وفد فرنسي يُطلع عون والحريري والراعي على أجواء جولته في المنطقة

أطلع وفد نيابي فرنسي برئاسة النائب تييري مارياني رئيس الجمهورية ميشال عون في حضور النائب سيمون أبي رميا، على أهداف جولة الوفد في عدد من دول المنطقة.

وخلال اللقاء، دار حوار بين أعضاء الوفد ورئيس الجمهورية، اعتبر خلاله عون «أن عجلة الحياة السياسية في لبنان انطلقت بشكل جيد عقب انتهاء أزمة الشغور الرئاسي وتشكيل الحكومة الجديدة، آملاً أن يستمر التحسّن في مختلف القطاعات».

ورأى «أن لبنان نجح في تجنّب انعكاسات الأزمة السورية عليه، رغم بعض الآثار الجانبية خصوصاً مع بدايتها»، وأكد «أن لبنان يحفظ حدوده مع سورية والقوى الأمنية تعمل على منع تسرب الإرهابيين الى الداخل اللبناني»، لافتاً إلى «أن التدابير الاستباقية التي تقوم بها الأجهزة المختصة تحول دون قيام هؤلاء بتحقيق أهدافهم».

وقال: «نحن قلقون على المستوى العالمي، لأن الإرهابيين لا يعترفون بالحدود، وأهدافهم تطاول جميع الدول، وهم يريدون فرض شريعتهم على الجميع، إلا أنهم قبل أن يدركوا استحالة بلوغ أهدافهم، بصرف النظر عن قدرتهم على ذلك، فإنهم يلحقون الكثير من الأضرار. من هنا واجب الجميع توحيد الجهود من اجل القضاء على الإرهاب، الذي هو العدو المشترك الذي نواجهه».

وأضاف: «إن المسألة في غاية البساطة وتقتضي الإجابة عن سؤال واحد: ماذا نخسر إذا ربح الإرهاب؟ بالطبع لا نخسر الوجود المسيحي فحسب في الشرق، إنما سيكون الأمر أشمل ليصل إلى حد نهاية حضارة ومحو كل ما يقوم على أساس احترام الحق في الاختلاف والتنوع. ومن الضروري أن يكون الجميع على بينة من الأمر لأن الانفصام كان كبيراً بين ما تناقلته وسائل الإعلام والواقع».

وأشار إلى أننا «نتطلع إلى حل سياسي للأزمة السورية وعودة النازحين السوريين إلى ديارهم»، مشيراً إلى «وجود مناطق آمنة في سورية في الوقت الراهن ومن المناسب إطلاق العمل على عودتهم منذ الآن».

واعتبر رئيس الجمهورية أن «العلاقات اللبنانية – الفرنسية تمتدّ إلى مئات السنوات ونحن نتشارك وفرنسا قيماً عدة، كما أننا بلدان من ضفتي حوض المتوسط، والبحر يشكل بالنسبة الينا وسيلة تواصل، ونريد العمل من أجل مواصلة هذه العلاقات وتوطيدها وإغنائها، رغم هيمنة واضحة لقوى عظمى». وأمل إعادة إحياء الحوار الأورو-متوسطي ضمن الواقع الحالي، وإعادة بناء ما تم تهديمه، وإعادة النظر في ما هو قائم راهناً وبناء مبادئ جديدة للعلاقة.

واستقبل رئيس الحكومة سعد الحريري الوفد النيابي الفرنسي برئاسة النائب تييري مارياني، بحضور النائب عاطف مجدلاني، وكان عرض لآخر تطورات الأوضاع على الساحة الإقليمية

كما زار الوفد الفرنسي الذي ضم أعضاء الجمعية الوطنية الفرنسية وهم: تييري مارياني، نيكولا دويك وجان لاسال، اضافة الى مجموعة من الناشطين في الشأنين الديني والاجتماعي برئاسة النائب عن منطقة الشرق الأوسط وافريقيا آلان مارسو، البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي في الصرح البطريركي في بكركي، وكانت مناسبة استمع فيها الوفد إلى وجهة نظر الراعي في جملة من المواضيع المحلية والإقليمية والدولية.

بعد اللقاء، أكد مارسو أنه «لم يكن برفقة الوفد أثناء زيارته مدينة حلب ودمشق، ولكنه اليوم تشرف والوفد بزيارة غبطته لالتماس البركة والتحدث في شؤون عامة تتعلق بالوضع في المنطقة وفي فرنسا»، مشدداً على «أهمية هذا اللقاء الذي تمّ فيه تبادل وجهات النظر حول مستقبل الشرق الأوسط ولا سيما مستقبل المسيحيين الذين يمرّون بأوقات صعبة جداً في هذه المنطقة من العالم، وهم يتعرضون لخطر كبير ظهرت نتائجه من خلال تراجع أعدادهم في أوطانهم الأصلية في هذا الشرق».

وشددت عضو الجمعية الوطنية الفرنسية فابيان بلينو من جهتها على «العلاقة التاريخية العريقة التي تربط فرنسا بلبنان»، مؤكدة «ان التزام فرنسا اليوم بلبنان وسورية هو على قدر كبير من الأهمية لا سيما لناحية وقوفها الى جانب المسيحيين في هذا الشرق».

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى