تحرير أحياء «7 نيسان» و«المالية» و«الصديق» شرق الموصل
قال وزير الدفاع التركي، فكري إشيق، إنّ بلاده ستبحث مع العراق وجود القوات التركية في معسكر بعشيقة قرب الموصل، بعد تطهير المنطقة من تنظيم «داعش»، وإنّه سيتمّ حلّ هذه المسألة بطريقة ودّية.
وأضاف في تصريحات أُذيعت على الهواء مباشرة، أمس، بمدينة كريكالي إلى الشرق من العاصمة أنقرة، أنّ «تركيا تحترم سلامة ووحدة أراضي العراق، ووجود قوّاتنا في بعشيقة ليس اختياراً لكنّه ضرورة».
وتابع قائلاً إنّ القوات التركية بالعراق قامت بمهمّة ناجحة، وقتلت أكثر من 700 من مقاتلي تنظيم «داعش».
ميدانيّاً، أعلنت قوّات مكافحة الإرهاب العراقية، أمس، السيطرة على أكثر من 80 بالمئة من شرق الموصل شمال البلاد، بعد تحريرها من تنظيم «داعش».
وصرّح صباح النعمان، المتحدّث بِاسم القوات لوكالة «فرانس برس»: «يمكننا القول إنّنا استعدنا 80 إلى 85 » من الجانب الشرقي للمدينة، علماً أنّ مكافحة الإرهاب تُعدّ من أهمّ القوات التي تقاتل التنظيم.
من جهته، أعلن قائد عمليات «قادمون يا نينوى» عبد الأمير يارالله، الأربعاء، تحرير أحياء «7 نيسان» و«المالية» و«الصديق» شرق الموصل، وبذلك تقلّصت المساحة التي يسيطر عليها التنظيم شرق المدينة إلى بضعة مناطق.
وتواصل قوات عراقيّة بدعم من التحالف الدولي عملية استعادة السيطرة على كامل الموصل من «داعش»، لكنّ المعارك أصبحت أكثر صعوبة بسبب استماتة التنظيم داخل المدينة ووجود مئات الآلاف من المدنيّين.
وحقّقت القوات العراقية خلال الأسبوعين الماضيين تقدّماً، حيث استعادت السيطرة على مناطق جديدة والوصول لأوّل مرة إلى نهر دجلة، الذي يقع في وسط المدينة ويقسمها إلى شطرين، ومن المنتظر استعادة السيطرة على منطقة جامعة الموصل.
ولا يزال القسم الغربي من الموصل، حيث توجد المدينة القديمة، تحت سيطرة التنظيم بشكلٍ كامل، ومن المتوقّع أن تواجه القوات العراقية صعوبات أكبر هناك.
من جهةٍ أخرى، شهدت المحاور الأربعة للعمليات في الجبهة الشرقية لمركز الموصل النشاط الأكبر والأهم. في المحور الجنوبي الشرقي تقدّمت قوات الردّ السريع والشرطة الاتحادية بدعم من الفرقة التاسعة المدرّعة، وبسطت السيطرة على حيّي الساهرون وجديدة المفتي، كما قامت بتأمين حيّي دوميز وفلسطين، وهي أحياء كانت جزئياً تحت السيطرة خلال الأسابيع الماضية، ولم يتبقَّ لها للسيطرة الكاملة في هذه الاتجاه سوى حيّ يارمجة الشرقيّة ومنطقة 112، وتتحضّر لدخول حيّ يارمجة الشمالية لتحقيق تماس مع نهر دجلة. وفي المحور الشمالي، أطلقت قوّات الفرقة السادسة عشر هجوماً كبيراً بدعم مروحيّ للسيطرة على ما تبقّى من مناطق في حيّ الحدباء الذي تسيطر على ما يقرب من 30 في المئة من مناطقه، كما شارفت عمليّاتها في حيّ السابع من نيسان على الانتهاء بدعم من قوات مكافحة الإرهاب، وتحافظ قوات الفرقة على تماس مع «داعش» في أحياء الصديق والكفاءات الثانية والكندي.
وفي المحور الشرقي، استمرّت عمليات قوات مكافحة الإرهاب بِاتجاهين، الأول تمّ فيه تأكيد السيطرة على حيّ السكر وبدء عملية اقتحام حيّ الصديق، والثاني تمّت فيه السيطرة على حيّ الضباط الذي يحتوى على عدد من المبان الحكومية المهمّة، منها مجمع للاتصالات والبريد ومديرية كهرباء نينوى ومبنى هيئة الاستثمار، كما بدأت عمليّاتها انطلاقاً منه للسيطرة على حيّ المالية. وبالسيطرة على حيّ الضباط يتوسّع تماس القوات مع نهر دجلة، وهذا حدا بتنظيم «داعش» أن يفجّر الجسر الخامس لينضمّ إلى الجسر الرابع الذى تمّ تفجيره منذ أيام.
كما شهد يوم أمس نشاطاً كبيراً للطيران الحربي العراقي، فشنّ هجمات مكثّفة على تلعفر طالت مناطق السراي وحيّ السلام بجانب منطقتي الدواسة والغابات داخل مركز الموصل ومنطقة البوسيف جنوب الموصل، وتتجهّز قوات الحشد لبدء المرحلة السادسة من عمليّاتها بالتزامن مع عمليات ستنطلق قريباً من الجبهة الجنوبية تتقدّم فيها قوات الشرطة الاتحادية بِاتجاه مطار الموصل.