لهذه الأسباب توترت العلاقات بين مصر والسعودية 1 ما بين محمد بن زايد وسلمان بن عبد العزيز

باريس نضال حمادة

تمرّ العلاقات المصرية السعودية بمرحلة صعبة وسيئة. وللحقيقة هذه العلاقة لم تكن يوماً على ما يرام منذ وصول سلمان بن عبد العزيز الى سدة الملك في السعودية، بسبب ميوله الإخوانية. وهذا ما جعل العلاقات مع مصر سيئة طوال الفترة الماضية، رغم التكتم من الطرفين اللذين حاولا تأخير إظهار الخلاف وتفجيره كلّ من زاوية مصالحه، فبينما كانت تعتمد السعودية على حاجة مصر للمال وكانت تمدّها بالنفط مجاناً طمعاً في شراء ولائها، كانت مصر السيسي ترتّب أوراقها مع الإمارات العربية المتحدة وتحديداً مع محمد بن زايد، على صعيد الخليج العربي فضلاً عن إبرام تفاهمات مع روسيا بدأ من سورية مروراً بليبيا وانتهاء بإعادة العمل بنوع من التعاون العسكري بين البلدين، ولم يكن تنقص المصريين إلا سيطرة قوات اللواء حفتر على ميناء راس لانوف النفطي وهذا ما سوف نشرحه تفصيلياً في الجزء الثاني ، حتى أخرجوا كلّ ما بجعبتهم من عداء للسعودية تجلّت على أعلى مستوى دولي عبر التصويت المصري إلى جانب روسيا في مجلس الأمن الدولي، وذلك خلال جلسة التصويت حول سورية، ما أثار غضب السفير السعودي الذي قال الى انّ تصويت مصر لصالح مشروع القرار الروسي مؤلم.

مصادر عربية متابعة لسير العلاقات المصرية السعودية، قالت في حديث لجريدة «البناء» إنّ مصر تراقب بحذر وريبة التأييد الذي تبديه السعودية لجماعة الإخوان المسلمين في العالم العربي. وأضافت المصادر انّ السياسة السعودية في سورية تصبّ كلها في مصلحة جماعة الإخوان المسلمين، كذلك هو الحال في اليمن، وفي ليبيا ايضاً، وتقول المصادر العربية إنّ الحدث الذي جعل المصريين يقرّرون عدم أهلية السعودية لتكون حليفة، كان عندما استقبل الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود الشيخ يوسف القرضاوي في قصر الصفا نهاية شهر حزيران الماضي ما أثار غضب مصر التي لا يتوقف القرضاوي عن الدعوة لإسقاط نظام الحكم فيها، وهو محكوم بالإعدام من محاكمها.

المصادر العربية قالت إنّ مصر تعتبر جماعة الإخوان المسلمين عدوها الأول، وهي ترى أنّ السياسة السعودية في العالم العربي تصبّ في خدمة الإخوان، وهي أيّ مصر تتحالف مع الامارات العربية المتحدة في مواجهة الإخوان المسلمين. وبالتالي فهي في موقف واحد مع الدولة السورية في حربها ضدّ الاخوان وفي صراعها مع تركيا. وتشير المصادر العربية الى دعم مصري بالذخيرة تلقاه الجيش السوري طيلة العام الماضي، وتكشف المصادر عن وجود خطين داخل الإدارة المصرية الاول يقول ان على مصر الاستفادة من الدعم المالي السعودي لمنع تدهور اقتصادها أكثر، ولذلك يجب عدم إغضاب السعودية في اي من الملفات التي تشكل استراتيجتها في المنطقة، خصوصا الملف اليمني والملف السوري، فيما يوجد تيار آخر يقول إن مصر هي الدولة الاكبر في العالم العربي وان عليها لعب هذا الدور بكل مسؤولية، وإن على الخليج وحكامه ان يفهموا انهم مضطرون إعطاء مصر الدعم والاموال حتى تبقى راضية عنهم وهم عليهم تقديم المال دون أية شروط تذكر.

الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي اختار التوجه نحو الطرف المعادي للسعودية في العالم العربي، وهو قد بدأ منذ اكثر من سنة العمل في ملفات المعارضة السورية ضد الخط السعودي المتمثل بمجموعة مؤتمر الرياض. وفي هذا الامر تعتمد مصر احمد عاصي عوينان الجربا خياراً أولياً في اية تسوية مقبلة مع الدولة السورية. وقد زادت ثقة السيسي بنفسه وبقدرة مصر على الاستغناء عن الدعم السعودي بعد التطورات الأخيرة في ليبيا.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى