رياشي: سنكمل مسيرة التضحية والفداء وسنجعل فلسطين معاقل عزّ وكرامة

بمناسبة الذكرى الـ29 للعملية النوعية التي نفذتها الاستشهادية سناء محيدلي ضدّ جنود العدو الصهيوني عند معبر باتر ـ جزين، نظمت مؤسسة رعاية أسر الشهداء وذوي الاحتياجات الخاصة احتفالاً بالمناسبة، حيث تمّ وضع أكاليل زهر على ضريح الاستشهادية سناء في بلدتها عنقون.

حضر الاحتفال عضو المجلس الأعلى في الحزب السوري القومي الاجتماعي خليل بعجور، وعدد من المسؤولين، رئيسة مؤسسة رعاية أسر الشهداء نهلا رياشي ووفد من المؤسسة، رئيسة مكتب شؤون المرأة في حركة أمل د. رباب عون، ممثلة الهيئات النسائية في حزب الله ناريمان محمد، رئيس بلدية عنقون حسن حمام وعدد من اعضاء المجلس البلدي، رئيس البلدية السابق د. حسين فرحات، مديرة الثانوية رباب قدوح، وعدد من الأساتذة والفعاليات وجمع من القوميين والمواطنين. وألقى الشاعر القومي عماد المنذر، قصيدة من وحي المناسبة.

كلمة حركة أمل

وألقت كلمة مكتب شؤون المرأة في حركة أمل الدكتورة رباب عون دعت فيها باسم جميع النساء في العالم العربي إلى المحافظة على الوحدة الوطنية، وعلى مسيرة الشهداء التي كانت النبراس الذي أنار الدرب للجميع في لبنان، لبنان القائم على العيش الواحد بين جميع اللبنانيين.

وتقدمت بالتحية إلى أرواح الشهيدات اللواتي سقطن من أجل الوطن، وخصوصا الشهيدة سناء محيدلي التي أضحت أسطورة الجنوب المقاوم، جنوب الشهيدات والشهداء، جنوب محمد سعد وخليل جرادي وراغب حرب ونزيه قبرصلي، وكل شهداء الوطن بكل أحزابه، وعنقون العنقاء بالشهيدات، الشهيدة سناء محيدلي وجارتها الشهيدة أم البنين. فهذه الأرض المقدسة لن تروى إلا بدماء الشهداء.

كلمة حزب الله

والقت كلمة الهيئات النسائبة في حزب الله ناريمان محمد فقالت: «بيننا وبين الأرض رحلة حياةٍ ومسيرة عمرٍ، بيننا وبين التراب قصة معول وغبطة حصاد، سواعد عشقت الأرض وقلوب لم تخفق بغير المحبة والتقوى، سعي دائم في سبيل عيش كريم، جهاد ومقاومة تضرب هنا وهناك. تضرب في الأرض هنا وهناك في لبنان، في سورية في فلسطين، نفوس تجد في ملاقاة ربها راضية مرضية. تلك هي الصورة التي تركها فينا الشهداء… وآخرين أسرى لا يزالون يأملون بالحرية، ولا ننسى من هؤلاء الشهداء الشهيدة المناضلة إبنة هذه البلدة الطيبة سناء محيدلي التي في ذكراها نستذكر ريحانة فتية انضمّت إلى موكب الإشعاع والهدى، وفي الذكرى نفسها نتعلم معنى التضحية والصبر الذي توجت به هي وإخوتها الشهداء كرامة الشهادة.

كلمة مؤسسة الرعاية

وألقت رئيسة مؤسسة رعاية أسر الشهداء نهلا رياشي كلمة قالت فيها: «في التاسع من نيسان ذكراك يا سناء، يا عروس الجنوب، يا زهرة الشهداء، يا زوبعة النضال والغضب، صباح الثلاثاء 1985 صباح عز ومجد ومقاومة وانتصار لنا، وصباح ذلّ وانهزام أبديّ على اليهود.

في هذا اليوم أوقعتنا يا سناء في حيرة… أأنتِ ابنةُ عنقون التي ولدت في 14 آب 1968 أو ابنة باتر ـ جزين حيث استشهدت في9 نيسان 1985، أو ابنة الحزب السوري القومي الإجتماعي التي انتميت إليه عام 1984، وظلت حيرتنا حتى أتى جثمانك صباح الاثنين 21 تموز 2008 فزُرعتِ في تراب الجنوب وقلتِ وأكدتِ أنّك ابنة الجنوب المقهور، وفي الوقت نفسه الجنوب المقاوم الثائر، وأكدت قولك الشهير قبيل الشهادة: أنا الآن مزروعة في تراب الجنوب أسقيه من دمي وحبي.

نعم ياسناء أخذت هذا القرار لتحرير الأرض والشعب، وها نحن اليوم على أرض الجنوب المحرّرة بدمائك ودماء شهدائنا الأبطال من الشيخ راغب حرب ومالك وهبي وعماد مغنية وعلي غازي طالب وهادي نصر الله وابراهيم فرحات ونورما أبي حسان وحسن علي عبد الله.

نعم يا بطلة أصبتِ في اختيارك وخطواتك، وإنّ وقفتنا اليوم هنا هي وقفة عز لكلّ أحرار الأمة، هي تحية للمقاومة والمقاومين في العراق وفلسطين ولبنان والشام التي كانت ولا تزال، رغم كلّ التضحيات والتحديات، الداعم الأول للمقاومة ولفلسطين، فألف ألف تحية من هنا إلى الشام الحبيبة وشهدائها الأبطال شهداء الشرف والكرامة والحق.

وتحية إلى شهداء الحزب السوري القومي الاجتماعي في الشام وحمص وإدلب والسلمية ووادي النضارة واللاذقية والرقة. تحية إلى محمد موسى الذي استشهد بالأمس وإلى محمد عواد وجود مخول وطارق العيد وصبحي العيد وما أكثرهم في التسابق على الفداء لانتصار القضية.

إنّ التحرير يريد أبطالاً يضحّون بأنفسهم، نعم يا مَن تألق اسمك وشاع وسكن القلوب والنفوس والعقول واستوطن ذاكرة اليهود الغاصب لأرضنا وله نقول: «القدس لنا وفلسطين كيان من كيانات أمتنا، والشام قرارنا وخيارنا، ولبنان ما زلنا نختصره بتحرير مزارع شبعا وحرية عديسه، نعم هذا لبنان كلّ حبة تراب لم تحرّر هي لبنان كله.

وأخيراً في هذه الذكرى المتجددة ذكراك يا سناء العابقة بأريج الدم والشهادة والفداء نعاهدك بأننا سنكمل المسيرة مهما طال الزمان بنا بأبنائنا وأحفادنا حتى تحرير فلسطين، وسنحوّلها إلى معاقل للعز والكرامة.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى