الكرملين يطالب واشنطن وقف مزاعمها حول الهجمات الاكترونية

دعا دميتري بيسكوف، المتحدث الصحافي باسم الرئاسة الروسية، واشنطن إلى الكف عن مزاعمها حول وقوع هجمات إلكترونية روسية، في الأراضي الأميركية. كما دعت ماريا زاخاروفا، الناطقة باسم وزارة الخارجية الروسية، الرئيس الأميركي باراك أوباما، إلى تقديم اعتذار عن التدخل الأميركي في الشؤون الداخلية الأوكرانية. وانتقدت الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند رابطة بين دعوة باريس لاجتماع مجلس الأمن وفضيحة حلاق هولاند.

جاء ذلك، بعد أعلان الرئيس أوباما أن واشنطن ستتخذ إجراءات ضد موسكو، بسبب «تدخلها» في انتخابات الرئاسة الأميركية، حسب ما نقلت وكالة «نوفوستي» الروسية، أمس.

وقال بيسكوف في تصريح صحافي، أمس: على واشنطن التوقف عن الحديث حول ذلك هجمات إلكترونية روسية أو تقديم البراهين التي لديها بهذا الشأن». ووصف بيسكوف الاتهامات الأميركية ازاء موسكو، بأنها «عارية عن الصحة».

كما علق على المسألة يوري أوشاكوف، مساعد الرئيس الروسي، مؤكدا أن بوتين رد بشكل واضح على الرئيس أوباما حول «التدخل الروسي» في الانتخابات الرئاسية الأميركية.

تصريحات المسؤولين الروس، جاءت تعليقا على مزاعم نشرتها وسائل إعلام، قالت إن أوباما حذر بوتين من تداعيات جدية لمحاولات التأثير على سير انتخابات الرئاسة الأميركية.

وأوضح أوشاكوف، أن بوتين وأوباما تطرقا إلى موضوع «التدخل في انتخابات الرئاسة الأميركية» خلال حديثهما على هامش قمة G20 التي جرت بالصين في أيلول الماضي، مشيرا إلى أن الجانب الروسي قام برد واضح في هذا الشأن «ربما لا يتماشى مع ما حاول أن يشرحه أوباما لنا».

وكان بن رودس، النائب الأول لمستشار الرئيس الأميركي لشؤون الأمن القومي، كشف في وقت سابق عن مضمون حديث أوباما مع بوتين على هامش قمة G20 . وقال في مقابلة مع قناة «MSNBC» : نحن تحدثنا معهم روسيا خلال قمة G20 . والرئيس أوباما لوح بأننا سنعمل كل شيء من أجل حماية عمليتنا الانتخابية.

وكانت الإدارة الأميركية أعلنت الأسبوع الماضي، عن بدء تحقيقات واسعة النطاق حول الهجمات الإلكترونية التي تعرضت لها منظومة الانتخابات الرئاسية الأميركية.

كذلك، اعترف السيناتور الأميركي الجمهوري جون ماكين، يوم 12 الحالي، بعدم وجود معلومات تثبت أن الهجمات الإلكترونية على مؤسسات سياسية أميركية، كانت تهدف إلى التأثير على سير الانتخابات الرئاسية في الولايات المتحدة.

في هذا السياق، جاءت دعوة زاخاروفا ردا على تصريحات الرئيس الأمريكي أوباما حول توجيهه «تحذيرا» إلى نظيره الروسي فلاديمير بوتين، من «التدخلات في العمليات الانتخابية» بالولايات المتحدة. وفي صفحتها على موقع «فيسبوك»، نقلت زاخاروفا عبارة من مقابلة أوباما مع إذاعة « NPR»، لفتت انتباهها بشكل خاص، حيث قال أوباما: «أعتقد أن علينا اتخاذ إجراءات معينة عندما تحاول حكومة أي دولة أخرى التأثير على موضوعية الانتخابات في بلادنا. وسنتخذ تلك الإجراءات».

وعلقت زاخاراوفا على ذلك، قائلة: «ربما يتعين عليه هو أيضا أن يقدم اعتذارا ليانوكوفيتش؟ الرئيس الأوكراني السابق الذي أطيح به بانقلاب مدعوم من واشنطن . في إشارة منها إلى التدخل الأميركي في الشؤون الداخلية لأوكرانيا، على مدى سنوات طويلة، أدت إلى الإطاحة بالرئيس الأوكراني فيكتور يانوكوفتيش.

وسبق للكرملين أن أعلن أن الرئيس الروسي قدم «ردا واضحا جدا» على الاتهامات التي وجهها إليه نظيره الأميركي بالتدخل في العملية الانتخابية الرئاسية الأخيرة في الولايات المتحدة. وقال أوباما إنه حذر الزعيم الروسي من أن واشنطن ستتخذ إجراءات ضد موسكو، بسبب «تدخلها» في انتخابات الرئاسة الأميركية.

تصريح أوباما هذا، جاء في مقابلة مع إذاعة «NPR» بقوله: «اعتقد بأنه يتعين علينا اتخاذ الإجراءات، عندما تحاول حكومة أية دولة خارجية، التأثير على انتخاباتنا، وسنتخذ الإجراءات». وبحسب الرئيس الأميركي، فإن الولايات المتحدة سترد «في الوقت والمكان اللذين تختارهما».

وكان الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب، وضف من جهته، المزاعم بشأن «التدخل الروسي» في انتخابات الرئاسة الأميركية بغية دعمه بأنها «مثيرة للسخرية».

في سياق آخر، كتبت زاخاروفا أمس، في خاطرة ساخرة على صفحتها في «فيسبوك»: «في أعقاب الاجتماع الأخير لمجلس الأمن، لا يمكن تفسير هذه الخطوة إلا بمحاولة من قصر الإليزيه لصرف الأنظار عن فضيحة حلاق السيد هولاند. والعبارة الشهيرة «أنا ومن بعدي الطوفان» تمت إعادة صياغتها إلى «أنا ومن بعدي اجتماع مجلس الأمن». في إشارة منها إلى أن الرئيس الفرنسي وجد نفسه في موقف محرج للغاية، بعد أن كشفت وسائل إعلام فرنسية أن راتب حلاقه الشخصي، الذي عينه رسميا في عام 2010 ، يبلغ 10 آلاف يورو شهريا! علما أن هذا المبلغ يعادل تقريبا، راتب وزير في فرنسا. مما عرضه لحملة انتقادات حادة، إذ ينشر النشطاء في مواقع التواصل الاجتماعي، صورا ساخرة تظهر الرئيس الفرنسي وهو مع تسريحات شعر حديثة مختلفة.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى