تساؤلات للسنة الجديدة
هل يصعب علينا نحن المواطنين العرب أن ننسى التذرّع بحكّامنا وتحميلهم مسؤولية في مكانها عن تردّي أحوالنا، وأن نفعل أمراً يخصّنا نحن، فنفعل ما يفعله الصهاينة وهم أكثر منّا يهتمون كثيراً كثيراً بأنانياتهم ومصالحهم، ويتخاصمون على ألف شأن وشأن، لكنهم يتعاهدون على أن يبقى كلّه دون مستوى العداوة، لأن الأولوية عندهم تهويد فلسطين، ورسم خطّ العداوات على أساسها الصديق الأقرب هو الأقرب لهذا العنوان، والعدو الأبعد هو الأشدّ بعداً عن هذا العنوان؟
من منّا يملك القدرة والأعصاب والعزيمة والصدقية واليقين والثقة بأنه يفعل العكس ويواظب على هذا الفعل، ولو لسنة واحدة، فيقول أنّ العام 2017 سيكون عنده عام فلسطين، ويمنح سنةً من عمره كلامياً فقط لفلسطين، لا يقدّم لها فيها سوى هذا الالتزام بألا يصادق ولا يعادي إلا عبر بوابتها ويواصل حياته العادية ويهتم لمصالحه وأنانياته وعشائريته وطائفيته وحزبيته وكيانيته، لكنه عندما يصل إلى العداوة أو الصداقة يسأل نفسه عن فلسطين؟
هذا ليس امتحاناً لحاكم عربي أو لمن نخاصمه لنستسهل الحكم عليه بالخيانة ونفرح، بل هو امتحان شخصيّ لكلّ منّا… هل نجرؤ على دخول بداية الاختبار وكم سنصمد على الخيار؟
فلنبدأ كلّ صباح ونكتب على رأس صفحتنا هنا «ستبقى فلسطين أولويتنا ليكون 2017 عام فلسطين نعادي من يعاديها ولو كان صديقاً ونصادق من يصادقها ولو خاصمنا… نفرح ونحزن ونغضب ونفرح ونعيش أيامنا وأناتياتنا وعصبياتنا وطائفياتنا وحزبياتنا ووطنياتنا معافاة كانت أم مريضة، لكننا سنبقي فلسطين بوصلة لصداقاتنا وعداواتنا».
هذا الاختبار سيكشف لنا سبب تفوّق الأعداء علينا… كم منّا سيصمد عملياً على مثابرة الكتابة فكيف مثابرة الفعل؟
سيعتبر الكثيرون الأمر رومنسية وشعراً لأنه يفضح حقيقة أن أكثر المثقفين ثقافة يعجزون عن فعل ذلك… أتعلمون لماذا؟ لأن فلسطين في العمق ليست أولويتهم، النصّ ينتظر أجوبتكم للراغبين بالسير في هذا الاختبار بمن فيهم من سيقرأونه بعد نهاية سهرتهم في الصباح.
كلّ سنة وأنتم بألف خير.