سنردّ على عقوبات واشنطن واغتيال السفير يضرّ بتركيا
نقل دميتري بيسكوف، المتحدث باسم الرئيس الروسي، سلسلة مواقف أمس، تراوحت بين تأكيد موسكو أنها ستتخذ إجراءات مناسبة ردا على توسيع واشنطن قائمة عقوباتها ضد روسيا. ورفضها قطعيا، الرأي القائل إن الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب «رجل بوتين». واعلانه أن الرئيسان الروسي، فلاديمير بوتين والمصري، عبد الفتاح السيسي، بحثا في اتصال هاتفي، أمس، تسوية الأزمتين في سورية وليبيا وتوحيد جهود المجتمع الدولي في مواجهة التهديد الإرهابي.
وأعرب بيسكوف عن خيبة أمل موسكو، جراء مواصلة الولايات المتحدة انتهاج المسلك الذي يلحق أضرارا هائلة بالعلاقات بين الدولتين، التي لا تزال في حالة مؤسفة وبلغت الحد الأدنى من غياب الثقة.
جاء ذلك، بعد اعلان وزارة الخزانة الأميركية، الثلاثاء، توسيع القائمة السوداء بحق موسكو، لتشمل أيضاً، أسماء سبعة مسؤولين و26 مؤسسة، بالإضافة إلى ناقلتي نفط.
وأوضح بيسكوف، أن النهج الذي يتمسك به الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، يقضي بإخراج هذه العلاقات من الطريق المسدود. مشيرا إلى أن الخط الهاتفي الساخن بين الرئيس الروسي ونظيره الأميركي كان ولا يزال يستخدم في الاتصالات بين الزعيمين.
وأعلن أن موقف الرئيس الروسي الداعم للحظر على تبني المواطنين الأميركيين الأطفال الروس، لا يزال ثابتا.
وفي مقابلة مع شبكة «مير» التلفزيونية، أمس، تحدث بيسكوف عن ترامب قائلا: «من العبث اعتباره رجل بوتين لمجرد أنه يتحدث عن استعداده للتواصل مع بوتين من أجل حل المشكلات». ورأى أن الولايات المتحدة تستخدم كل الوسائل المتاحة أثناء انتخاباتها «ولا تتورع حتى عن تأجيج كراهية روسيا»، الظاهرة التي قال إنها أصبحت جزءا لا يتجزأ من النظام الانتخابي الأميركي، على مدار العقود الأخيرة من الزمن.
وتابع قائلا: «هذه المرة وجد رهاب الروس نفسه مرفوعا إلى مرتبة القمة، في الحملة الانتخابية. نحن نعتبر هذا الأمر مزاحا. ولكن في الحقيقة، بوتين كان مشاركا كاملا في العملية الانتخابية. معتبراً أن ذلك يدل على محاولات مستمرة لـ«شيطنة» روسيا والتهرب من الحديث عن مشكلات اقتصادية وأمنية حقيقية في الولايات المتحدة، عبر فرض «صورة نمطية للشر المطلق المتمثل في بوتين وروسيا».
وأشار إلى أن دونالد ترامب لا «ينتمي إلى النخب السياسية التقليدية» في بلاده. وأنه كان منبوذا من قبل هذه النخب، منذ البداية. مضيفا: أن أحدا لم يكن يؤمن بفوزه في الانتخابات الرئاسية.
ورأى بيسكوف أن ترامب يتمتع «برؤية أقل تقييدا بكثير وبطلاقة أكبر في سلوكه»، مقارنة مع ممثلي النخب التقليدية. وأن نتائج نشاطاته كرجل أعمال «تدل على أنه إنسان ناجح».
في سياق آخر، أشار بيسكوف في حديث إلى قناة «مير» العالم إلى أن اتفاقية فيينا للعلاقات الدبلوماسية الموقعة في العام 1961، تنص على أن كل دولة تتحمل المسؤولية عن ضمان أمن الدبلوماسيين الأجانب في أراضيها. واعتبر أن الاعتداء على السفير يمثل اعتداء على الدولة بأكملها، مؤكدا أن هذا الحادث المأساوي غير المسبوق، في العلاقات بين موسكو وأنقرة، أثار موجة من الإدانات في جميع أنحاء العالم. وشدد على أن اغتيال السفير الروسي في أنقرة، أندريه كارلوف، الاثنين الماضي، كان استفزازا وحشيا مخططا له، لا يهدف إلى تعطيل التقارب بين موسكو وأنقرة فحسب، بل إلى نسف تسوية الأزمة السورية، في وقت تشرف فيه عملية إجلاء المسلحين من حلب على النهاية. وأكد أن اغتيال كارلوف، شكل صدمة كبيرة للرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، الذي أدان هذا الحادث بأشد العبارات ووصفه بـ»المأساة الإنسانية».
في السياق نفسه، جاء في بيان منشور على الموقع الرسمي للكرملين، أن فلاديمير بوتين خص أندريه كارلوف، بعد وفاته، بوسام بطل روسيا، تقديرا للصلابة والرجولة، اللتين أظهرهما أثناء توليه منصب السفير الروسي لدى تركيا وإسهامه الكبير في ممارسة روسيا نهجها السياسي الخارجي.
وكان بيسكوف حذر في وقت سابق أمس، في مؤتمر صحافي، من التسرع في تحديد الأطراف التي تقف وراء اغتيال السفير الروسي، مشيرا إلى ضرورة الامتناع عن إعلان المسؤولين عن هذه الجريمة، حتى ينشر الفريق المشترك للمحققين الروس والأتراك نتائج تحقيقهم.