مكتبة «البناء»
صدر لدى دار «بيرم للنشر والتوزيع» في تونس مؤلف جديد في الفكر السياسي للكاتب السوري هادي دانيال عنوانه «مؤامرة الربيع العربي… القضية الفلسطينية» 316 صفحة قطعاً وسطاً وقسّمه عدة فصول تعالج مؤامرة «الربيع العربي» واستهدافها مخيمات اللاجئين الفلسطينيين في سورية واستثمار معاناتهم والتطبيع مع الكيان الصهيوني وتداعيات «اتفاقيات أوسلو». كما يتطرق إلى عن صمود سورية الذي كسر المؤامرة التي شارك فيها بوضوح شيوخ السعودية، مستعيداً تاريخ مملكتهم والإرهاب السعودي الوهابي المصبوغ بالتآمر على فلسطين والعرب، مشيراً إلى دور الجيش العربي السوري الذي يعبر عن روح شعبنا العظيم. ويتطرق إلى استئناف واشنطن سياسة التدخل العدوانية في شؤون الدول لفرض سياستها الصهيونية عبر الإرهاب، ويتهكم الكاتب على رجب طيب أردوغان «الباشا» الذي ما زال يحلم بأن يتوج سلطاناً، لافتاً إلى تحالف الغرب والصهيونية مع الإرهاب التكفيري في سورية.
على الغلاف الأخير للكتاب نقرأ: «في ظل انشغال العرب وشعوب المنطقة والعالم بحروب «الربيع العربي» القذرة تغتنم «إسرائيل» فرصة شاركت في اختلاقها لتجريد الشعب الفلسطيني حتى من مكتسبات نضاله الملحمي على مدى سبعة عقود، وتتآمر بعض النخب العربية السياسية والثقافية والإعلامية على القضية الفلسطينية وتساهم في محاولة تصفيتها على موائد مؤامرة «الربيع العربي» العامرة بالأجساد المحروقة والصدور المشقوقة والأكباد المنتزعة والعيون المقتلعة والرؤوس المقطوعة في عموم المنطقة».
«الشرق الأوسط الجديد… حدود الجماجم» كتاباً لأسعد العزوني
أصدر الباحث أسعد العزوني لدى دار «دجلة للنشر والتوزيع» في عمان كتاباً جديداً عنوانه «الشرق الأوسط الجديد… حدود الجماجم» مشروع الشرق الأوسط الوسيع من هيرتزل إلى لويس إلى ليفي»، 200 صفحة قطعاً وسطاً وذُيّل بعدد من مقالات المؤلف حول «الربيع العربي» وما حصل في تركيا، فمشروع الشرق الأوسط الجديد يشمل العالمين العربي والإسلامي، وثمة تركيز على العراق والسودان واليمن.
يعرض المؤلف في كتابه للمشاريع كافة الهادفة إلى تقسيم الشرق الأوسط إثنيا وعرقيا منذ مؤتمر كامبل الأوروبي عام 1907، مروراً بدعوة هيرتزل إلى الموافقة على دمج «إسرائيل» في الإقليم حتى قبل قيامها لضمان تجارتها مع العرب، إلى مشروع الحاقد على العروبة والإسلام برنارد لويس الذي أقره الكونغرس الأميركي في جلسة سرية عام 1983، وانتهاء بـ»الفيلسوف» اليهودي الفرنسي الصهيوني برنار ليفي الذي أصبح أيقونة لـ»الثورات» العربية التي أشعلت حرائق لا تزال تأكل الأخضر قبل اليابس بعد اختطافها وتقديمها هدية إلى ليفي.
يشتمل الكتاب على 18 عنواناً، والإهداء لأولاد الكاتب أحمد وعلي وإبراهيم ولجيل الشباب العربي أجمع، معتذرا لهم عن التقصير في خلق وطن عربي موحد «لأن الأمر ليس في أيدينا» مختتماً: «كان الله في عونكم على ما هو آت».
يتساءل المؤلف في مقدمته :لماذا هذا الكتاب وما الذي سيضيفه؟ سؤالن مهمان طرحتمها على نفسي قبل الشروع في كتابته،وكانت الإجابة التي اقتنعت بها أنه لا بد من جهد وعمل مخلصين غير منحازين إلى فكرة بعينها لتبيان الخيط الأبيض من الخيط الأسود. مشدداً على أنه عاهد نفسه بأن يكون محايداً، منطلقاً من أسس البحث العلمي الذي يناقش الفرضيات ويعرضها، وأن يكون قاضياً يستمع إلى الشاكي والمشتكى عليه، من دون أن يصدر حكماً، ليس عجزاً بل انصياعاً للأمر الواقع المرير الذي نعيش. وختم المؤلف العزوني مقدمته قائلاً: «أننا نريد شرق أوسط كبيراً ووسيعاً فعلاً، لأننا وحدويّون بطبعنا، لكننا نريده خالياً من أسلحة الدمار الشامل و»إسرائيل» … ».
مبيّناً أن أميركا طلعت علينا بهذا المشروع عام 2004 كتبعة من تبعات انهيار الثنائية القطبية عام 1991، وإعلان بوش الأب ولادة القطب الوحد، وأولى تطبيقاته إعلان بوش الصغير عام 1991: «من ليس معنا فهو ضدنا».
تحت عنوان «خريطة الدم الأميركية… دور «إسرائيل» في رسمها» يقول العزوني إن «إسرائيل» هي الشريك الاستراتيجي للغرب بجميع مكوّناته الاستعمارية، ولذا بات لزاماً عليها أن تكون حاضرة ومحرّكة لأي مشروع يلحق الضرر بالوطن العربي،مشيرا إلى كتاب شيمون بيريز الذي أصدره بعد حرب الخليج تحت عنوان «الشرق الأوسط الجديد» ويحاكي مشروع بن غوريون عام 1953 . ويتطرق إلى مقال وزيرة الخارجية الأميركية كوندليزا رايس تتحدث فيه عن مشروع الشرق الأوسط الكبير، لافتة إلى أنه بات على وشك الانتهاء بقولها «إن «الربيع العربي» هو إثبات عملي لكون مشروع الشرق الأوسط الكبير دخل حيز التنفيذ خطوة بخطوة، تصديقاً لصرختها التي أطلقتها إبان العدوان «الإسرائيلي» على لبنان صيف 2006 وقولها «الآن بدأ تنفيذ مشروع الشرق الأوسط الكبير».
يوضح العزوني أن مشروع الشرق الأوسط الكبير أو الوسيع، لا فرق، فُصّل من ألفه إلى يائه على مقاس «إسرائيل»، بعثا لدعوة هيرتزل مؤسس الحركة الصهيونة الداعية إلى دمج «إسرائيل» في المنطقة . ويتطرق المؤلف إلى العديد من المواضيع ذات الصلة التي تبرز هوية مشروع الشرق الأوسط الكبير، أو الوسيع لا فرق، الذي يفضي إلى تقسيم الدول العربية والإسلامية كانتونات عرقية تحت الهيمنة «الإسرائيلية»، وما فصل جنوب السودان عن شماله، وفصل كردستان العراق عن العراق، إلاّ أولى خطوات التقسيم… والحبل على الجرار.
«تحدّيات عصر الروبوتات وأخلاقيّاته»
صدر حديثاً للباحثة والكاتبة صفات سلامة، بالإشتراك مع الدكتور خليل أبو قورة، كتاب «تحديات عصر الروبوتات وأخلاقياته»، ضمن سلسلة «دراسات إستراتيجية» عدد 196 ، لدى «مركز الإمارات للدراسات والبحوث الإستراتيجية» في أبوظبي. والكتاب إضافة مهمة ومتميزة للمكتبة العربية العلمية، لأهمية موضوعه وما ورد في طياته، إذ يسدّ مكاناً ظل فارغاً في رفوف المكتبات العلمية العربية في مجال الروبوتات الذي يشهد راهناً اهتماماً عالمياً كبيراً وتقدماً سريعاً وتنافساً واستثماراً هائلاً ومتزايداً، خاصة في الدول المتقدمة.
يجمع الكتاب بين دقة العرض والبساطة والوضوح. ويشير المؤلفان في كتابهما الى أن مجال الروبوتات يشهد راهناً تقدماً سريعاً ومذهلاً وسباقاً محموماً، خاصة في الدول المتقدمة، وباتت تكنولوجيا الروبوتات عالمية واعدة، وأضحى مستوى تطويرها معياراً لقياس قوة الدولة الصناعية.
في السنوات القليلة المقبلة سوف تلعب الروبوتات، خاصة تلك الاجتماعية والشبيهة بالبشر مظهراً وتصرّفاً وسلوكاً، أدواراً أكبر بكثير في حياتنا. وهذا الأمر الجديد يثير الكثير من التحديات والتداعيات الاقتصادية والاجتماعية والأخلاقية والقانونية الجديرة بالبحث والمناقشة، ويتناول الكتاب بعض هذه التحديات والأخلاقيات التي برزت في الآونة الأخيرة، خاصة الروبوتات في المجالات العسكرية مثل الروبوتات القاتلة التي تطوّر فعلاً في بعض الدول المتقدمة، والتي ستعمل على نحو مستقل من تلقاء نفسها من دون أي تدخل بشري وبينها حالياً الطائرات من دون طيار «درون» الموجهة عن بعد والتي تثير الكثير من الجدال عالمياً، بعدما تسببت بمقتل الكثير من المدنيين. كما يعرض المؤلفان للمخاوف والتساؤلات الأخلاقية الجادة والمشروعة التي تطرحها التطورات السريعة في صناعة الروبوتات، وبينها المخاوف من تهديدها للوظائف والأعمال، ومدى القبول الاجتماعي للروبوتات وكيفية التواصل والتفاعل بينها وبين البشر، بالإضافة الى قضايا السلامة والأمن والخصوصية والمسؤولية لدى وقوع أخطاء في تصميم الروبوتات أو برمجتها، خاصة الروبوتات المنزلية.
يعالج الكتاب واقع الروبوتات وتحدياتها في عالمنا العربي، ويشير المؤلفان الى أن ثمة حالياً جهوداً متنامية نحو الاهتمام بعلم وصناعة الروبوتات، إلاّ أنها غير كافية، فما زال العالم العربي يعاني نقصاً شديداً في الخبراء والمتخصصين في هذا المجال، ونقصاً في معامل ومراكز البحوث والتطوير في مجال والذكاء الصناعي، بالإضافة الى النقص في الثقافة الروبوتية وتعليم البرمجة.
يشير المؤلفان الى أن العالم العربي لن يكون بعيداً عن الآثار والتحديات المحتملة للتوسع في استخدام الروبوتات، ما يدعونا الى دراسة وافية متعمقة للخلفية التكنولوجية والاقتصادية والإجتماعية للدول العربية، والتعرف الى الروبوتات المتاحة حالياً في الأسواق لاختيار المناسب منها للتطبيق، مع التأكد من القدرة العلمية على استيعاب المشاريع الروبوتية، لناحية القدرة على التركيب والصيانة والتدريب ومراعاة جوانب الأمان والسلامة والقبول الإجتماعي عند الاستخدام، مع دراسة المزايا التي تتصف بها الروبوتات المراد استخدامها في العالم العربي.
يقول المؤلفان إن اقتراب عصر الروبوتات يضطرنا الى الاهتمام ببحوث الروبوتات والذكاء الاصطناعي ومتابعة التطورات والفرص الواعدة في هذا المجال، بهدف تنشيط صناعة الروبوتات في العالم العربي، ففي ظل اقتصادات السوق والعولمة والمنافسة الدولية يصبح استخدام الروبوتات في الصناعة ضرورة حتمية، وسوف يتطلب ذلك حاجة الى نظم للمساءلة القانونية وإيجاد أطر أخلاقية وبروتوكولات لنشر الروبوتات في مجتمعاتنا، مع تعليم أبنائنا الإمكانات والفرص والحدود في الأنظمة الروبوتية والاستثمارالجاد في تكنولوجيا الروبوتات لإعداد أجيالنا القادمة للوظائف والأعمال التي تتطلب العلوم والهندسة والرياضيات والمهارات العلمية والتكنولوجية المتقدمة، كي نتمكن من المنافسة العالمية في هذا المجال الواعد. والكتاب مرجع مهم للمتخصصين والباحثين والطلاب وعامة القراء المهتمين بمجال الروبوتات الذي يشهد حالياً اهتماما وتنافسا عالمياً متزايداً .
«قرى الكتلة الكلسيّة في شمال سورية»
لمواكبة ملف تسجيل القرى الأثرية في شمال سورية على قائمة التراث العالمي، واستكمالاً لجانب مهم لم تتناوله الدراسات السابقة حول المنطقة الأثرية، قدم كل من المهندسة لينا قطيفان وأيمن سليمان كتابهما «قرى الكتلة الكلسية في شمال سورية إرشادات أولية».
أهمية الكتاب الصادر لدى المديرية العامة للآثار والمتاحف في سورية تنبع من أن المنطقة تفتقر إلى البحوث القانونية والإدارية ليكون دليل عمل يرشد المهتمين والمخططين والمستثمرين والسكان في المنطقة إلى الخطوات التي يمكن اتباعها لإقامة أي نشاط اقتصادي أو سياحي أو ترويجي أو استثماري. ويقدم الكتاب توصيفاً وتقويماً للواقع الحالي للتجمعات الأثرية الثمانية في محافظة إدلب التي سجلت على قائمة التراث العالمي عام 2011، مستعرضاً واقع حمايتها القانونية ومعايير اختيار مواقع التراث العالمي ودراسة قرار التسجيل النموذجي واشتراطاته وأهدافه ونظام إدارة التجمعات الأثري لناحية أهميته وأهدافه وإطاره، إضافة إلى الأضرار التي لحقت بالتجمعات الأثرية من جراء سوء الاستخدام. كما يتضمن الكتاب دليل عمل يشمل اشتراطات النشاطات الاقتصادية والزراعية والصناعية والسياحية والترويجية في منطقة القرى الأثرية، مع التطرق إلى اشتراطات السكن وتصميم المنازل ومواد البناء وسواها.
ويشير إلى الأهمية الكبيرة لهذه القرى إذ تعتبر ذات قيمة عالمية استثنائية فالموقع هو على مساحة نحو 130 كيلومتراً مربعاً ويعيش فيه نحو 10 آلاف نسمة وتمثل تجمعاته منطقة لا تزال تحتفظ بآثار الاستيطان البشري العائد إلى الفترة بين القرنين الأول والسابع للميلاد والتي ساهمت منذ الفترة الكلاسيكية بقولبة المشهد الذي لا يزال يحتفظ إلى اليوم بالخواص التي تميز بها خلال أواخر الفترتين الكلاسيكية والبيزنطية. ويسمح الوضع الاستثنائي للموقع الذي تتميز به الأطلال بالحصول على رؤية فريدة لا مثيل لها حول أسلوب حياة سكان هذه المنطقة، وبالتالي حول مظاهر الحياة ضمن المناطق الريفية في نهاية الفترة الكلاسيكية .
يلفت الكتاب الى أن الموقع طرح للتسجيل على قائمة الإرث الحضاري إذ يظهر الطريقة الاستثنائية لنمو حضارة زراعية غابرة ويقدم من خلال أطلاله المعمارية العديدة مواقع صرحية ذات قيمة استثنائية في العالم المسيحي الشرقي ويسمح بفهم الطرائق الكلاسيكية لاستعمال الأراضي الزراعية ورؤيتها على أرض الواقع .
تدعم القيمة الاستثنائية العالمية لموقع القرى الأثرية في شمال سورية حالة الحفظ الاستثنائية للأطلال، مثل القبور والمساكن والمعابد والكنائس والأديرة، التي حافظت غالباً على مواد بنائها الأصلية حتى كورنيش الأسقف. ويعتبر تكامل المشهد والمواقع فريداً من نوعه، لا تنقصه إلاّ الأجزاء الخشبية والزخارف التي لم تستطع مقاومة الزمن، فضلاً عن أن أصالة المنطقة محفوظة تماماً بفضل موقعها، ما أبقاها لفترة طويلة خارج الحوادث التاريخية الكبيرة التي حصلت في نهاية الفترة الكلاسيكية إلى فترة الحروب الصليبية وفترة الاحتلال العثماني وحتى التحولات التي حصلت خلال فترة الاستعمار الفرنسي وبعيد الاستقلال.
يكتسب الكتاب أهمية خاصة من احتوائه على معلومات تفصيلية قانونية فنية وإرشادات عملية لمنطقة التجمعات الأثرية، تم اشتقاقها من روح ملف التسجيل على قائمة التراث العالمي وعلى نحو يلائم خصوصية المواقع والمباني الأثرية في المنطقة مع مراعاة الحفاظ على المشهد الطبيعي الثقافي فيها.