ماكين في إستونيا وكيسنجر وسيطاً مع الكرملين
أعلنت السفارة الأميركية في تالين، أمس، إن وفدا من الكونغرس الأميركي برئاسة السناتور جون ماكين، وصل إلى إستونيا، لبحث مسائل الأمن الإقليمي. فيما نقلت صحيفة «Bild» الالمانية عن مصادر «مطلعة» إن وزير الخارجية الأميركي الأسبق، هنري كيسنجر، سيكون وسيطاً بين إدارة الرئيس المنتخب دونالد ترامب والكرملين. وسيشارك في إعداد خطة لتطبيع الوضع في أوكرانيا.
وذكرت وكالة «سبوتنيك» الروسية، أن من المقرر أن يلتقي أعضاء الوفد الأميركي مع الرئيسة الإستونية، كيرستي كاليولايد ورئيس الوزراء يوري راتاس، لبحث الأمن الإقليمي والعلاقات الثنائية بين إستونيا والولايات المتحدة.
وسيزور الوفد أيضاً، كلاً من: لاتفيا، ليتوانيا، أوكرانيا، جورجيا والجبل الأسود مونتينيغرو ، حسب ما أفادت الوكالة.
والجدير بالذكر، أن إستونيا تعتبر شريكا للولايات المتحدة ضمن حلف «الناتو»، الذي قرر خلال قمته الأخيرة في وارسو، في تموز الماضي، نشر قوات إضافية في دول البلطيق، التي تعتبر استونيا واحدة منها وفي بولندا. الأمر الذي أثار حفيظة روسيا، التي تنتقد اقتراب البنية التحتية لـ«الناتو» من حدودها. وزيادة عديد القوات في الدول المجاورة لها، معتبرة ذلك خطوة تضر بالأمن الإقليمي والاستقرار الاستراتيجي.
من جهة ثانية، ذكرت صحيفة «Bild» الألمانية، استنادا إلى مصادر في فريق الرئيس الأميركي ترامب وإلى معلومات أجهزة استخبارات أوروبية، أن «كيسنجر يجب أن يصبح وسيطا بين موسكو وواشنطن. ترامب يطمح إلى التقارب مع الكرملين».
ولفتت الصحيفة، إلى أن خبرة كيسنجر تُقدر بشكل خاص، في ضوء التهديد المحتمل ببدء حرب باردة جديدة وعلاقات ترامب الصعبة مع الحكومة الصينية. وأشارت إلى أن كيسنجر «يعرف فلاديمير بوتين منذ سقوط جدار برلين». وأنه من الأميركيين القلائل، الذين اجتمعوا بانتظام مع الزعيم الروسي.
وذكر المصدر، أنه وفقا لمعلومات أجهزة استخبارات دول غرب أوروبا، فإن الرئيس الأميركي الجديد، يسعى إلى رفع العقوبات عن روسيا، بناء على نصيحة كيسنجر. وإن الأخير، نصحه بـ«الاعتراف بالهيمنة الروسية» في الجمهوريات السوفياتية من بيلاروس وأوكرانيا وجورجيا إلى كازاخستان.
ورأت الصحيفة، أن ذلك يعني «أن الولايات المتحدة تعترف بالنفوذ السياسي لروسيا، في الفضاء بين بولندا وإيران وأفغانستان والصين».
وبشأن تسوية الوضع في أوكرانيا، كتبت الصحيفة، أن فكرة كيسنجر الرئيسة تتمثل في أن روسيا يجب عليها ضمان الأمن شرق هذا البلد، «وفي المقابل، الغرب لن يتطرق في المستقبل إلى مسألة القرم».
من جهة أخرى، قال دميتري بيسكوف، المتحدث الخاص باسم الرئيس الروسي، أمس، الثلاثاء، إن الكرملين كان سيرحب بمشاركة وزير الخارجية الأميركي الأسبق، هنري كيسنجر، في استعادة العلاقات بين روسيا الاتحادية والولايات المتحدة. لكنه أشار، إلى أن انخراط كيسنجر في هذه العملية من اختصاص واشنطن.
وقال بيسكوف في تصريح للصحافيين، إن كيسنجر «يظل أحد السياسيين الأكثر حكمة. وهو من أذكى الخبراء. ويملك خبرة واسعة على صعيد العلاقات الروسية الأميركية. مضيفا: «بالطبع، إذا اصبحت هذه المعرفة المتخصصة والخبرة المتراكمة على مدى عقود، مطلوبة بشكل ما، فليس بوسعنا إلا الترحيب بذلك. لكن الاحتياج لهذه الخبرة واستعمالها ليس من شأننا، ذلك من اختصاص زملائنا الأميركيين ونحن لا نستطيع التدخل فيه».