عشق الصباح

إلى ابنتي شذى حسن الناصر لمناسبة تخرّجها في كلّية الاقتصاد، وقبولها في ماجستير الإدارة.

أقبلت بوجه يُشبه وهج الشمس، بعد ليالٍ حالكة بالحزن والأنين والصبر والتعب والانتظار.

أتسمع يا بحر نداء الفرح؟ لن أخفي فرحي. أتسمع دقات قلبي؟ أنا دائم الشوق لخمر الثغر الورديّ، لعينيك الموشّاتين باخضرار الزيتون. وأنتِ تكبرين سنةً أخرى، وأنا على حوافّ الستين من التعب ما مللت الحنين. ها قد تفتّح زهر الجلنار في الحاكورة بغير أوانه. وتفتّقت زهرات البنفسج في الشرفة البحرية، بزمن باتت ومضات الفرح فيه كالأحلام! ومع كلّ هذا الضيق وهذا الحزن والوجع، مع ابتسامتك أمطرت الياسمينة على صباحاتنا عطراً وأيّ عطر!

ضحكتك دفء المساءات الباردة، وأنا وعليا، نرتّل أغنية فؤاد «رح جبلك من أبعد بحر، أحلى درّة بلاقيها»، ويا شذى بعينيك سرّ الفرح، ثمّة شرفات تنفتّح على البحر، ثمّة نوافذ تنفتّح للضوء والحياة، حيث تعبق رائحة القهوة في المكان. أوراقي مبعثرة ومحبرتي شغوفة بكلمات البوح كحالي، مع كلّ نسمة بحرية يأخذني الشوق لرؤيتك وأنت خلف طاولة الدراسة، ومن حولك كومة من الكتب. ها قد أثمر تعبك وكان سرّ النجاح، إن شاء الله دائماً، مباركة أيامك بالحبّ والفرح!

حسن ابراهيم الناصر

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى