مسؤولون وروحيّون عزّوا القيادة الإيرانية برفسنجاني: مقاوم عنيد وصعب للمشروع الصهيوني في فلسطين والمنطقة

بعث مسؤولون وشخصيّات سياسيّة وحزبيّة ودينيّة لبنانيّة إلى القيادة الإيرانية ببرقيات تعزية برئيس مجلس تشخيص مصلحة النظام في الجمهورية الإسلامية الإيرانية الشيخ هاشمي رفسنجاني، مشيدةً بدوره بدعم المقاومة في لبنان وفلسطين والوقوف إلى جانبها في أصعب الظروف.

وفي السياق، تقدّمت سفارة الجمهورية الإسلامية الإيرانية في لبنان في بيان، بـ«أحرّ التعازي إلى الإمام الخامنئي، وإلى عموم أبناء الأمة الإسلامية والشعب الإيراني وأحرار العالم، مقاومي الظلم والاستكبار والتكفير ودعاة الوحدة والمحبة والخير»، برحيل رفسنجاني الذي وصفته بأنّه أحد الأركان الأساسية للثورة الإسلامية في إيران، والابن المناصر للإمام الخميني والصديق الوفي للإمام السيد الخامنئي، ومن السابقين الذين سلكوا بكلّ فخر واعتزاز درب الجهاد والمقاومة، متحمّلاً مختلف المسؤوليات الجِّسام في خدمة الشعب الإيراني والجمهورية الإسلامية الإيرانية وقضايا الأمّة الإسلامية ووحدتها وعزّتها، وفي طليعتها قضيّة الأمة المركزية القضية الفلسطينية، داعماً لخطّ المقاومة وعن كلّ مظلوم ومستضعف في العالم.

وأعلنت السفارة فتح سجلّ التعازي، واستقبال السفير محمد فتحعلي وأركان السفارة المعزّين يومي الثلاثاء والأربعاء 10 و11 الحالي، من الساعة العاشرة حتى الأولى بعد الظهر، والخميس في 12 الحالي من العاشرة حتى الثانية عشرة ظهراً، في جمعية التخصّص والتوجيه العلمي- الرملة البيضاء.

عون وبرّي

وفي إطار التعازي برفسنجاني، أبرق رئيس الجمهورية ميشال عون عون إلى الرئيس الإيراني الشيخ حسن روحاني معزّياً، ومعتبراً أنّ «لبنان عرف فقيد الجمهورية الإسلامية لسنوات خلت، وقد كان داعماً لوحدة أبنائه وسلامة أرضه»، متقدّماً بالتعزية إلى أسرة الراحل والشعب الإيراني.

كما أبرق رئيس المجلس النيابي نبيه برّي إلى السيد الخامنئي معزّياً بوفاة رفسنجاني، وجاء في البرقية:

«بِاسمي وبِاسم مجلس النوّاب اللبناني، أقدّم لسماحتكم أحرّ التعازي بوفاة سماحة الشيخ حجّة الإسلام والمسلمين علي أكبر هاشمي رفسنجاني، أحد أعمدة ثورتكم المباركة والشخصيّة التي لعبت حتى اللحظة الأخيرة من حياتها أدواراً رئاسيّة وبرلمانية وحكومية، وكان على رأس أهم مؤسسة إيرانيّة لتشخيص مصلحة النظام.

إنّنا نتقدّم منكم بأحرّ التعازي بوفاة هذه الشخصية التي التقيناها غير مرّة، وكان شديد الاهتمام بلبنان وبناء وصنع سلامه. كما كان سماحته متابعاً للوقائع المتّصلة بفلسطين والمسألتين السوريّة والعراقية والوقائع اليمنيّة. إنّ الراحل الكبير كان شخصية ديمقراطية يتقبّل النتائج، وبقيَ حتى لحظات حياته الأخيرة يلعب دوراً في محاولة كسر مساعي حصار الجمهورية الإسلامية وإقامة جدار من العزلة حولها».

وبعث برّي ببرقيات مماثلة إلى الرئيس الإيراني الشيخ حسن روحاني، ورئيس مجلس الشورى الدكتور علي لاريجاني وعائلة الفقيد.

نصرالله

بدوره نعى الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله رفسجاني في بيان، جاء فيه: «إنّا لله وإنّا إليه راجعون … بالأمس فقدنا رجلاً كبيراً من عظماء هذه الأمّة، هو سماحة آية الله الشيخ أكبر هاشمي رفسنجاني، تغمّده الله بواسع رحمته، والذي كان لنا في المقاومة الإسلامية في لبنان وعلى مدى 34 عاماً راعياً وحامياً وداعماً وسنداً كبيراً، وأباً عطوفاً وحنوناً، ومدافعاً صلباً في جميع المراحل والظروف الصعبة».

وأضاف: «كما كان رحمه الله تعالى مؤمناً بالقضيّة المركزية للأمّة الإسلامية، قضيّة فلسطين والقدس، وحاملاً لرايتها، ومقاوماً عنيداً وصعباً للمشروع الصهيوني في فلسطين والمنطقة، وداعماً بالمطلق لشعب فلسطين وقضيّته ومقاومته وجهاده الدامي. ففلسطين وقضيّتها كانت حاضرة في نضاله الطويل أيّام حكم الشاه البهلوي المستبدّ، وبعد انتصار الثورة الإسلامية المباركة في إيران بقيادة الإمام الخميني قدّس سرّه ، وفي جميع مواقع المسؤولية التي تولّاها سماحته حتى الرحيل.

إنّنا في حزب الله، لن ننسى أبد الدهر مواقف سماحته إلى جانبنا في كلّ الميادين والمراحل، وهو الذي كان يفرح لفرحنا ويحزن لحزننا، ولم يتأخّر يوماً عن نصرتنا.

إنّني، وباسم قيادة حزب الله وجميع المقاومين وعوائل الشهداء والجرحى والمضحّين وجمهور المقاومة الإسلامية في لبنان، أتقدّم بأحرّ التعازي إلى سماحة الإمام القائد آية الله العظمى السيد الخامنئي دام ظلّه ، والى مراجعنا العظام دامت بركاتهم ، وإلى العائلة الكريمة لسماحة آية الله رفسنجاني رضوان الله عليه ، وللمسؤولين المحترمين في الجمهورية الإسلامية في إيران وللشعب الإيراني العزيز والشريف، وأسأل الله تعالى لشيخنا الكبير الرحمة وعلوّ الدرجات، ولجميع محبّيه الصبر والسلوان. له منّا دائماً كلّ الحب والتقدير والشكر والدعاء».

قبلان

كما نعى نائب رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى الشيخ عبد الأمير قبلان إلى المسلمين وفاة رفسنجاني «عن عمر شريف، قضى معظمه في خدمة الأمة الإسلاميّة ونصرة شعوبها، والعمل لما فيه إعلاء كلمة الدين، إذ كان الرّاحل الكبير علَماً من أعلام الأمة الإسلامية، وأسهم في انتصار الثورة الإسلامية في إيران وقيام الجمهورية الإسلامية الإيرانية، فكان أحد أعمدتها الكبار».

وتقدّم قبلان بأحرّ التعازي إلى مراجع الدين والحوزات العلميّة، ولا سيّما السيد الخامنئي والرئيس روحاني.

جنبلاط

ورأى رئيس اللقاء الديمقراطي النائب وليد جنبلاط في برقيّتين إلى الخامئني وروحاني، أنّه «كان للأدوار السياسية التي لعبها الرئيس الراحل التأثير الكبير في مجريات الأحداث داخل إيران وخارجها»، معتبراً أنّ «المناصب الرفيعة التي تولّاها الرئيس رفسنجاني في رئاسة البرلمان ورئاسة الجمهورية لولايتين متتاليتين في التسعينات، بالإضافة إلى رئاسة مجمع تشخيص مصلحة النظام، عكست الثقة التي كان يتمتّع بها من مختلف الأوساط والاتجاهات».

وأشار إلى أنّه عرف الرئيس الراحل «منذ سنوات طويلة، وربطتنا علاقة صداقة وودّ واحترام متبادل كانت تتيح لنا النقاش والتواصل في القضايا الإقليمية الهامّة». وتقدّم جنبلاط من أسرة الراحل ومن الشعب الإيراني بالتعازي والمواساة.

الداود

وقال رئيس جبهة النضال اللبناني العربي النائب السابق فيصل الداود في برقية إلى الخامنئي: «بأسى، تلقّينا خبر وفاة الشيخ أكبر هاشمي رفسنجاني، أحد قادة الثورة الإيرانية، مع مطلقها آية الله السيد الإمام الخميني، والذي تبوّأ فيها منصب رئيس الجمهورية فتقدّم بإيران نحو بناء الدولة وتطوّرها وتحديثها، وأرسى مفهوم الديمقراطية على الشورى والتشاركيّة، وساهم في بناء مؤسسات الدولة وطوّر الاقتصاد على قاعدة الإنتاج، ووضع الجمهورية الإسلامية على الخارطة الإقليميّة والدولية، وكانت فلسطين قضيّة الثورة الإسلامية، والتي قدّمها الإمام الخميني على أنّها الأولى بالاهتمام، فكان الفقيد أميناً على خط المقاومة وداعماً لها في فلسطين ولبنان».

علماء وأحزاب

وأبرق «تجمّع العلماء المسلمين» إلى الخامنئي، و روحاني، ووزير الخارجية محمد جواد ظريف، ومدير مكتب الخامنئي الدكتور علي أكبر ولايتي، ورئيس منظّمة الطاقة النووية الدكتور علي أكبر صالحي، ورئيس مجلس الشورى الدكتور علي لاريجاني، ورئيس لجنة الثقافة في البرلمان ومستشار الخامنئي الدكتور غلام حداد عادل، ورئيس «المجمع العالمي لأهل البيت» الشيخ محمد حسن أختري، وأمين عام «مجمع التقريب بين المذاهب» الشيخ محسن الأراكي، وسفير الجمهورية الإسلامية الإيرانية في لبنان محمد فتحعلي والشيخ محمد علي التسخيري، معزّياً بوفاة رفسنجاني.

وممّا جاء في البرقيّة: «لقد كان سماحة الشيخ رحمه الله أخاً كبيراً وصديقاً عزيزاً لتجمّع العلماء المسلمين، وكنّا في كلّ مرة نزوره نستمع لتوجيهاته خاصة في مجال الدعوة للإسلام المحمدي الأصيل ونبذ الفتنة ونشر فكر الوحدة الإسلامية. لقد كان في كلّ لقاءاتنا يؤكّد ضرورة رفد المقاومة بكلّ عناصر القوة، وأنّ دور العلماء في ذلك من خلال شحذ الهمم وتبيان شرعيّة المقاومة هو دور أساس وداعم لها، وقبل انتصار المقاومة كان يؤكّد في كلّ مرة أنّ الانتصار أمر حتمي، خاصة مع مقاومة وطّنت النفس على الجهاد والتضحية».

وقال الشيخ عفيف النابلسي في برقيّة إلى الخامنئي: «نحن في لبنان عرفنا هذا الرجل الكبير وتفانيه بدعم المقاومين وخدمة المستضعفين من أهلنا، حتى منَّ الله علينا بنصر مؤزّر على الصهاينة الغزاة».

وأشاد رئيس جمعية «قولنا والعمل»، الشيخ أحمد القطان، في برقيّتين إلى الخامنئي وفتحعلي بالدور الهامّ والإنجازات التي تحقّقت في عهد رفسنجاني، وسائلاً المولى أن «يتغمّده بواسع رحمته، ويلهم ذويه الصبر والسلوان».

كما أبرق السيد علي فضل الله إلى القيادة الإيرانية معزّياً.

و أبرق رئيس «حزب الوفاق الوطني» بلال تقيّ الدين إلى الرئيس روحاني معزّياً برفسنجاني، وقال: «من أهمّ صفات هذا الرجل أنّه كان أحد أبرز رموز الثورة الإسلامية في إيران ومؤسّسيها، إلى جانب آية الله الخميني. ولقد سعى طوال حياته إلى المحافظة على مبادئ الثورة، وإعمار إيران وتطويرها وجعلها رقماً صعباً على الخريطة العالمية».

وأثنى تقيّ الدين على «الدور الذي لعبه الراحل في دعم حركات المقاومة في العالم العربي، ولا سيّما مناصرة القضية الفلسطينية ودعم المقاومة في لبنان والوقوف إلى جانبها».

كذلك أبرق رئيس «التنظيم القومي الناصري» سمير شركس إلى فتحلي معزّياً برفسنجاني.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى