تركيا والرهان الجديد…!
ميسم حمزة
منذ بداية الحرب على سورية، أدرك كل متابع للاحداث، أن ما تواجهه ليس ثورة، وإنما حرب كونية إرهابية لاسقاط دور سورية المقاومة والممانعة، بهدف تحطيم أسوارنا العربية، التي كانت دمشق وستبقى، عنوانا للصمود القومي، التي لا تقبل أن تمس كرامة الامة باتفاقيات مذلة، أو بخضوع للاملاءات الخارجية ولا بشرعنة الكيان الصهيوني الغاصب. فظن الارهاب ومشغلوه، بان استضعاف سورية، في ظل وضع عربي مفكك، فرصة سانحة لاسقاطها، فتمّ ضخ آلاف الارهابيين من مختلف أصقاع الارض. وتوفير ممرات آمنة لهم، من كلّ الجوار السوري. ودعمهم بالمال والعتاد للتخريب في سورية، التي صمدت، مما شكل تغييراً في سياسات دولية. ورسم معالم لمجتمع دولي جديد، تنتفي فيه السيطرة الاحادية على العالم.
انطلقت تداعيات وارتدادات العدوان على سورية والانتصارات التي يحققها الجيش العربي السوري، على كلّ الدول التي كان لها يد بهذا العدوان ومنها تركيا، التي كان لها نصيب من هذه التداعيات، لا سيما أنه كان لها دور مباشر، من خلال تمويل الجماعات المتطرفة وفتح الحدود أمامها وتسهيل مدّها بالسلاح والمقاتلين إلى الداخل السوري، سواء من «داعش» أو غيرها.
فشهدت تركيا العديد من العمليات الارهابية ومحاولة انقلاب عسكرية. مما دفعها إلى إعادة حساباتها على مستوى المنطقة، خصوصا في الملف الكردي. وما يتمّ تداوله حول المسألة السورية والملف الكردي والقيام بإنشاء دولتين كرديتين، واحدة في العراق وأخرى في شمال سورية، استفز تركيا، التي رأت أنّ تحالفها مع الأميركي، لا يمكن أن يؤدّي إلى دور تركي في المنطقة، فبدأت بتصحيح علاقاتها مع روسيا ومع إيران. وأعادت تصويب بعض السياسات، خدمة لمعايير المصلحة التركية، لا سيما أنّ التركي، بات يعي أنّ تحالفاته ستؤدّي إلى تقليص الدور التركي في المنطقة. والانتصار الكبير للجيش العربي السوري، في حلب، هو أكبر دليل على إلزامية التغيّر في السياسية التركية.
لكن هذا التغيّر في السياسة التركية، يحمل العديد من التساؤلات: هل ستسير تركيا في طريق التحالف الجديد، أم هي تعمل فقط، على توجيه رسالة للاميركي، لا سيما أنّ التركي ينتظر القرارات الاميركية القادمة، بعد انتقال الولايات المتحدة إلى عهد جديد، مع تسلم ترامب. وما يطرحه الأمر من احتمالات التعاون الروسي – الأميركي في سورية، على قاعدة أولوية مكافحة الإرهاب وكيف سيتم التعامل مع الموقف التركي الجديد، في ظلّ استمرار أنقرة بدعم العصابات والجماعات الارهابية المتطرفة، التي تحصنت في إدلب.
باختصار، ما يجري اليوم من أحداث، يؤكد بأنّ سورية كانت وستبقى على حق.