حزب الله: الإنجازات العسكرية في سورية تعزِّز حماية لبنان وتحصينه في مواجهة التكفيريّين

أكّد حزب الله أنّه لا يمكن فصل مصير لبنان عن مصير المعركة في حلب والموصل، مشدّداً على أنّ الإنجازات العسكرية في سورية تنعكس إيجاباً على لبنان لجهة تعزيز حمايته وتحصينه من التكفيريّين. ورأى أنّ مِظلّة الاستقرار السياسي تتحقّق عبر إنجاز قانون انتخاب عادل قائم على النسبيّة الكاملة.

صفيّ الدين

وفي هذا الإطار، قال رئيس المجلس التنفيذي في حزب الله السيد هاشم صفيّ الدين، خلال لقاء علمائي أقيم في مركز الإمام الخميني في بلدة برج قلاويه بمناسبة ولادة النبي محمّد، إنّ «ما حصل في لبنان يدلّ بوضوح على أنّ هذه المقاومة التي كانت دائماً تُسنّ الحِراب من أجل طعنها والتآمر عليها، أصبحت في مرحلة غير محتاجة إلى تأييد البعض، لأنّها قوية بشعبها وبشهدائها وموقفها وواقعها».

وأكّد أنّ قدرة المقاومة التي تنمو يوماً بعد يوم من لبنان إلى سورية، إلى كلّ المنطقة، هي قدرة متنامية لن تتراجع أبداً، بل تزداد على مستوى السلاح الاستراتيجي والقدرة العسكريّة والتكتيكية، مشيراً إلى أنّ «القضيّة التي ننتمي إليها هي قضيّة متقدّمة جداً وواعدة، وتنتظر أياماً مليئة بالانتصارات والإنجازات التي تحتاج إلى عقول تواكبها، وقلوب تستوعبها، ومجتمعات تحضنها وتحسن استثمارها من أجل التقدّم إلى الأمام».

كما لفتَ السيد صفيّ الدين إلى امتلاك حزب الله أدلّة قاطعة على أنّ أميركا، ومعها الغرب والسعودية، ما زالوا إلى اليوم يدعمون تنظيم «داعش» من أجل أن يبقى تهديداً لوحدة سورية والعراق والمنطقة، ولكلّ من يخالف السياسة الأميركيّة والغربيّة في المنطقة، مشدّداً على أنّ السعودية انهزمت هزيمة كبيرة في اليمن، ولم تتمكّن من تحقيق أيٍّ من أهدافها إلى الآن.

قاووق

بدوره، أكّد نائب رئيس المجلس التنفيذي في حزب الله الشيخ نبيل قاووق، على أنّه «بتضحيات المقاومة والجيش حمينا البلد، وأصبح لدينا في لبنان رئيساً للجمهورية، وبدأنا بمرحلة تشكيل الحكومة، وبالتالي باتَ لبنان أمام فرصة حقيقيّة لبناء دولة الشراكة والعدالة، تخرجه من أزماته السياسيّة والاجتماعيّة والاقتصاديّة».

أضاف: «وبعدما تمّت اليوم معالجة العقد المستعصية أمام الحكومة، أصبحنا اليوم أمام حكومة جديدة لها مهمّة أساسيّة، تكمن بإجراء الانتخابات النيابيّة في موعدها المقرّر وفق قانون انتخابي جديد، ولكن للأسف هناك بعض القوى السياسية تعمل من خلال التسويف والمراوغة على دفع الأمور إلى قانون الستين مجدّداً كأمرٍ واقع».

وخلال الاحتفال التكريمي الذي أقامه حزب الله لمناسبة الذكرى السنوية لاستشهاد العلّامة المجاهد السيد عبد اللطيف الأمين في حسينية بلدة الصوانة الجنوبيّة، شدّد قاووق على أنّ «حزب الله دخل هذه الاستحقاقات بحرص شديد لإنقاذ البلد، وكان الأكثر تسهيلاً وتضحية من أجل تسهيل تشكيل الحكومة، وهذا الموقف يدلّل مجدّداً على إيماننا ببناء الدولة، وعلى حرصنا في معالجة الأزمات السياسية التي يعاني منها اللبنانيّون».

وعن إنجازات الجيش السوري وحلفائه في سورية، رأى قاووق أنّ «الانتصار أسقط معركة تغيير هُويّة سورية التي كانت ترمي لإخراجها من موقع الممانعة والمقاومة، لتكون في الفلك الأميركي المتصالح مع إسرائيل»، معتبراً أنّ «الانتصار الذي تحقّق في حلب حسم معركة الهويّة والوحدة لسورية، ودفن الأحلام السعودية بتقسيمها، وكرّس معادلات جديدة على مستوى المنطقة والعالم».

ولفتَ قاووق إلى أنّه لا يمكن أن نفصل مصير لبنان عن مصير المعركة في حلب والموصل، لأنّ «داعش» و«النصرة» فيهما لهما امتدادات داخل لبنان، وهذا يعني أنّه لا يمكن أن نتجاهل وجودهما على الأراضي اللبنانيّة في جرود عرسال ورأس بعلبك.

فضل الله

من جهته، أكّد عضو كتلة الوفاء للمقاومة النائب حسن فضل الله، خلال لقاء سياسي أُقيم في بلدة طورا الجنوبيّة لمناسبة ولادة النبي محمّد، أنّ «مظلّة الاستقرار السياسي تتحقّق عبر إنجاز قانون انتخاب عادل قائم على النسبيّة الكاملة، سواء كان لبنان دائرة واحدة أم دوائر موسّعة، وبالتالي فإنّ النسبيّة الكاملة هي التي تحقّق الانصهار الوطني والتمثيل العادل لكلّ شرائح المجتمع، بحيث أنّه يصبح لكلّ صوت قيمة، وعند ذلك تتشكّل لوائح على مستوى وطني، ولا يبقى لدينا محادل تأخذ كلّ شيء في طريقها، ولا سيّما أنّنا جرّبنا قانون الستين، ورأينا إلى أيّ أزمات سياسية قد أوصلنا على مستوى بُنية الدولة ككلّ».

وفي سياقٍ آخر، قال فضل الله، إنّ «المشروع التكفيري المدعوم من دول إقليميّة ودوليّة، والذي تمدّد على امتداد منطقتنا، وحاول أن يُسقط سورية، قد أُصيب بانهيارات متتالية، وما جرى في حلب وإخراجها من يد المسلّحين التكفيريّين، إنّما هو في إطار المحطّات المفصليّة في سياق هذه الحرب التي تُشنّ على سورية. وعليه، فإنّ سورية الدولة مع حلفائها، هي في موقع الدفاع عن نفسها، وفي موقع استعادة مدنها وقراها التي كانت محتلّة من قِبل جماعات تكفيريّة مدعومة من قِبل دول خارجية أفصحت عن مشروعها الذي بدأ ينهار».

ولفتَ فضل الله إلى أنّ «الإنجازات العسكريّة في سورية تنعكس إيجاباً على بلدنا لجهة تعزيز حمايته وتحصينه في مواجهة المشروع التكفيري، وهذا التحصين يستكمل أيضاً على المستوى الداخلي لجهة تفكيك شبكات الإرهاب التكفيري التي تُزرع في الكثير من المناطق اللبنانية لاستهداف الجيش والمؤسسات والسِّلم الأهلي».

المقداد

إلى ذلك، اعتبر عضو «كتلة الوفاء للمقاومة» النائب علي المقداد، خلال احتفال أقامته بلديّة بوداي في حسينية البلدة، بمناسبة عيد المولد النبوي، أنّ «حزب الله، كعادته، هو الحريص على البلد، لذلك سهّل تشكيل الحكومة، لأنّه لا تعنيه المراكز والمناصب، وإنّما همّه الحفاظ على أمن اللبنانيّين جميعاً».

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى