد إيراني على أميركا وتعاون عسكري مع بريتوريا
كلف الرئيس الإيراني حسن روحاني وزارة خارجيته ومنظمة الطاقة النووية الإيرانية، اتخاذ إجراءات ردا على «النقض الأميركي» للاتفاق النووي مع طهران. فيما أعلن وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات الإيراني محمود واعظي، أن روحاني قبل الدعوة التي وجهها إليه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، لزيارة موسكو، التي أعلنت عن برنامج لبيع طائرات ركاب من نوع «سوخوي سوبر جيت 100» إلى إيران، التي وقعت بدورها مع جنوب افريقيا، على مذكرة تفاهم في مجالات التعاون الدفاعي والعسكري.
وذكرت وكالة «تسنيم» الإيرانية للأنباء، أمس، أن روحاني بعث رسالة لوزير الخارجية محمد جواد ظريف ورئيس منظمة الطاقة النووية الإيرانية علي أكبر صالحي. وجاء في الرسالة الموجهة لظريف: نظرا لتلكؤ الحكومة الأميركية في تنفيذ التزاماتها المفروضة عليها وفقا للاتفاق النووي، حتى الآن ومماطلتها في ذلك. وبالنظر إلى تمديد قانون العقوبات ضد إيران، الذي أعلنت الجمهورية الإسلامية الإيرانية مسبقا، أن هذه الخطوة ستكون نقضا للاتفاق النووي. وتنفيذا لقرارات المجلس الأعلى للأمن الوطني ولجنة الإشراف على تنفيذ الاتفاق النووي، أوجه أمرا لوزارة الخارجية لتنفيذ المراحل المشار إليها في الاتفاق النووي، لدارسة نقض الاتفاق ومتابعة الشؤون القانونية والدولية اللازمة بجدية. وطلب روحاني من الوزارة «تقديم تقرير عن الخطوات المتخذة في هذا المجال الى رئاسة الجمهورية خلال شهر».
أما الرسالة التي بعث بها إلى صالحي، فقد أمر فيها: 1-التخطيط لتصميم محركات نووية لاستخدامها في مجال النقل البحري، بالتعاون مع المراكز العلمية ومراكز الأبحاث وصنعها. 2- دراسة وتصميم إنتاج الوقود المستعمل في المحركات النووية بالتعاون مع المراكز العلمية ومراكز الأبحاث. وطلب روحاني من صالحي «رفع تقرير الى رئاسة الجمهورية، خلال ثلاثة أشهر، حول التصميم المشار إليه أعلاه والخطة الزمنية لتنفيذ الأمر».
في سياق آخر، قال قال وزير الاتصالات واعظي أمس، في ختام اجتماعات اللجنة الإيرانية – الروسية المشتركة، التي عقدت في طهران، بوجود وزير الطاقة الروسي ألكسندر نوفاك وعدد من المسؤولين ورجال الأعمال: «خلال زيارة فلاديمير بوتين الأخيرة إلى طهران، فإنه دعا روحاني لزيارة موسكو، قبل روحاني هذه الدعوة ويتوجب على وزارتي خارجية البلدين الاتفاق على موعد هذه الرحلة».
من جهة أخرى، قال واعظي، إن بلاده وروسيا وقعتا مجموعة من الاتفاقيات، أبرزها اتفاقية لبناء قمر صناعي استشعاري، «تم التوقيع على مجموعة من الاتفاقيات، التي تعكس رغبة روسية بتوسيع التعاون مع إيران، توصلنا مع الروس إلى اتفاقية لبناء قمر صناعي استشعاري وأتمنى أن تبدأ عمليات التصنيع بأسرع وقت». ولفت إلى أن اتفاقية بناء القمر الصناعي واحدة من ثماني اتفاقيات تتضمن كذلك، بناء محطة حرارية في بندر عباس، وسكك حديد بكرمسار.
على هذا الصعيد، أعلن وزير الطاقة الروسي، ألكسندر نوفاك، أمس، عن برنامج لبيع طائرات ركاب من نوع «سوخوي سوبر جيت 100» الروسية إلى إيران. وقال في تصريح صحافي في نهاية أعمال اللجنة الاقتصادية الروسية الإيرانية المشتركة، في طهران، إن: «الشركات الروسية حاضرة للدخول إلى السوق الإيرانية لتنفيذ مشاريع في قطاع الغاز والنفط».
وحول توقيع مذكرات التفاهم بين الشركات النفطية الروسية وشركة الغاز الوطنية الإيرانية، أكد نوفاك أن «هذا سيزيد من حجم التعاون الثنائي».
يذكر أنه، خلال الأسبوع الحالي، أبرمت إيران عقدا مع شركة «بوينغ» لتزويد الخطوط الجوية الإيرانية بـ80 طائرة خلال السنوات العشر المقبلة، مقابل 6.16 مليار دولار. وأعلنت عزمها التوقيع، الأسبوع المقبل، على عقد مع إيرباص لشراء 118 طائرة، مقابل 10.5 مليار دولار.
من جهة ثانية، وقع وزير الدفاع الايراني، العميد حسين دهقان ونظيرته الجنوب افريقية، مابيسا آنكاكولا، في بريتوريا أمس، على مذكرة تفاهم في مجالات التعاون الدفاعي والعسكري بين الجمهورية الاسلامية الايرانية وجمهورية جنوب افريقيا.
واكد وزيرا دفاع البلدين، بعد التوقيع على مذكرة التفاهم، في تصريحات للمراسلين، على التعاون في المجالات الدفاعية والعسكرية. واوضحا أن السعي من أجل تعزيز السلام والاستقرار والامن على الصعيدين الاقليمي والعالمي ومكافحة الارهاب بشكل حازم وشامل، تعد من اهم محاور مذكرة التفاهم. كما تنص مذكر التفاهم بين البلدين، على التعاون في مجال الامن البحري وفي مجال التدريب وتبادل التجارب في مكافحة الجرائم المنظمة.