واشنطن… اختبارات السرّ والعلن!
فاديا مطر
مع اقتراب موعد رحيل الإدارة الأميركية الحالية، المتهالكة بفعل الفشل الذي توزع بين السياسة الخارجية والداخلية وعدم القدرة على تحميل الملفات على قواعد الترتيب والحلّ، تصل بعض المستجدات إلى قائمة الانتظار والبحث، فالإدارة الأميركية الجديدة تحاول إعادة نسج ما تبقى من خيوط مع موسكو، لتشابكها بعناية مع الساحات السورية والعراقية والعلاقة مع موسكو وطهران.
فموسكو التي بدأت بحصاد موسمها بعد تحرير مدينة «حلب»، بيد الجيش العربي السوري. وما حمله هذا التحرير من رسائل إقليمية ودولية، أصبحت على ضفاف فكفكة وربط الشيفرات الأقليمية، التي بدأت تخسر حجارتها «التركية» التي تؤسس لقاعدتها. وهو ما قد يجعل مفاوضات أستانة توجد نصف الحل، ليبقى الباقي في محاكاة الميدان السوري العراقي ولتبقى العلاقات الساخنة الإيرانية – الأميركية قيد التبريد، خصوصا لجهة أهميتها بالنسبة للعلاقة مع كل من دمشق وموسكو. فإدارة «ترامب» المدفوعة «إسرائيلياً»، تحاول التجذيف بقارب يعوم على الكثير من المعاد ت المتغيّرة في المنطقة العربية. وتواجه التخلي الأوروبي المستمرّ، لتكون أمام ضغوطات جمّة ربما تعيد إنتاج تحالفات لم تكن بالحسبان وسقوط لأعمدة راهنة. فالعلاقة السورية – الإيرانية باتت أكثر صلابة. وهي مقياس موسكو في التعامل المقبل. فهل واشنطن الجديدة ستصل إلى حلول ناجعة في المعضلات؟ أم أنّ ما يقال عن تصادم إيراني – أميركي قد يقود بعض المعوقات الى الحلّ مع روسيا؟
هذا في حال أجهضت إدارة ترامب الملف النووي ا يراني وطبقت النصائح «الإسرائيلية» في هذا الصدد. وأعادت ميزان ردّ الفعل الإيراني، إلى مربعه الأول، بعد دخول الملف الإيراني النووي سوق العمل والاقتصاد وتوازن الرعب والعلاقات الأوروبية والدولية. وهو ما سيكون وبالاً على الإدارة الأميركية الجديدة وخسارتها لساعات عمل ومصالح كثيرة، لتعيد الميزان الإيراني لتوازنه. وهو في الوقت ذاته، ما سيحمل أوزاناً كثيرة على العلاقة مع موسكو والمجتمع الدولي. وهو ما تتمناه إدارة أوباما ضمنياً، لإبراز الفشل والتصدّع في إدارة ترامب الجمهورية الجديدة، أمام ما يستحق عليها من ملفات مؤجلة بحاجة الى إعادة تدوير زواياها وتقديم تناز ت، ربما تعادل ما يفوق الملف النووي ا يراني، فأيّ ا سودين أفضل؟ أم أن سبحة التناز ت الأميركية ستبدأ من الساحة السورية و تنتهي بالعلاقة مع طهران؟!
ربما تعيد واشنطن الجديدة معاد ت «الناتو» المعدلة «إسرائيليا» الى واجهة الأحداث، خصوصاً مع فقدانها الحليف التركي نسبياً وتشظي العلاقات الخليجية معها، مع قدوم منظمة أممية، ربما تعتمد الو ء القديم بكامله لواشنطن – ترامب، لتبقى الأيام المقبلة محمّلة بالمفاجآت التي تدرسها العقول في السرّ وتراقبها العيون في العلن!