منفذ عملية الدهس ما زال طليقاً
قتل شخص وأصيب اثنان آخران، بإطلاق نار في مقاطعة غيسين وسط ألمانيا يوم أمس. فيما ارتفع عدد قتلى حادث الدهس في سوق مزدحمة لأعياد الميلاد وسط برلين أمس الأول، إلى 12 شخصا والجرحى إلى 50 وما يزال السائق القاتل طليقا، مما حدى بوزارة الداخلية الألمانية إلى اتخاذ قرار بتسليح دوريات الشرطة في البلاد.
وأشارت الشرطة في مقاطعة «غيسين» الغربية، إلى أن تبادل إطلاق النار وقع في عاصمة المقاطعة فيسبادن. وأن امرأة سقطت قتيلة جراء الحادث بينما أصيب آخران. وذكرت أن الدوافع وراء إطلاق النار غير معلومة إلى الآن، حيث لاذ مطلق النار بالفرار.
من جهة ثانية، أعلن وزير الداخلية الألماني، توماس دي ميزير، أمس الثلاثاء، أن قيام سائق شاحنة بدهس حشد شعبي في سوق مزدحمة لأعياد الميلاد وسط برلين كان عملية إرهابية.
وقال الوزير في مؤتمر صحافي: «ليس لدينا حتى أدنى شك في أن هذا الحادث المرعب كان اعتداء إرهابيا». ووصف الهجوم الذي استهدف حشدا من المواطنين المتجمعين حول أكشاك خشبية، تبيع النبيذ والنقانق، بأنه جريمة غير إنسانية.
وفي السياق، أعلنت صحيفة «دي فيلت» نقلا عن مصدر رسمي في شرطة المدينة، أن منفذ هجوم برلين لا يزال طليقا ومسلحا وقد يشن ضربات جديدة، بينما اتضح أن الشاب المعتقل المشتبه فيه بهذه الجريمة، لا علاقة له بالهجوم.
وكانت صحيفة «بيلد» الألمانية، نشرت في وقت سابق أمس، تقريرا يفيد بأن المعتقل هو باكستاني من مواليد عام 1993 وكان ارتكب مخالفات قانونية عدة، بعد وصوله إلى البلاد في أواخر عام 2015. في حين أفادت الشرطة بأن الرجل الآخر الذي عثر على جثته داخل الشاحنة، هو مواطن بولندي وأنه لم يقد الشاحنة.
وأفاد وزير داخلية ولاية براندنبورغ الألمانية، كارل هاينز شروتير، بأن الرجل الذي عثر على جثته داخل السيارة، لم يكن منفذا ثانيا للهجوم، بل كان ضحية للذي قام بعملية الدهس.
ونقلت صحيفة «دي فيلت» الألمانية، عن الوزير قوله: إن هذا الرجل سائق بولندي وقتل بالرصاص قبل وقوع الحادث. ويقول شهود عيان إن الشاحنة كانت تسير، أثناء دهسها الناس، بسرعة لا تقل عن 65 كلم في الساعة.
ويعيد هذا الحادث الكارثي إلى الأذهان، الهجوم الإرهابي الذي تعرضت له مدينة نيس الفرنسية، حيث دهست شاحنة في 14 حزيران الماضي، حشدا من المواطنين الفرنسيين المحتفلين بيوم الباستيل اليوم الوطني الفرنسي ما أدى إلى مقتل 86 شخصا وجرح أكثر من 300 آخرين. وأعلن تنظيم «داعش» مسؤوليته عن ذلك الاعتداء الدموي.
وتأثرا بهذه الاجواء، أعلنت وزارة الداخلية الألمانية اتخاذ قرار بتسليح دوريات الشرطة في البلاد، حسب ما نقلت وكالة «نوفوستي» الروسية، أمس.
وأوضحت الوكالة، استنادا إلى بيان للداخلية الألمانية، أن هذا القرار يأتي على خلفية حادث الدهس، الذي شهده تجمع شعبي لمناسبة قرب عيد الميلاد ورأس السنة في برلين، ليلة الاثنين – الثلاثاء وأسفر عن مقتل 12 شخصا وإصابة أكثر من 50 آخرين. والذي اعتبرته وزارة الداخلية الألمانية عملا إرهابيا. وهذا الأمر سيجعل رؤية الشرطة الألمانية مدججة بالسلاح، أمرا اعتياديا، في الشوارع والمرافق الحيوية. وهو مشهد لم يعتد عليه المجتمع المدني، في واحد من أهم البلدان الأوروبية.