لقاء الأحزاب كرّم السفير الروسي
كرّم لقاء الأحزاب والقوى والشخصيات الوطنية اللبنانية سفير روسيا الاتحادية ألكسندر زاسيبكين، وأقام للمناسبة عشاءً تكريميّاً على شرفه، حضره السفير السوري علي عبد الكريم علي، ممثّل سفارة فلسطين حسان ششمية، القائم بأعمال سفارة جمهورية مصر العربية محمد حنفي، الوزير والنائب السابق زهير الخطيب، النوّاب السابقون نجاح واكيم، فيصل الداود، مسؤول العلاقات الدولية في حزب الله عمّار الموسوي، رئيس الحزب الديمقراطي الشعبي نزيه حمزة، منسّق اللجان والروابط الشعبية معن بشور، الأمين العام للحزب الديمقراطي اللبناني وليد بركات، الأمين العام السابق للمؤتمر القومي العربي خالد السفياني، وأعضاء لقاء الأحزاب.
صالح
بدايةً، تحدّث منسّق لقاء الأحزاب قاسم صالح، فأكّد أنّنا «نلتقي اليوم لنكرّم سفير جمهورية روسيا الاتحادية الصديق زاسيبكين، وأمّتنا العربية تشهد أحداثاً وتطوّرات دراماتيكية، وتخوض حرباً مصيرية ضدّ قوى الإرهاب التكفيري والدول الداعمة لها»، مشيراً إلى «النجاحات والإنجازات التي حقّقها الجيش العربي السوري وحلفاؤه، وتحريرهم مدينة حلب الاستراتيجية وإلحاق الهزائم بالمجموعات الإرهابية، وكذلك استعادة الجيش العراقي مساحات كبيرة من الأراضي التي احتلّها تنظيم «داعش» في الموصل وغيرها من المدن العراقية، وتمكّن جيش ليبيا من استعادة مدينة سرت، فيما شعب اليمن يواجه العدوان الأميركي السعودي الغاشم ويصمد ويحبط أهداف العدوان».
وأكّد قاسم أنّ «تباشير النصر أزفّت من سورية التي ستعود لتكون ركناً أساسياً في محور المقاومة، وأنّ اعتمادنا على أنفسنا وعلى حلفائنا هو الذي يدحر الإرهاب، وليس التحالفات الدولية المزعومة بقيادة أميركا الراعية والداعمة الأولى للإرهاب».
وختم مطالباً بالإسراع بتشكيل حكومة وحدة وطنية، واعتماد بيان وزاري على قاعدة وحدة الجيش والشعب والمقاومة، وإقرار قانون انتخاب جديد يعتمد على النسبيّة الكاملة لتأمين عدالة التمثيل.
زاسيبكين
بعد ذلك، تحدّث زاسبيكين الذي رحّب بلقاء الأحزاب والقوى والشخصيات الوطنية اللبنانية، وقال: «أشكركم على هذا التقدير العالي لجهودي المتواضعة في لبنان لمدة ست سنوات، وهو جزء هامّ من خدمتي في السلك الدبلوماسي السوفياتي والروسي على مدى أربع وأربعين سنة. وخلال كلّ هذه السنوات كنت أسعى لأن أساهم في تعزيز وتطوير العلاقات الوديّة والتعاون بين وطني والدول العربية».
وأضاف: «لقد عشنا معاً عهوداً عديدة من الزمن، والآن نمرّ بمرحلة فاصلة وحاسمة، حيث دخل العالم في تقلّبات جازمة، ويجري الصراع الذي يقرّر مصير البشرية، فتقف روسيا وأصدقاؤنا في وجه النهج المدمّر لقوى الهيمنة والإجرام، ونتصرّف على أساس العدالة والشرعية الدولية التي تتجسّد في الدفاع عن حقوق الشعوب في تقرير مصيرها، والعيش في حسن الجوار واحترام القِيَم الحضارية والدينية والتقاليد والثقافة. ندعو إلى تأمين الأمن والاستقرار، وتطوير التعاون الدولي والشراكة على قدم المساواة، والتمسّك بالسيادة والاستقلال ووحدة الأراضي للدول بدون التدخّل الخارجي».
وأشار إلى أنّ سورية «باتت في وسط الصراع، حيث وقف الشعب والجيش بقيادة الرئيس بشار الأسد، وبدعم من الحلفاء، بما في ذلك القوات الجوّية الروسية ضدّ هجوم الإرهاب الدولي».
وقال: «تدلّ الوقائع على أنّ التحالف الأميركي لا يستعجل في محاربة الإرهاب، بل يؤجّل العمليات ويماطل ويغطّي سياسياً وإعلامياً مجموعات مسلّحة وفقاً لنظرية وهميّة وفاشلة عن وجود معارضة معتدلة، كما يجري من جانب الأطراف الخارجية تمويلها وتسليحها والتنسيق معها بهدف توجيه الإرهابيّين ضدّ السلطات الشرعية السورية».
ولفتَ إلى أنّ «نجاحات الجيش السوري في حلب وإنقاذ حياة الناس الأبرياء الذين كان الإرهابيون يستخدمونهم كالدرع الحيّ أصبحت إنجازاً استراتيجياً في الحرب على الإرهاب ورُعاته، ولذلك يجري تشويه الأوضاع من قِبل الأطراف الغربية والإقليمية التي تطرح موضوع الهدنة، ليس لمصلحة الحلّ السلمي، بل لكسب الوقت وإتاحة فرصة للمجموعات المسلّحة لإعادة تجميعها وتعويض قدراتها على استمرار القتال، وذلك تزامناً مع فتح المجال للتحرّك الـ»داعشي» نحو تدمر، وتقع المسؤولية عن تراكم الأعباء الشعبية والضحايا على أولئك الذين يشجّعون استمرار مشروع «القاعدة» وتطويرها».
وشدّد على أنّ التطوّرات الأخيرة تؤكّد «ضرورة الضغط المستمر على الإرهابيين من جميع الاتجاهات: في سورية والعراق وغيرها من البلدان، هذا هو الطريق الوحيد للتغلّب عليهم. بالإضافة إلى ذلك، نطالب بتطبيق القرارات الدولية لقطع طرق تأييد الإرهاب، وندعو إلى تشكيل التحالف الواسع في مجال مكافحة الإرهاب وفقاً لاقتراح الرئيس فلاديمير بوتين. كما نقدّر عالياً التطلّع الدائم للحكومة السورية إلى تطوير الحوار الوطني، والتوصّل إلى مصالحات ميدانية ومعالجة القضايا الإنسانية، وتوفّر روسيا في هذا المجال كلّ ما في وسعها».
وتابع: «تمارس روسيا نهجاً سياسياً نشيطاً، فتعتمد على قدراتها الاقتصادية والعسكرية وتلاحم المجتمع الروسي وتأييد السياسة التي يمارسها الرئيس فلاديمير بوتين. خلال المرحلة القادمة ستتطوّر روسيا في كافة المجالات بشكلٍ مضمون، وستواصل تقديم الأجندة الإيجابية على الصعيد الدولي، وستكون مستعدّة للتعاون في سبيل إيجاد حلول للقضايا العالمية والإقليمية بالوسائل السياسية السِّلمية، فيجب معالجة الوضع الدولي وخاصة تسوية الصراعات في سورية والعراق واليمن وليبيا وأوكرانيا. كما يجب وضع القضية الفلسطينية على رأس الأولويّة في المنطقة، ورصّ الصفوف لدعم الحقوق المشروعة للشعب العربي الفلسطيني وتحرير الأراضي العربية المحتلة كما تنصّ عليه قرارات الأمم المتحدة».
وختم: «أودّ أن أُشير بارتياح إلى تقدّم ملموس يحصل لحلّ القضايا الداخلية في لبنان، فكان انتخاب العماد ميشال عون خطوة هامّة في هذا الاتجاه، ويجب مواصلة العملية من خلال تشكيل الحكومة في أقرب وقت، وإجراء انتخابات برلمانية في موعدها. كلّ ذلك يساعد على تعزيز الأمن والاستقرار في لبنان، وتنقية الأجواء السياسية، وفتح أفق أوسع للحوار الوطني، وتوطيد مؤسسات الدولة وتحسين الوضع الاجتماعي والاقتصادي».
وأكّد أنّ «القضاء على الإرهاب والتسوية السياسية وتطبيع الأوضاع وإعادة الإعمار في سورية، سوف تنعكس إيجابيّاً جداً على لبنان من كلّ النواحي».
… واجتماع في مركز «القومي»
على صعيد آخر، أعرب لقاء الأحزاب والقوى والشخصيات الوطنية اللبنانية إثر اجتماعه أمس في مركز الحزب السوري القومي الاجتماعي، عن أمله بأن تتوصّل الاتصالات إلى الإعلان عن تشكيل الحكومة الجديدة قبل حلول عيدي الميلاد ورأس السنة. وأن تكون هذه الحكومة حكومة وحدة وطنية تتمثّل فيها كلّ الأطراف الوطنية، ولاسيّما أنّ الحكومة سيكون منوطاً بها مناقشة وإقرار قانون جديد للانتخابات.
وأكّد اللقاء أنّ «الأولويّة يجب أن تكون لإقرار قانون انتخابي على قاعدة النسبية الكاملة باعتبار ذلك هو السبيل لإخراج لبنان من أزماته، وإعادة تكوين السلطة ومؤسسات الدولة على أُسُس تعبِّر عن تطلّعات اللبنانيين بالتغيير والإصلاح».
وهنّأ اللقاء سورية، قيادةً وجيشاً وشعباً، وحلفاءها، بالنصر الاستراتيجي الكبير الذي تحقّق بتحرير حلب من قوى الإرهاب التكفيري وإسقاط المخطّطات الأميركية الغربية التركية والرجعية العربية التي استهدفت تقسيم سورية وتفتيت وحدتها، وضرب محور المقاومة وتصفية القضية الفلسطينية.
وأكّد اللقاء أنّ «هذا النصر الكبير إنّما يشكّل مقدمة لتسريع عملية تطهير كامل الأرض العربية السورية من الإرهابيين التكفيريين، وبالتالي تحقيق النصر الكامل على الحرب الإرهابية الكونية بقيادة الولايات المتحدة الأميركية».