مقتل 52 جندياً بهجوم لـ«داعش» في عدن

قتل 52 جنديا يمنيا وأصيب العشرات، بتفجير انتحاري هز معسكر الصولبان، في منطقة العريش شرق عدن. فيما يسعى وزير خارجية الولايات المتحدة جون كيري قبل مغادرته منصبه، لتحقيق نجاح في اليمن بعد فشله في تحقيق أي نجاح في مكان آخر، إذ أكد بعد لقائه الملك السعودي سلمان آل سعود، إن الولايات المتحدة تعمل من أجل التوصّل إلى تسوية سياسية في اليمن.

وقال مصدر عسكري لوسائل إعلام محلية: إن التفجير ناتج عن حزام ناسف كان يرتديه انتحاري متنكر بزي رجال الأمن، استطاع الدخول إلى وسط تجمع الأفراد، أثناء استلام رواتبهم في المعسكر.

وفي وقت لاحق أعلن تنظيم «داعش» مسؤوليته عن الهجوم. علما أن هذا الحادث هو الثالث من نوعه منذ بداية العام الحالي، الذي يستهدف معسكر الصولبان بالذات، في منطقة العريش شرق عدن، حيث شن مسلحون يتبعون لتنظيم «داعش» في السادس من تموز الماضي هجوما كبيرا على هذا المعسكر، فيما تم استهدافه للمرة الثانية، في العاشر من الشهر الحالي، بتفجير انتحاري أودى بحياة 50 من قوات الجيش وأصيب 30 آخرون، بحسب إحصائيات وزارة الداخلية اليمنية.

من جهة ثانية، عقد ملك السعودية سلمان بن عبد العزيز آل سعود، اجتماعا أمس، مع الوزير كيري في الرياض، بحثا أثناءه تطورات الأوضاع في الشرق الأوسط. وتركز الاجتماع على المساعي المبذولة في سبيل حل مشاكل المنطقة، بالإضافة إلى المسائل المتعلقة بالعلاقات الثنائية بين الرياض وواشنطن.

وقال كيري، في مؤتمر صحافي مع نظيره السعودي عادل الجبير، أمس، إن الولايات المتحدة تعمل من أجل التوصّل إلى تسوية سياسية في اليمن. وأكد إن خارطة الطريق تنص على عقد مفاوضات بين جميع أطراف الأزمة اليمنية. وأن الخارطة التي وضعتها الأمم المتحدة بشأن اليمن، لم تكن اتفاقا نهائيا بل هي عبارة عن خطة تسمح بالتفاوض. وأكد السعي الحثيث من أجل الوصول إلى نهاية للحرب في اليمن، داعيا، الأطراف اليمنية إلى الجلوس إلى طاولة المفاوضات.

إلى ذلك، قال كيري، إن الشراكة بين واشنطن والرياض «قوية للغاية»، مضيفا «ماضون في تعزيزها». فيما قال الجبير، إن أي اتفاق في اليمن يجب أن يرتكز على المبادرة الخليجية وقرار الأمم المتحدة. وأكد إن قانون «جاستا» الأميركي يشكل خطرا على النظام الدولي. ويتعين على الولايات المتحدة إدراك ذلك. وأشار إلى أن الرياض ستطلب من الكونغرس الأميركي إعادة النظر بهذا القانون.

هذا والتقى وزراء خارجية أميركا وبريطانيا والسعودية والإمارات، الذين يشكلون ما يسمى بالرباعية الدولية بشأن اليمن، أمس، في العاصمة السعودية الرياض، لمناقشة خطة السلام الخاصة باليمن التي ترفضها حكومة الرئيس الفار هادي، المعترف بها دولياً، في محاولة لإدخال تعديلات غير جوهرية على مضامينها، ما يسمح باستئناف محادثات السلام استنادا على نصوصها.

ووفق مصادر حكومية سيشارك في الاجتماعات المبعوث الأممي إلى اليمن، إسماعيل ولد الشيخ أحمد الموجود حاليا في الرياض. والذي تمسك بخطة السلام بصيغتها الحالية ويرفض ما يقال أنها تخالف المرجعيات المتفق عليها. وهي الخطة التي وافق عليها الحوثيون وحزب الرئيس السابق علي عبد الله صالح.

وزير خارجية حكومة هادي، عبد الملك المخلافي، التقى المبعوث الدولي ومساعدة وزير الخارجية الاميركي وطالب بتعديل الخطة واتهم الحوثيين وحزب الرئيس السابق بالاستهانة بكل الجهود الدولية لإحلال السلام. وذلك، بعد أن استبق هادي وزير خارجيته وأكد ان الحكومة لا تزال تنتظر من ولد الشيخ أحمد خطة سلام جديدة، تتضمن تصوراً واضحاً وفقاً للملاحظات التي قدمتها له على الورقة السابقة، التي ترى أنها لا تتوافق مع المرجعيات الأساسية.

ومع تسريب أنباء عن موافقة وزراء خارجية الرباعية على تعديل طفيف في الخطة المقترحة للسلام، وبالذات ما يتصل بنزع صلاحيات هادي لصالح نائب رئيس يتم التوافق عليه، اكد محمد العامري مستشار هادي، أن مبعوث الأمم المتحدة لم يقدم خلال عودته الى الرياض أية مبادرات جادة تلتزم بالمرجعيات. وهذا يعني أن العملية السياسية متعثرة.

ووفقا لمصادر سياسية، فإن اجتماع وزراء خارجية الدول الأربع، سيعمل على ممارسة المزيد من الضغوط على حكومة هادي، للقبول بالعودة الى المحادثات، استنادا الى اتفاق مسقط الموقع بين الحوثيين وحلفائهم ووزير خارجية الولايات المتحدة، الشهر الماضي. والذي نص على وقف إطلاق النار، استئناف المفاوضات، القبول بخارطة الطريق والتسلسل الزمني لبنودها واعتبارها أساسًا للمشاورات، من أجل التوصل إلى تسوية شاملة، والعمل على تشكيل حكومة وحدة وطنية تعمل في صنعاء كعاصمة آمنة، قبل نهاية العام الحالي.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى