في بيت لحم تغادرني الغربة… فأسير على مهلي!
نصّار إبراهيم
بالأمس، سرت وحدي في بيت لحم على مهل. أوقظ المكان بناسه المشغولين بأفراحهم. بتناغمه وألفته ذاكرة الطفولة البعيدة، الذاكرة النقية من التشوّه والابتذال. كانت بهجة الأعياد لنا جميعاً، الأمكنة لنا جميعاً، الألعاب لنا جميعاً، الأضواء لنا جميعاً، الترانيم والتكبيرات لنا جميعاً.
بيت لحم كلّها لي، ناسها، شوارعها، أزقّتها، أسواقها، دكاكينها، أدراجها، مساجدها، كنائسها، ساحاتها، ليلها ونهارها، إنها كلّها لي.
في بيت لحم تغادرني الغربة، وتغمرني الألفة كحمامة ترقد في عشّها.
في بيت لحم، صدى خطوات أمّي، وأبي يرحل في مساحات المدينة فيوقظ ذاكرتي، فأكتمل وأتكامل مع هذا الجمال كلّه.