العبادي: سنعيد النظر في خطط استعادة الموصل
أعلن رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي عن إعادة النظر في خطّة استعادة مدينة الموصل من سيطرة تنظيم «داعش»، بعد أن حسَم في وقت سابق أنّ استعادتها ستكون قبل نهاية كانون الأول الحالي.
وقال العبادي في مؤتمر صحافي في بغداد، أمس: «نحن راضون عن سير العمليات العسكرية». ولفتَ إلى أنّ «مقاتلات الجيش العراقي لعبت دوراً مهمّاً في معركة تحرير الموصل»، مشيداً «بالتقدّم الكبير في العمليات العسكرية في المدينة»، ومؤكّداً وصول القوات العراقية إلى مرحلة الحسم النهائي، وفق ما قال.
من جهته، أعلن المتحدّث باسم الحشد الشعبي العراقي أحمد الأسدي، أنّه «لا بطء في معركة الموصل، والمعركة تحتاج إلى أشهر».
وقال في مؤتمر صحافي في وكالة «تسنيم» الإيرانية في طهران، الأربعاء: «إنّ الارتباط بين الجبهتين العراقية والسورية أمر واقع، ومنذ تعرّض العراق للهجمة عام 2014 كانت البداية من سورية».
وإذّ رأى أنّ «الجبهتين العراقية والسورية متّصلتان»، كشف أنّ الحشد الشعبي وفي حال تهديد الأمن الوطني العراقي سيتّجه إلى سورية وفق الأُطُر القانونية، أي بطلب من دمشق وقرار من بغداد.
وأوضح أنّ «الحشد باعتباره من المؤسسات العسكرية العراقية يخضع للأطر والقوانين التي تلتزم بها الحكومة العراقية، ونحن نعتقد باتصال الجبهيتن، لذلك بعد انتهاء تحرير الموصل سنتّجه لغلق الحدود العراقية، لذلك إذا رأينا أنّ الأمر يهدّد الأمن الوطني العراقي، فإنّنا سنتّجه إلى سورية وفق الأُطُر القانونية، أي بطلب من الحكومة السورية وقرار من الحكومة العراقية وتصويت مجلس النوّاب العراقي».
وأكّد أنّ «المناطق التي تمّ تحريرها هي مناطق خضعت للعصابات الإرهابية، وعُثر على وثائق تتعلّق بإدارة هذه الجماعات، وهناك وثائق تُشير إلى علاقات لهذه الجماعات بجهات خارجية، ولكن لم نعثر على وثائق تثبت دوراً لدول الاستكبار في إدارة هذه المجموعات».
وشدّد الأسدي على حرص الحشد الشعبي على حماية المدنيّين، والحرص على حياتهم أكثر من تحرير الأرض.
وفي معرض الإجابة على سؤال، قال: «لم يكن لدينا أيّ مستوى من التنسيق مع الأميركيّين حالياً، ولا نتوقّع التنسيق معهم مستقبلاً. سبب عدم تنسيقنا هو أنّنا في جبهة مقاومة واحدة، ولذلك لا نتوقّع ممّن يدعم الإرهاب في سورية أو ذبح شعب اليمن أن يقدّم دعماً حقيقياً للعراق».
وحول دخول القوات التركية إلى العراق، قال المتحدّث باسم الحشد الشعبي إنّ التواجد التركي في بلاده «احتلال».
ميدانياً، دخلت القوات العراقية إلى حيّ السكر شرق الموصل بعد اشتباكات عنيفة مع مسلّحي تنظيم «داعش»، وفق ما أفاد به مراسل الميادين.
وحرّرت قوات الحشد الشعبيّ أربع قرى استراتيجية في حزام قضاء سنجار، تُعدّ نقطة انطلاق للـ»دواعش» نحو محيط تلعفر.
مصدر في الحشد الشعبيّ أضاف أنّ قوات الحشد دمرّت عشر سيارات لـ«داعش» خلال عملياتها العسكرية في الجنوب الشرقيّ لقضاء سنجار، كما تمكّنت فصائل الحشد الشعبيّ من تطويق تلعفر بالكامل استعداداً لتحريرها وقطع أهمّ منفذ إمداد لـ«داعش» بين الموصل والحدود السوريّة.
وكانت قوات الحشد الشعبيّ حرّرت قرية أمّ الشبابيط الاستراتيجية المشرفة على طريق سنجار – تلعفر، كما حرّر الحشد الشعبيّ منطقة تلّ الأصكع شمال غربي ناحية تلّ عبطة وقرية أبو سنام الشماليّة.
يأتي ذلك في إطار استئناف قوات الحشد عمليّاتها العسكرية ضمن محور مناطق غرب تلعفر، لاستكمال تحرير القرى والمناطق واستعادة شبكة الطرق التي تربط غرب الموصل.
من جهته، أكّد نائب قائد عمليات «قادمون يا نينوى» عبدالوهاب الساعدي للميادين، أنّ القوات العراقية قتلت أكثر من نصف عناصر تنظيم «داعش» داخل مدينة الموصل، ويعلن عن تطهير حيّ الفلاح ليصل عدد الأحياء التي تمّ تطهيرها داخل المدينة إلى 38 حيّاً.
وفي السياق الأمنيّ، ذكرت وسائل إعلام محلية أنّ مقاتلي العشائر أحبطوا هجوماً لتنظيم «داعش» بصواريخ «كاتيوشا» على سدّ حديثة غرب العراق.
وصرّح ناظم الجغيفي، المسؤول في مدينة حديثة، الأربعاء 14 كانون الأول، بأنّ قوة من أبناء حشد العشائر تمكّنت من إحباط الهجوم على السدّ الواقع على نهر الفرات، في محافظة الأنبار.
وقال الجغيفي، إنّ «القوة تمكّنت من قتل ثلاثة إرهابيّين من التنظيم وإلقاء القبض على اثنين آخرين، إلّا أنّ «اثنين لاذا بالفرار».
وكانت القوات الأمنيّة والعشائر تفرض سيطرتها الكاملة على مدينة حديثة والسدّ القريب منها، فيما تتعرّض تلك القوّات لهجمات «داعش» من الصحراء المحيطة بين فترة وأخرى.