الصعوبات والتحدّيات تتوالى أمام أوباما قبيل بدء حربه ضدّ «داعش»
تُجمع التحليلات الصحافية في غالبيتها على أنّ أوباما لا يحتاج إلى أيّ غطاء أمميّ لضرب «داعش»، ولا حتّى إلى أيّ تحالف دوليّ، ولا أيّ مساعدة من أحد. لأنّ هدف أوباما في هذه الضربة العتيدة ليس ضرب «داعش» والقضاء عليه بوصفه الإرهاب المستجدّ الأكثر خطراً في العالم، بل لأن هذا الـ«داعش» ليس سوى حجّة أو ذريعة لدخول الشرق الأوسط من بوابة «المنقذ» العريضة، بعدما صُدّت الأبواب الأخرى على مدى سنوات.
ومن يقرأ التاريخ بشقيه البعيد والقريب جيداً، يعرف أن ضرب «داعش» لا يعدو كونه حجّة لأوباما من أجل تنفيذ المخطّطات التي بدأت بمؤامرات اتخذت مسميات عدّة، من خريطة الطريق إلى الشرق الأوسط الجديد، إلى عدوان تموز فالعدوان المتكرر على غزّة، وليس نهايةً بالربيع العربيّ.
إلا أنّ أوباما بحاجة إلى تحالف دوليّ يضمّ أكبر عدد من الدول العربية، فقط من أجل إشراك أعضاء هذا التحالف مستقبلاً بنتائج الحرب إن كانت سلبية، تماماً كما حصل في غزو العراق بحجة أسلحة الدمار الشامل.
إلا أنّ هذه المرّة، ربما «لن تسلم جرّة أميركا»، إذ أشارت صحيفة «واشنطن بوست» الأميركية في افتتاحيتها أمس، إلى أنّ نتائج جهود إدارة أوباما لحشد تحالف لدعم المعركة ضدّ تنظيم «داعش» تبدو محدودة. و تعهّدت 20 دولة في باريس يوم الاثنين الماضي بمحاربة المتطرّفين بكلّ الطرق الضرورية ومنها المساعدات العسكرية، لكن عدداً قليلاً للغاية من الدول، وليس من بينها بريطانيا، وافقت على المشاركة في مهام قتال جوّية في العراق، ولم يؤيد أيّ منها بعد الضربات الجوّية الأميركية في سورية، كما أن أيّاً من هذه الدول لن يرسل قوات مقاتلة. كما شكّكت الصحيفة في إمكانية نجاح استراتيجية أوباما بالاعتماد على القوات العراقية وما أسماه «المعارضة السورية المعتدلة».
وفي التقرير التالي، إضاءة على أهمّ ما ورد في بعض الصحف الأميركية والبريطانية والعبرية الصادرة أمس.