بروجردي التقى الرؤساء الثلاثة ونصرالله: الأمن في سورية ينعكس إيجاباً على أمن لبنان والمنطقة
أكد رئيس لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية في مجلس الشورى الإسلامي الإيراني الدكتور علاء الدين بروجردي ضرورة إيجاد حل سياسي للأزمة السورية من خلال حوار داخلي سوري سوري.
وفي إطار زيارة رسمية قام بها الى لبنان غداة عودته من دمشق، أشار بروجردي الى أن «هناك موقفاً مشتركاً لدى إيران ولبنان يرتكز على ضرورة توخي الطريق السياسي لمعالجة الأزمة في سورية وأن الأمن المستتب والمستقر في سورية، ينعكس ايجابياً على الأمن والاستقرار في لبنان وفي إيران والمنطقة بشكل عام».
في بعبدا
وبدأ بروجردي والوفد المرافق له زيارته من قصر بعبدا حيث التقى رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، بحضور السفير الإيراني في بيروت محمد فتحعلي. ونقل بروجردي الى الرئيس عون تحيات الرئيس الإيراني الشيخ حسن روحاني ورئيس مجلس الشورى الإسلامي علي لاريجاني ورغبتهما في تطوير العلاقات الثنائية بين البلدين في وجوهها كافة، ولاسيما منها العلاقات الاقتصادية، خصوصاً بعد انتخاب العماد عون رئيساً للجمهورية والتوافق الواسع الذي أظهرته القيادات اللبنانية حيال ذلك.
وعرض بروجردي للموقف الإيراني من التطورات الإقليمية عموماً والوضع في سورية خصوصاً، والجهود المبذولة لتحقيق حل سياسي للأزمة السورية يقوم على الحوار بين الأطراف السوريين والقضاء عليها.
وأعرب عن أمله في أن تؤدي المفاوضات المرتقبة في الآستانة إلى بلوغ الحل السياسي المنشود. وحمّل الرئيس عون المسؤول الإيراني تحياته الى الرئيس روحاني، مشدداً على ان «الاوضاع عادت الى طبيعتها في لبنان بعد الانتخابات الرئاسية، وأن التوافق بين اللبنانيين سوف يؤدي الى مزيد من الازدهار والطمأنينة، لاسيما أن لغة الحوار السائدة تهدف الى تقريب وجهات النظر في المواضيع المطروحة».
وأعرب الرئيس عون عن أمله في أن «تنجح الجهود المبذولة للوصول الى حل سياسي للازمة السورية بما يساعد على إيجاد حل لمأساة النازحين السوريين الذين بات عددهم في لبنان يقارب نصف عدد سكانه، ما انعكس سلباً على الوضعين الاقتصادي والأمني». وشدّد الرئيس عون على «أهمية العمل المشترك لمواجهة الإرهاب»، لافتاً الى «ما حققه لبنان من نتائج بفعل العمليات الاستباقية التي تقوم بها القوى العسكرية والأمنية اللبنانية».
في عين التينة
ثم توجّه بروجردي والوفد المرافق والسفير فتحعلي، الى عين التينة، حيث التقى رئيس المجلس النيابي نبيه بري، وقال بروجردي بعد اللقاء: «تناولنا خلال اللقاء مع دولته العلاقات الثنائية في مختلف المجالات ولا سيما في مجال التعاون والتنسيق بين المجلسين، إضافة الى استعراض التطورات السياسية المحلية والإقليمية. واستحوذ الملف السوري على جانب أساسي من المحادثات مع دولته في ضوء زيارتي الرسمية لسورية قبل مجيئنا إلى لبنان».
أضاف: «ولأن استتباب الأمن وتعزيز الاستقرار هو من الأهداف العليا التي تصبو اليها كل الدول ومنها الجمهورية الإسلامية الإيرانية ولبنان، فقد كانت وجهات النظر متطابقة عن ضرورة توحيد الجهود لمواجهة الارهاب والتطرف والتكفير للوصول في هذه المنطقة الى شاطئ الأمان. ونحن ما زلنا على رأينا الثابت بضرورة ايجاد حل سياسي للازمة السورية من خلال حوار داخلي سوري – سوري، ولهذا فقد شاركنا في اجتماع موسكو ورحبنا أيضاً بانعقاد الحوار السوري في الآستانة، لأننا نعتبر أن مثل هذه التحركات السياسية من شأنها أن تشكل مقدمات مفيدة وبناءة للوصول الى الهدف المنشود وهو تحقيق الحل السياسي للازمة السورية».
وأضاف: «ما يتعلق بالشق اللبناني، أعربنا لدولته عن سعادتنا الكبيرة للاستحقاق الهام الذي تحقق في لبنان أخيراً وتمثل بانتخاب رئيس جديد للجمهورية، ونأمل ونعول كثيراً على ان هذا العهد سوف يحمل معه الكثير من الإنجازات البناءة للبنان في مختلف المجالات. كما أعربنا عن تقديرنا للدور الوطني والحكيم والبناء الذي قام به الرئيس بري في إدارته الحكيمة للعمل البرلماني الذي أدّى في نهاية المطاف الى وضع حد للشغور الرئاسي وإنجاز الاستحقاق، كما ينبغي ويجب».
في بيت الوسط
ومن عين التينة انتقل المسؤول الإيراني والوفد المرافق الى بيت الوسط والتقى رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري، وبعد اللقاء، قال بروجردي: «عقدنا لقاء بناء وإيجابياً وطيباً مع الرئيس الحريري، وفي هذه المناسبة قدمنا له التهنئة والتبريك، على توليه رئاسة الحكومة اللبنانية الموقرة، وهنأنا من خلاله لبنان واللبنانيين على الإنجاز الكبير، الذي تحقق من خلال إنجاز الاستحقاق الرئاسي، كما قدمنا له التهنئة بالسنة الجديدة، ونقلنا له التحيات القلبية العطرة، من قبل النائب الأول لرئيس الجمهورية الإسلامية الإيرانية السيد جهانغيري».
أضاف «اما في ما يتعلق بالعلاقات الثنائية بين البلدين الشقيقين، فقد أعلنا عن الاستعداد الدائم والثابت والراسخ لدى إيران، لاغتنام الظروف السياسية المشرقة والإيجابية والبناءة، التي برزت في لبنان خلال هذه المرحلة، لنبني ونرتكز عليها من أجل تعزيز العلاقات الثنائية في مختلف المجالات. ونحن نعتقد أن هناك الكثير من الطاقات والإمكانيات الكامنة الموجودة، سواء لدى إيران أو لبنان، بالإمكان أن نعتمد عليها من أجل تعزيز العلاقات في مختلف المجالات، لا سيما الاقتصادية والتجارية بشكل خاص».
وتابع «ركز الرئيس الحريري خلال هذا اللقاء، على الدور القيّم والبناء، الذي يستطيع القطاع الخاص في كل من البلدين أن يقوم به، في مجال تحقيق هذا الهدف المنشود، كما تحدثنا حول مختلف التطورات الإقليمية، وحول استتباب الأمن في ربوع المنطقة، وحول آخر المستجدات على الساحة السورية».
وأردف «شعرنا خلال هذا اللقاء، بأن هناك موقفاً مشتركاً لدى ايران ولبنان الشقيق، يرتكز على ضرورة توخي الطريق السياسي لمعالجة الأزمة في سورية. ولا شك في أن الامن المستتب والمستقر في سورية، ينعكس إيجابياً على الأمن والاستقرار في لبنان وفي إيران والمنطقة بشكل عام».
وقال: «كانت وجهات النظر مشتركة مع دولته، بأن التصرّفات الشائنة والبشعة، التي تقوم بها المجموعات الإرهابية التكفيرية المتطرفة، لا تمتّ بأي شكل من الإشكال الى الدين الإسلامي الحنيف، لا من قريب ولا من بعيد. وكما يعرف القاصي والداني، فإن الدين الإسلامي الحنيف هو دين المحبة والسلام والتلاقي والتقارب والتكاتف بين الجميع. لذا فإن كل هذه التصرفات الشائنة، التي يقوم بها الإرهابيون، إنما تشوّه الإسلام وتوجه ضربة لصورته».
وأعرب عن أسفه «الشديد، أننا نواجه في الكثير من دول العالم الاسلامي المشكلات المستعصية، ونعتقد أن الطريق الامثل لمعالجة هذه المشكلات، هو تحلي قادة هذه البلدان بالعقلانية والمنطق والحكمة والدراية في مقاربتها وحل الأمور»، آملاً «في المستقبل القريب أن نرى المزيد من الخطوات الإيجابية والبناءة من قبل مسؤولي البلدين الشقيقين في الاتجاه، الذي يؤدي الى تعزيز التعاون الثنائي بين إيران ولبنان على مختلف الاصعدة».
..والتقى نصرالله
وقبيل مغادرته بيروت التقى رئيس لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية الإيرانية الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله في الضاحية الجنوبية وأجرى معه محادثات واستعرضا الأوضاع في لبنان والمنطقة.