عون: سنعمل لتحديث الدولة ومحاربة الفساد وتأمين الاستقرار

أكد رئيس الجمهورية العماد ميشال عون أنّ العناوين الكبرى للمشروع الذي سيعمل على تحقيقه، خلال ولايته الرئاسية تتلخّص في تحديث الدولة ومحاربة الفساد وتأمين الاستقرار والأمن، معتبراً أنّ تحقيق هذه العناوين «ينعكس إيجاباً على الاستثمار في لبنان ويساهم في تحسين الوضع الاقتصادي وتطوير المشاريع السياحية».

ولفت خلال استقباله في قصر بعبدا وزير الداخلية والبلديات نهاد المشنوق مع وفد من كبار موظفي الوزارة الى أنّ اعتماد المكننة في إدارات الدولة يساعد في محاربة الفساد، مشيراً الى أنّ ذلك يحتاج الى التعاون من الجميع. وقال إنّ ربط الاتحادات البلدية والبلديات بنظام الكتروني يساعد في تنظيم العمل البلدي إدارياً ومالياً ويسهّل متابعة تنفيذ المشاريع الإنمائية التي تقوم بها البلديات، وإن نتائج التجربة التي اعتمدت في اتحاد بلديات جزين كانت مشجّعة وجديرة في أن تعمّم على سائر البلديات.

وكان الوزير المشنوق استهلّ اللقاء بتهنئة عون بالأعياد. وعرض لرئيس الجمهورية المشاكل التي تعاني منها وزارة الداخلية بسبب ضغط العمل في إدارات الوزارة والحلول المتاحة. وقال: «الجميع يقوم بجهد كبير في المهمات المطلوبة منه، ونتمنّى من الرئيس عون رعاية مشاريع تطوير هذه الإدارات ومكننتها ولا سيما جهازي الأمن العام وقوى الأمن الداخلي».

وأكد، أنه تحت رعاية رئيس الجمهورية وحرصه، ستكون وزارة الداخلية على قدر المسؤولية الملقاة على عاتقها وقال: «نحن جاهزون كإدارة لتطبيق أي قانون للانتخابات النيابية يتأمّن من حوله الوفاق السياسي وسنكون قادرين على إجراء هذه الانتخابات على أساسه».

وضمّ الوفد الذي رأسه الوزير المشنوق كلاً من: محافظ جبل لبنان فؤاد فليفل، محافظ النبطية القاضي محمود المولى، محافظ البقاع القاضي انطوان سليمان، محافظ بعلبك – الهرمل بشير خضر، محافظ لبنان الشمالي القاضي رمزي نهرا، محافظ عكار عماد لبكي، مدير عام الدفاع المدني العميد ريمون خطار، مدير عام الإدارات والمجالس المحلية القاضي عمر حمزة، مدير عام الشؤون السياسية واللاجئين فاتن يونس، رئيس مجلس ادارة ومدير عام هيئة ادارة السير والآليات والمركبات هدى سلوم، مدير عام الصندوق التعاوني للمختارين جلال كبريت، امين سر مجلس الامن الداخلي المركزي ومدير الادارة المشتركة العميد الياس الخوري، مستشار وزير الداخلية والبلديات الدكتور خليل جبارة.

واستقبل عون نائب رئيس الحكومة السابق والوزير السابق الياس سابا الذي تمنى التوفيق لرئيس الجمهورية معتبراً انتخابه «كوة أمل في هذا الظلام الدامس».

وأشار سابا إلى الأهمية التي يوليها عون لمسألة محاربة الفساد، معتبراً أن قانون الإثراء غير المشروع غير كافٍ وتجب إضافة عبارة عليه تفرض على كل من يتسلّم مسؤولية عامة أن يتخلّى طوعاً هو وعائلته عن السرية المصرفية.

واستقبل وفداً من «التنظيم الشعبي الناصري» في صيدا برئاسة أمينه العام الدكتور أسامة سعد الذي اشار الى أن التنظيم يرى في ما خص قانون الانتخابات النيابية أن يكون لبنان دائرة واحدة على أساس النسبية الشاملة وخارج القيد الطائفي، كما طالب التنظيم بخفض سن الاقتراع إلى 18 سنة.

والتقى عون وفداً من جمعية الصناعيين برئاسة فادي الجميّل تحدث باسم الوفد مهنئاً رئيس الجمهورية بالأعياد، واضعاً إمكانات الصناعيين في تصرفه، وكاشفاً أن القطاع الصناعي الذي يعمل فيه نحو 130000 عامل، تمكّن بين 2000 – 2013 من مضاعفة الصادرات الصناعية التي وصلت إلى أوروبا وأميركا، لكن المعاناة بدأت في العام 2013 نتيجة الاوضاع في المنطقة التي الحقت خسائر في صادرات القطاع بحدود مليار دولار.

وعرض لورقة الرؤية الاقتصادية – الاجتماعية المتكاملة التي تقدّمت بها الجمعية لتفعيل معظم أوجه الاقتصاد اللبناني، داعياً إلى إنشاء هيئة طوارىء اقتصادية – اجتماعية ترعى الشأنين الاقتصادي والاجتماعي، والعمل على مفهوم الدبلوماسية الاقتصادية حول الانتشار اللبناني ودعم الرأسمال التشغيلي للصادرات.

وردّ عون مؤكداً أهمية دعم الإنتاج وفي طليعته الصناعي، لكي يدعم العملة الوطنية التي لا يمكن الاكتفاء بدعمها عن طريق مضاعفة الدين العام. وأبدى الاستعداد لأقصى درجات التعاون والمساعدة في سبيل وضع «رؤية القطاع الصناعي من أجل نهضة الاقتصاد» موضع التنفيذ، بالتعاون بين الجمعية ووزارة الصناعة. واعتبر أن مرحلة الحديد والنار التي تعيشها المنطقة إلى جانب الانحسار الاقتصادي والنمو السلبي في أوروبا وحوض المتوسط وعلى صعيد العالم بالإجمال، عوامل ساهمت في تراجع النمو، مؤكداً أن الأمور إلى مزيد من التحسن في لبنان وأن الاتجاه الإيجابي بدأت مؤشراته في الظهور خصوصاً في القطاع السياحي.

وقال الرئيس عون أمام وفد «ديوان أهل القلم» برئاسة سلوى الأمين: «إن المواطن الصالح يمر في حياته بثلاث حقبات وهي التربية ثم التعليم ومن ثم الثقافة والتي تجعله، مجتمعةً، فاعلاً في مجتمعه بصرف النظر عن المهنة التي يقوم بها». وأكد رئيس الجمهورية أن تطوير الفكر يساعد في تنمية الحسّ النقدي لدى المواطن وتحديد خياراته.

واستقبل الرئيس عون رجل الأعمال الاميركي من أصل لبناني اندي خواجة الذي حقق إنجازاً مبتكراً على صعيد التجارة الالكترونية من خلال الشركة التي اسسها العام 2005 كبوابة للدفع الالكتروني والتي أصبحت تضم أكثر من 152 مليون عميل في 190 بلداً وتتعامل بـ 164 عملة. وأبلغ خواجة رئيس الجمهورية وضع إمكانات مؤسسته وخبراته بتصرف لبنان لتنفيذ مشاريع استثمارية مماثلة، ضمن توجّه رئيس الجمهورية بالاستفادة من الطاقات الاغترابية.

ونوّه الرئيس عون بجهود خواجة وبالإنجازات التي حققها والتي استحق عليها عدداً من الجوائز العالمية، مؤكداً أن لبنان يتطلع الى مساهمة جميع أبنائه المنتشرين في العالم بعملية إعادة النهوض التي بدأت وكذلك في دعم اقتصاده من خلال الاستثمارات التي يمكنهم القيام بها.

ووقّع رئيس الجمهورية بعد ظهر أمس، مراسيم ترقية ضباط في الجيش وقوى الامن الداخلي والامن العام وامن الدولة والجمارك، من مختلف الرتب.

كذلك، وقّع عون مراسيم وضع ضباط على جدول الترقية خلال العام 2017. وقد حملت المراسيم الأرقام من 4 الى 21 تاريخ 30/12/2016، وهي آخر مراسيم يوقعها رئيس الجمهورية في العام 2016.

وعممت المديرية العامة لرئاسة الجمهورية مراسيم الترقيات مساء على الإدارات المعنية.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى