مختصر مفيد المطران كبّوجي والشيخ القسّام وسورية وفلسطين

للّذين لا يعلمون معنى سورية قلب العروبة النابض ولا معنى فلسطين البوصلة نصيحة بقراءة سيرة الشيخ عزّ اليدن القسّام ابن جبلة، والمطران هيلاريون كبّوجي ابن حلب، وكلاهما لم يكن مجرّد واعظ لأجل فلسطين، ولا متضامناً ولا رافعاً للصوت لأجل قضيتها فقط.

لقد حوّل الشيخ القسّام المسجد إلى ثكنة مسلّحة ومنبر المسجد إلى غرفة عمليات، وكان يحمل السلاح ليلاً لمواجهة عصابة المستوطنين التي تبني وتستعدّ لإعلان الكيان الصهيوني. وكان القسّام القائد لثورة 1936 بتقدّم صفوف المقاومين حتى اسنشهد… وكان المطران كبّوجي بعد سقوط القدس وهو مطرانها عام 1967 قد قصد بيروت والتقى بالراحل أبو جهاد القائد العسكري في حركة فتح على موعد مسبق، وقاد سيارته عبر الناقورة لملاقاته، وتفاهم معه على تنظيم وقيادة خلايا فدائية في القدس وفلسطين، وأقام لصمود الناس هناك دورة اقتصادية تمثّلت بالصناعات الحرفية الفولكورية، التي اتّخذها غطاء لزياراته المتكرّرة إلى بيروت. يحمل المنتوجات ويعود بالمال للنساء والأسَر، ويخبّئ السلاح والمنشورات ويقود التظاهرات والتحرّكات. وصارت كنيسته غرفة علمليات ومخبأ للفدائيين حتى اعتُقل عام 1974. ورافقته فلسطين إلى المعتقل والمنفى رافضاً إعلان التبرؤ من الفدائيين كشرط للإفراج عنه، حتى تم نفيه بوساطة فاتيكانية إلى روما لترافقه فلسطين حتى رحيله أمس.

هذه هي سورية… رحم الله القائدين الكبيرين… النصر لسورية وفلسطين..

ناصر قنديل

ينشر هذا المقال بالتزامن مع الزميلتين «الشروق» التونسية و«الثورة» السورية.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى