صهيل صوتك على الجرح أزهر

يا أنتَ

أمرتني أن

أبقى بعيدةً

عن حواف الأرصفة

في قلبها

عواصفٌ رعديةٌ

وقذائفٌ عنقودية

تقتلع الشجر الأخضر

تحت عيون الأعمدة

صوتٌ زمجر

انتفضت الشوارع

من غارات صهيون

وحقدٍ يثأر

يا أنتَ

كيف أدعوك

لتشاركني

وحدتي

في حربٍ قذرة

والعتمة أندر

تحميني من ثورتي

من تورّطي

في حبّك

في عشقك أكثر

والخائن على مفاصل

الوطن يزأر

يا أنتَ

صهيل صوتك

على الجرح أزهر

أحبّك من نبضٍ

لم يشأ

يردّد اسمك

يهمس أنا

العشق الأندر

في صباحات حرب

لم تفِ ولم تذُرْ

يا أنتَ

مررتَ

على جرحي

عابر ذاكرة

خوفاً من

ضربات الخنجر

دخلت

عنابر العشاق

احتميت بالآلهة

انصهرت مع

النبيذ الأحمر

كنت تأتي إليّ

تجيء إلى مجاهلي

كعاصفةٍ

تتدثّر

بقبلةٍ وتسكر

خوفاً

من قذيفة وأكثر

يا أنتَ

ملأت المساءات

ياسميناً وعنبر

زرعتَ حلم السنين

فأزهر البيدر

بعيداً عن أصابع الموت

وقنّاص الغدر الأكبر

ضوءٌ من أريج

سكن الذات

عانق جدائل الفرح

مشّط مرايا الروح

على موائد العشق الأطهر

يا أنتَ

من بين أفق الهمس

جابت الروح مع الآلهة

سماء الراعي

غفا على وسادة الحبّ

والناي منه

لوّن الحرف الأخضر

لأنّ النهر بدأ من عينيك

إلى الفيض الأكبر

يا أنتَ

معكَ أعشق

أراقص همسات الهواء

كفراشةٍ تطوف

على مجاهلك

والعنب

على شفاهي أثمر

لن أنسى

أتون العشق

لكنّ رصاص الحرب

كسر القلب

وحرق

لونِيَ الأسمر!

آمنة بدر الدين الحلبي

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى