حلب… حَسْم الجغرافيا والسياسة!!
فاديا مطر
في تموضعات الوضع الميدانيّ في حلب، والتشابك الحادّ مع تموضعات السياسة التي تتعرّج سلوكيّتها بين محاو ت ا لتفاف والإفلات من قِبل المحور المعادي للدولة السورية وحلفائها، تنبثق معاد ت آخذة بالتبلور تعدّ العدّة لما بعد «حلب» المحرَّرة. فالجغرافيا العسكرية قالت كلمتها وأسقطت تداعياتها على مسارح اللعبة السياسية الدولية في العلن والخفاء، على وقع أصداء صواعد ونوازل دراماتيكيّة حزمت أمتعة من تبقّى من إرهابيّي أحياء حلب الشرقيّة إلى مجهول المصير والوجهة، وتكشف على أثرها أوجاع من كان يرزح تحت حكم الوهابية وما امتلكته من دعم لوجستي وعسكري وسياسي، أخفت الصورة أغلبه وغاب عن مشاهده الأممية والدولية الحجم والنوع والمصدر، فما كان يتحضّر لحلب أكبر من أن تحوزه صورة مشهد الدمار وتخريب لِاتّفاق الخروج عدّة مرات، وحرق الباصات على مشارف كفريا والفوعا المحاصرَتَين، ومحاو ت الاستهداف الدموي للأحياء ا منة والجيش العربي السوري وغيرها ممّا خفي وعظم. فقد تهاوت مخطّطات جمّة تمّ إعدادها في غرف عمليات، وجُنّد لها الدعم الكامل لتكون سابقة في تاريخ الدعم الغربي واإقليمي لجماعات التكفير الطائفي التي حطّت رحال من تبقّى منها في تخوم منطقة الراشدين باتجاه أرياف إدلب، وأرخى المشهد بثقله على مجلس اأمن الدولي في جلساته التي دعت إليها كلّ من فرنسا وبريطانيا، في توازي ثلاثية حكمت أقفالها موسكو على حزن وغضب اغتيال السفير الروسي في العاصمة التركية أنقرة بطريقة مبهمة الخلفيات والمكنونات حتى اللحظة. وتوعّد موسكو بالردّ، حمل بيده إنجاح اجتماع الثلاثية العسكرية والسياسية في موسكو، على الرغم من الحقن الغربيّ للخطوة التي تحضّر العاصمة الكازاخستانية «أستانا» لموعد يحسم ويقلب الكثير من الملفات، في مقابل إدارة أميركية تحزم حقائبها الفارغة من أيّ إنجاز، وانشغال أوروبيّ بما يضربه اإرهاب في عواصم كانت قد اطمأنّت لربيبها الإرهابي، فمن حمل بيده حقائب السياسة إلى مجلس الأمن بأجندة غيره، نسيَ الباب مفتوحاً خلفه لعاقّ أولده في كنفه ليكون مشهد الأرض السورية الحلبيّة خاطفاً لأضواء كلّ مسارح السياسة المتهالكة، وأخبار النصر الحلبي ومصالحات المناطق المؤثّرة أسدلت الستارعلى الكثير من الأموال وا ستخبارات التي ذهبت أدراج الفشل والضياع، فهل من أشعل النار بيده سيسلم منها ثوبه؟ أم أنّه نسيَ أيضاً كيف يطفئها؟! تداعيات النصر العسكري في حلب ستحمل الأخبار قريباً.