«القومي»: الردّ على الجرائم الإرهابية لا يكون بمواقف الإدانة بل باشتراك جميع الدول في الحرب ضدّ الإرهاب
أثار اغتيال السفير الروسي في تركيا أندريه كارلوف موجة استنكار عارمة معتبرةً أنّ الردّ على الجريمة وعلى كلّ جرائم الإرهاب، لا يكون بمواقف الإدانة والاستنكار، بل من خلال اشتراك جميع الدول في الحرب ضدّ الإرهاب، وشدّدت على أنّ روسيا لن تتخلّى عن دورها الرئيس في دعم سورية التي تخوض حرباً قاسية ضدّ الإرهاب نيابة عن العالم كلّه.
عون
وفي السياق، أدان رئيس الجمهورية العماد ميشال عون جريمة اغتيال كارلوف، ووصفه بأنه «العمل الإرهابي الذي يُمعن في ضرب مفهوم حوار الحضارات، الذي كان السفير الراحل يشارك في أحد أوجهه من خلال زيارته المعرض الفني «روسيا كما يراها الأتراك».
وقال عون في برقيّة وجّهها إلى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، إنّ «لبنان الذي اتّخذ قراره بمحاربة الإرهاب ودفع ثمناً كبيراً من أجل مواجهته، يعتمد على دعم أشقائه وأصدقائه له، ومنهم روسيا، ليكونوا يداً واحدة تُعيد الأمل للمنطقة والعالم بغدٍ مزدهر ومشرق خال من مفهوم الإرهاب والإجرام».
برّي
وأبرق رئيس مجلس النوّاب نبيه برّي إلى رئيس مجلس الدوما الروسي فياتشيسلاف فولودين، مديناً بشدّة العملية الإرهابية التي استهدفت السفيرالروسي في تركيا.
وأكّد أنّ روسيا ستبقى طليعة الحرب ضدّ الإرهاب، وستزيدها هذه العملية تصميماً على إدارة هذه الحرب.
كما بعث ببرقيّة مماثلة إلى رئيسة مجلس الاتحاد – مجلس الفيدرالية فالانتينا ماتفيينكو.
«القومي»
وأصدر الحزب السوري القومي الاجتماعي بياناً، جاء فيه: «يدين الحزب السوري القومي الاجتماعي بشدّة اغتيال السفير الروسي لدى تركيا أندريه كارلوف، ويضع عملية الاغتيال هذه برسم الدّول التي لا تزال تمارس ازدواجية معايير مكشوفة، من خلال مواصلة دعمها المتواصل للمجموعات الإرهابية، وحملاتها المسعورة ضدّ الدوّل التي تحارب الإرهاب وفي مقدّمها سورية.
ويعتبر الحزب أنّ هذا العمل الإرهابي الجبان، وعلى الأرض التركية، يُلقي الضوء على انكشاف تركيا مجتمعاً ومؤسّسات أمام الإرهاب والتطرّف، نتيجة مواقف القيادة التركيّة التي شكّلت حاضنة للإرهاب وداعمة له في الحرب على سورية.
إنّ الردّ على جريمة اغتيال السفير الروسي وعلى كلّ جرائم الإرهاب، لا يكون بمواقف الإدانة والاستنكار، بل من خلال اشتراك جميع الدول في الحرب ضدّ الإرهاب، ويتطلّب موقفاً تركياً لا لبس فيه بوقف دعم الإرهاب تحت مسمّيات مختلفة، وإقفال كلّ ممرّات عبور الإرهابيين، وتفكيك قواعدهم الخلفية، إنْ في الأراضي التركية أو في الأراضي السورية السليبة.
إنّ الحزب السوري القومي الاجتماعي كان قد حذّر مراراً من خطر الإرهاب وارتداده على داعميه، وها هي جرائم الإرهاب تطال الدول الأوروبية وعلى الساحة التركية، ما يستدعي خطوات جديّة وفاعلة لمحاربة الإرهاب واستئصاله.
إنّنا إذ نقدّم أحرّ التعازي للقيادة الروسية والشعب الروسي باستشهاد السفير الروسي في تركيا، فإنّنا واثقون من أنّ روسيا الاتحادية بقيادة الرئيس فلاديمير بوتين، لن تتخلّى عن دورها الرئيس في دعم سورية التي تخوض حرباً قاسية ضدّ الإرهاب نيابةً عن العالم كلّه».
الخارجية
وأدانت وزارة الخارجية والمغتربين في بيان بأشدّ العبارات الهجوم المسلّح الذي استهدف السفير كارلوف.
وأكّدت الوزارة رفضها المطلق «لهذا الاعتداء الإرهابي الجبان»، مشدّدةً على أنّ «استهداف الدبلوماسيين، كمحاولة بائسة لإيصال رسائل سياسية، لن يثني الدول المتمسّكة بالدبلوماسية والحوار سبيلاً لحلّ النزاعات عن مواصلة عملها في سبيل ضمان السِّلم والأمن في العالم، والتصدّي للتحدّيات الجماعية التي يواجهها المجتمع الدولي وفي طليعتها تحدّي الإرهاب».
ورأت أنّ «هذا الاعتداء الإرهابي جريمة خطيرة تهدف إلى الإضرار بالعلاقات المتجدّدة بين روسيا وتركيا، وإلى ضرب المساعي الجارية لإيجاد حلٍّ للأزمة السورية»، معربةً عن «تضامن لبنان الكامل مع روسيا الاتحادية، ووقوفه إلى جانبها في مواجهة التطرّف والإرهاب»، متقدّمة «من الشعب والحكومة الروسيَّين ومن أسرة الفقيد بصادق المواساة».
وزراء ونوّاب
واستنكر رئيس «الحزب الديمقراطي اللبناني» وزير المهجّرين، طلال أرسلان، الاغتيال الإرهابي الغاشم، وقال: «إنّ الانتصار التاريخي الذي حقّقته روسيا في حلب، ومساهمة روسيا الفعّالة في الدفاع عن حق الشعب السوري في تقرير مصيره وصون وحدة الأراضي السورية، دفع بالإرهاب المتطرّف لاستعمال كلّ الوسائل الانتقامية المستهجنة للتعبير عن انهزامه وفشل مشروعه التقسيمي في منطقتنا، من خلال اغتيال أحد رموز الدبلوماسيّة العريقة».
وكان أرسلان وجّه رسائل تعزية إلى كلٍّ من بوتين ووزير الخارجية سيرغي لافروف وممثّل الرئيس الروسي في الشرق الأوسط نائب وزير الخارجية ميخائيل بوغدانوف، كما اتصل بالسفير الروسي ألكسندر زاسيبكين معزّياً.
فارس
بدوره، قال عضو الكتلة القومية النائب مروان فارس في بيان: «إنّ اغتيال سفير روسيا في تركيا جريمة تمّت أمام عيون الناس جميعاً. إنّنا إذ نعزّي الرئيس فلاديمير بوتين والشعب الروسي، نستنكر ونُدين هذه الجريمة التي لا بُدّ من معاقبة الذين سمحوا بحصولها، وإنْ كانت الشرطة التركية قد قتلت المجرم فوراً. إنّ في ذلك عقوبة فورية، إنّما كان لا بُدّ من المحافظة على حياة القاتل لتبيان الحقيقة في مقتل السفير فتظهر المسؤولية فعليّة في الجريمة».
ورأى أنّ «المسؤولية تقع على السلطة التركية، فهي لذلك إنّما يتوجّب عليها أكثر من الاستنكار والإدانة، وإنّه يتوجّب عليها تحمّل مسؤولية اتجاه الحكومة الروسيّة والشعب الروسي وأهل الضحية».
واعتبر، من جهةٍ أخرى، أنّه «بخروج كلّ المسلحين الإرهابيّين من حلب، أصبحت المدينة خالية من القتلة والإرهابيين»، وقال: «إنّ هذا الأمر لم يكن ليتمّ لولا التضحيات الكبيرة التي قدّمها الجيش العربي السوري وأبناء المدينة».
وتقدّم بالتهئنة إلى «الحكومة السورية والرئيس الدكتور بشار الأسد، الذي أثبت للعالم أجمع أنّه يمكن مقاتلة الإرهاب ووضع حدّ له ولكلّ مكوّناته».
وختم «أنّ أهالي حلب يعودون بكثافة إلى المدينة. ففي يوم واحد عاد ما يقارب المليون ونصف من أصل ثلاثة ملايين، وسيعودون جميعاً إلى منازلهم وأرزاقهم».
وأبرق رئيس «اللقاء الديمقراطي» النائب وليد جنبلاط إلى لافروف ونائبه ميخائيل بوغدانوف مستنكراً اغتيال السفير كارلوف، مقدّماً تعازيه لعائلة السفير الرَّاحل وللشعب الروسي.
كما أبرق جنبلاط إلى الرئيس التركي رجب طيب أردوغان للغاية ذاتها.
الداود
وأكّد الأمين العام لـ«حركة النضال اللبناني العربي» النائب السابق فيصل الداود، «أنّ روسيا الصديقة، والتي فُجعت بمقتل سفيرها تحت عنوان الانتقام لحلب، لن تغيّر مواقفها المؤيّدة لقضايانا وقضايا الشعوب، ولن يرهبها هذا العمل الإجرامي الذي سيزيدها صلابة في دعم سورية ونظامها وجيشها وشعبها في القضاء على الإرهاب الذي شجّعته تركيا، وحضنت مجموعاته التي دخلت إلى سورية لتخريبها نتيجة الفكر التكفيري الذي يسير به حزب العدالة والتنمية وتغلغل في مؤسسات الدولة، وتنفيذاً لمشروع أميركي «إسرائيلي»، بإضعاف سورية ومناعتها، وأنّ الانتصار الذي تحقّق في حلب، يريد الأميركيون الانتقام منه ومنع الحلّ السياسي الذي ترعاه روسيا».
فاعليات وأحزاب
وأكّد «اللقاء الوطني» أنّ «العملية الإرهابية تتعارض مع القوانين الدولية ومبادئ حماية البعثات الدبلوماسية، في وقت تتّجه فيه روسيا وتركيا إلى محاولة لإيجاد حلّ للأزمة السورية، ما يؤكّد أنّ الإرهاب لا يهدف إلّا لزعزعة الأمن والاستقرار فى مختلف أنحاء العالم».
وعبّر اللقاء عن «عميق استنكاره لهذا العمل الإرهابي الغادر»، مُعرباً عن «خالص العزاء والمواساة لروسيا الاتحادية، قيادة وشعباً، ولأسرة السفير الروسي الراحل، ويدعو إلى تضافر الجهود الدولية من أجل مواجهة الإرهاب الذي يحاول النيل من كلّ محاولة للقضاء على الجماعات المتطرّفة التي باتت تشكّل خطراً على العالم كلّه».
بدوره، أدان حزب الاتحاد في بيان الجريمة الإرهابية، مؤكّداً أنّها «عمل بربري يسيء إلى جمهورية روسيا الاتحادية، وهي تهدف إلى الإساءة إلى دولة صديقة من خلال استخدام ذريعة حلب التي تحرّرت من أيدي الإرهاب وعادت إلى حضن الوطن، وهو الأمر الذي سينعكس إيجاباً على وحدة الأراضي السورية».
واعتبر أنّ «هذا العمل يمسّ أُسُس العلاقات بين الدول والقوانين الدولية ومبادئ حماية البعثات الدبلوماسية، بل والمبادئ والأخلاق الإنسانية، وهو يسيء إلى الإسلام دين الرحمة الذي دعا إلى حماية الرسل والمبعوثين».
ودعا إلى «تضافر جهود كلّ الدول من أجل محاربة ظاهرة الإرهاب التي أصبحت مستشرية بحيث تهدّد السِّلم والأمن الدوليّين».
وأدانت قيادتا «رابطة الشغيلة» و«تيّار العروبة للمقاومة والعدالة الاجتماعية» في بيان، «جريمة اغتيال كارلوف.
وأكّدتا أنّ القضاء على القوى الإرهابية وتحقيق الأمن والاستقرار في دول المنطقة لا يمكن أن يتحقّقا طالما بقيت حكومة أردوغان وغيرها من الحكومات الرجعية في المنطقة تواصل سياسة دعم وتمويل وتسليح الإرهابيين التكفيريين في سورية، وبالتالي فإنّ الطريق للتخلّص من خطر الإرهاب إنّما يكمن في وقف هذا الدعم، وإقفال الحدود أمامهم والتعاون مع الحكومة السورية الشرعية للقضاء عليهم ووضع حدّ لإرهابهم، وكذلك العمل على دعم الحلّ السياسي في سورية، القائم على احترام سيادة واستقلال سورية وحريّة الشعب العربي السوري في تقرير مصيره وانتخاب رئيسه وبرلمانه بعيداً عن أيّة إملاءات أو ضغوط خارجية».
وتوجّهت القيادتان من القيادة الروسية بأحرّ التعازي باستشهاد السفير كارلوف». وأشادتا «بدور روسيا الهام في دعم سورية في محاربة الإرهاب، والوقوف بحزم ضدّ محاولات التدخّل بشؤونها الداخلية التي أثمرت أخيراً تحرير الأحياء الشرقية من حلب، ممّا وجّه ضربة قاصمة لمخطّط القوى الإرهابية والدول الداعمة لها» .
وأكّد المكتب السياسي لحركة «أمل» أنّ هذا الاعتداء هو دليل جديد أنّ الإرهاب يتمدّد إلى كلّ الدول ليعيث فيها قتلاً وفساداً».
وأعرب عن «أحرّ مشاعر العزاء والمواساة لروسيا الاتحادية قيادة وحكومة وشعباً، ولعائلة السفير المغدور».
وختم «أنّ هذه الجريمة البشعة تؤكّد من جديد على ضرورة تكثيف وتنسيق كلّ الجهود والإمكانيّات لمكافحة الإرهاب والقضاء عليه».
وأبرق رئيس «حزب الحوار الوطني» المهندس فؤاد مخزومي إلى الرئيس بوتين، ولافروف، وزاسيبكين، معزّياً ومندّداً باغتيال السفير كارلوف.ولفتَ إلى أنّ «عملية الاغتيال تهدف إلى عرقلة التسوية في المنطقة».
وأكّد أنّ «استشراء الجرائم الإرهابية يتطلّب تعاوناً دولياً حازماً في مواجهتها»، مشيراً إلى أنّ «لبنان يواجه مثل هذه الجرائم أيضاً»، وأكّد «ضرورة دحر الإرهاب والعنف بجهود دولية وإقليمية، والتعاون من أجل أن يعمّ السلام المنطقة».
ورأى المجلس المركزي في «تجمّع العلماء المسلمين»، أنّ «الإرهاب التكفيري مدعوماً من أجهزة مخابراتية أميركية – صهيونية يقوم بتنفيذ مشروع ضرب الاستقرار في العالم لإجباره على مساعدته في حربه ضدّ محور المقاومة بعد أن أصبح يشعر بأنّ الخناق بدأ يضيق عليه بعد هزيمته النكراء في حلب وبداية الهزيمة النهائية عليه في العراق، وبالتالي فإنّ التفجيرات والاغتيالات التي يمارسها اليوم هي من قبيل الضغط على الدول التي ترعاه ليقول لها إنّه سيرتدّ عليها فيما لو توقّفت عن دعمه بعد أن وصلت هذه الدول إلى قناعة باستحالة القضاء على محور المقاومة».
كما استنكر التجمّع اغتيال السفير كارلوف في تركيا.
وعزّت الهيئة القيادية في «حركة الناصريين المستقلين المرابطون» في بيان بعد اجتماعها الدوري، الرئيس بوتين والشعب الروسي وأهل الفقيد باستشهاد السفير كارلوف في تركيا، «الذي اغتيل أمام ملايين البشر وبصورة وحشيّة على أيدي أعداء الإنسانية والتقدّم، وأدوات الاستعمار الأميركي اليهودي عصابات الإخوان المتأسلمين».
وحيّت الهيئة «وزير الداخلية والبلديات نهاد المشنوق على الموقف الذي اتّخذه لحماية السفارة الروسية في بيروت»، داعيةً «بعض القوى السياسية اللبنانية التبصّر والحكمة وعدم إعطاء الذرائع للإرهابيين والمخرّبين بتهديد أمن السفارة عبر دعم التجمّعات غير القانونية، وبالتالي تغطية الإرهابيّين المحتملين للقيام بأعمال تخريبيّة ضدّ الجسم الدبلوماسي الروسي».
وقالت: «ليعلم الخبثاء الذين يعملون بالخفاء أنّ السفارات التي تديرهم وتموّلهم وتحرضهم، لن تكون بمأمن عن القوى التي تعتبر أنّ الاتحاد الروسي هو رأس الحربة في الدفاع عن المواطنين الآمنين الذين تعرّضوا لعمليات الإجرام وسفك الدماء على أرض سورية العربية، وليتحمّل الجميع مسؤولياتهم».
كما حيّت الهيئة «الأجهزة الأمنيّة المصرية لاكتشافها خلايا العصابات التي تفبرك الأفلام المتعلّقة بالضحايا والمجازر المزعومة في حلب»، معتبرةً أنّ «الحرب الإعلامية التي تُخاض على امتداد الأمّة العربية هي أشدّ فتكاً من الأسلحة المدمّرة».
واستنكر رئيس تيّار «صرخة وطن» جهاد ذبيان اغتيال كارلوف، مبدياً أسفه «لما وصلت إليه تركيا نتيجة سياسة الرئيس رجب طيب أردوغان المعادية لجواره، ودعمه العلني للإرهاب الذي وصل إلى أجهزته الأمنيّة الخاصة، ما يُنذر بخطر كبير على مستقبل هذه الدولة، والذي قد يعيد التوتّر مجدّداً بينها وبين روسيا، ممّا ينعكس سلباً وزيادة في التعقيد على ملفات المنطقة، ولا سيّما العراق وسورية».
وفي تصريح له، رأى ذبيان أنّ «روسيا دولة عظمى ولا تنجرّ إلى ردّات الفعل، وستتعامل مع هذه الجريمة الدولية بحكمتها المعهودة».