الأسد ومبعوث العبادي يؤكّدان أهمية التعاون والتنسيق بين سورية والعراق
استقبل الرئيس السوري بشار الأسد مستشار الأمن الوطني مبعوث رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي فالح الفياض، حيث أكّدا أهمية تضافر جهود جميع الدول في مكافحة الإرهاب، لأنّ مآل هذه الحرب سيرسم ليس فقط مستقبل شعوب المنطقة، بل سيكون له تأثيراته على شعوب العالم كافة، خصوصاً أنّ الإرهاب لا يعرف حدودا،ً ودليل ذلك الهجمات الإرهابية التي استهدفت العديد من الدول في المنطقة وخارجها.
ونقل الفياض للرئيس الأسد رسالة شفهية من العبادي، أكّد فيها على أهمية التعاون والتنسيق القائم بين سورية والعراق في حربهما ضدّ التنظيمات الإرهابية بمختلف مسمّياتها، وضرورة تعزيز هذا التعاون في الفترة المقبلة.
وجرى خلال اللقاء التشديد على أنّ الإنجازات التي تحقّقت في كلا البلدين في مجال الحرب على الإرهاب، والتي كان آخرها دحر الإرهابيّين من حلب وتقدّم القوات العراقية في الموصل، تمثّل بالتأكيد انتصاراً للشعبين الشقيقين، لأنّ العدو واحد وهو الإرهاب وإيديولوجيّته التكفيرية المدمّرة.
إلى ذلك، رأى رئيس لجنة الأمن القومي في مجلس الشورى الإيراني، علاء الدين بروجردي، أنّ دخول القوات التركية إلى سورية «جزء من أخطاء تركيا»، مشيراً إلى أنّ تأزّم الوضع الداخلي التركي «نتيجة للآثار السلبية لمواقف أنقرة» اتجاه الأزمة السورية.
وبينما اعتبر بروجردي أنّ انتصار حلب «مرحلة من مراحل الحرب «، قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إنّ أمن بلاده «يبدأ من حلب، وليس من غازي عنتاب»، مضيفاً أنّ تركيا «تتعرّض لهجوم مشترَك من قِبل التنظيمات الإرهابية»، وأنّ من يدعم الإرهاب «لا يهتمّ بالقضاء على «داعش»، بل بتحويل المنطقة إلى بحر من الدماء».
أردوغان أعلن أنّ «نزول تركيا إلى الساحة» أفسد خطط من يدعمون تنظيماً إرهابياً.
ومن المفترض أن تحضر طهران في مفاوضات آستانا بصفة ضامن ومراقب بموجب الاتفاق الثلاثي في موسكو، وفق بروجردي.
ودعت إيران تركيا، الخميس، إلى عدم «تعقيد الوضع أكثر» في سورية، وذلك ردّاً على تصريحات وزير الخارجية التركي الذي اتّهم حلفاء إيران بالوقوف وراء الخروقات للهدنة السارية في سورية.
وبُعيد اتفاق وقف إطلاق النار الذي دخل حيّز التنفيذ في 30 كانون الأول الماضي في سورية، اندلعت معارك عنيفة بين الجيش السوري وحلفائه من جهة، والمسلّحين من جهةٍ أخرى في وادي بردى خزان مياه دمشق، لإعادة المياه إلى ملايين المدنيين في العاصمة السورية.
وكشفت تغريدات لزعيم «جبهة النصرة» في وادي بردى بريف دمشق الغربي، المدعوّ أبو هاشم التلي القلموني ، وجود الجبهة في المنطقة ومسؤوليّتها عن قطع المياه عن دمشق.
وفي السِّياق، أكّد مصدر أمني رفيع في غرفة عمليات قوات حلفاء سورية تعليقاً على ما يجري في كواليس العلاقة بين الأتراك و«جبهة النصرة»، وما يجري الترتيب له في سورية وإدلب خاصة والسعي لترتيب الأوراق لمحادثات الآستانة، قائلاً إنّ «جبهة النصرة تتحضر لتنفيذ عدة هجمات في سعي منها لتقويض اتفاق الهدنة، والمعلومات تشير الى أن ذلك يتم بإيعاز تركي».
وصرّح المصدر تعليقاً على ما يجري في كواليس العلاقة بين الأتراك و«جبهة النصرة»، وما يجري الترتيب له في سورية وإدلب والسعي لترتيب الأوراق لمحادثات آستانا، أنّ «تركيا طلبت من المسلّحين تنفيذ هجمات متنوّعة في أماكن مختلفة للضغط على روسيا، والهدف هو الحصول على تنازلات من الروس في أستانا».
كما أوضح المصدر، أنّ الهدف التركي من تشجيع المسلّحين على الأعمال العدائيّة ضدّ النظام هو الضغط على روسيا للقبول بتحييد «جبهة النصرة» وشمولها في اتفاق الهدنة، مضيفاً أنّ المعلومات المؤكّدة تُشير إلى تواجد ضباط أتراك كبار في غرب حلب وفِي إدلب، وتنسيق عالي المستوى مع قيادات «النصرة»، وهناك تعاون مرتقب بين «داعش» و«النصرة» في سورية.
وأشار المصدر إلى أنّ الحلفاء في سورية ملتزمون وقف إطلاق النار وملتزمون بما تقرّره الدولة السورية، وأضاف: «ننظر بقلق إلى التطوّرات الأمنيّة في الكواليس».
من ناحيته، صرّح نائب وزير الخارجية السوري فيصل مقداد بعد استقباله وفداً كازاخياً، جاء لتقديم مساعدات إنسانية، بأنّه تمّ إبلاغ الوفد بأنّ الحكومة السوريّة وافقت على حضور مباحثات أستانا السورية – السورية من دون تدخّل خارجي.
وأضاف المقداد، أنّ سورية جادّة في إيصال هذه المباحثات إلى النتيجة المتوخّاة، ووقف آلة القتل المدعومة من تركيا وأوروبا والولايات المتحدة في إدارتها الحالية.