أوباما مودعاً: أميركا الآن أقوى مما كانت
استعرض الرئيس الأميركي باراك أوباما في خطابه الوداعي أمس، إنجازاته التي حققها خلال فترة رئاسته التي امتدت ثماني سنوات، ضمن ولايتين متعاقبتين، معتبرا أنه يترك الولايات المتحدة أقوى مما كانت عليه عند تسلمه رئاستها. فيما انتقدت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا، بشدة، إدارة أوباما، قائلة إنه يتخذ في الأيام المتبقية له قرارات مدمرة للعالم.
وقال أوباما في مستهل كلمته: إذا قلت لكم قبل ثماني سنوات بأن أميركا ستعكس اتجاه حالة الكساد الاقتصادي وإننا سنفتح فصلا جديدا مع الشعب الكوبي وإننا سنضع حدا لبرنامج إيران النووي للتسلح، من دون إطلاق رصاصة واحدة وإننا سنقضي على العقل المدبر لهجمات الحادي عشر من أيلول ، إذا قلت لكم كل ذلك، لربما قلتم إن تطلعاتنا كانت عالية أكثر مما يلزم، لكن ذلك ما قمنا به، إن أميركا هي في وضع أقوى الآن أكثر مما كانت عليه حين بدأنا.
وأوضح أن خلق الوظائف وإصلاح التأمين الصحي وتصفية أسامة بن لادن أهم إنجازاته. ولم ينس في خطابه التطرق إلى التغير المناخي، مؤكدا أن إنكار هذه الحقيقة العلمية هو «خيانة للأجيال المقبلة».
وشكر مواطنيه على الدعم الذي قدموه له، مؤكدا أن الولايات المتحدة هي اليوم «أفضل وأقوى» مما كانت عليه عندما اعتلى السلطة، داعيا الأميركيين في الوقت نفسه، إلى الوحدة «أيا تكن اختلافاتنا»، مع إقراره في الوقت نفسه، بأن العنصرية لا تزال «عاملا تقسيميا» في المجتمع الأميركي.
وفي نهاية خطابه عدل شعاره الشهير، الذي أطلقه في حملته الانتخابية قبل ثماني سنوات «نعم نستطيع»، إلى «نعم، نحن فعلنا ذلك».
وشكر أوباما نائبه جو بايدن، على الفترة التي قضاها في العمل معه. وحذر من إضعاف قيم الديمقراطية، التي تؤدي لنشوب حروب أهلية ودولية. ومن خطر «الإسلاميين المتشديين» والأنظمة الاستبدادية في العالم. وبأنهم أكثر خطورة من «سيارة مفخخة أو صاروخ». وقال إنهم «يعتبرون أن الديمقراطية والمجتمع المدني تهديدا لكيانهم ووجودهم».
وقال إن الإرهابيين لم يهاجموا الولايات المتحدة خلال فترته الرئاسية وتخلي إدارتها عن التعذيب، فضلا عن سعيها إلى إغلاق معتقل غوانتانامو، مضيفا، أن بلاده تمكنت من القضاء على عشرات الآلاف من الإرهابيين بمن فيهم أسامة بن لادن، فضلا عن الجهود الراهنة في مواجهة الإرهاب والمتمثلة بـ«التحالف الدولي» الذي يواصل حربه على تنظيم «داعش»، مؤكدا أن التحالف تمكّن من تحرير نصف الأراضي من سيطرة تنظيم «داعش» وتصفية العديد من قادته وعناصره.
وأعلن أوباما أن نفوذ روسيا والصين على الساحة الدولية، لا يمكن أن يقارن بنفوذ الولايات المتحدة «طالما تدعم واشنطن القيم العالمية بقوة كالديمقراطية وحقوق الإنسان». وقال: لا يمكن مساواة منافسينا الصين وروسيا مع الولايات المتحدة، من حيث مدى نفوذها في العالم، إلا إذا تخلينا عما نمثله وتحولنا إلى مجرد بلد كبير آخر يخيف جيراننا الأصغر.
من ناحية ثانية، كتبت زاخاروفا في حسابها على موقع «فيسبوك» للتواصل الاجتماعي، أمس: «أقرأ كل يوم أنباء واردة من واشنطن حول فرض عقوبات جديدة على روسيا وتوريد منظومات محمولة للدفاع الجوي إلى سفاحين في سورية. وهي خطوات عديمة الجدوى تماما، لكنها خطوات ضارة في كل مجالات السياسة الخارجية».
وأضافت: «خلق الله العالم خلال سبعة أيام، وتبقى لإدارة أوباما فترة أطول بيومين لتدميره».
وكانت زاخاروفا علقت الثلاثاء على انتقادات وجهها وزير الدفاع الأميركي، أشتون كارتر، إلى روسيا حول دورها في محاربة تنظيم «داعش»، قائلة: «حسب منطق العسكريين الأميركيين، تعد روسيا مذنبة لأنها لا تصلح الأخطاء الأميركية». واعتبرت تلك التصريحات «سخافة كارثية».