نقل السفارة الأميركية إلى القدس: خطوة طبيعية
كتبت أيال زيسر في صحيفة «إسرائيل اليوم» العبرية:
«المخرّب» الفلسطيني الذي نفّذ عملية الدهس يوم الأحد الماضي في «أرمون هنتسيف» في القدس لم يكن بحاجة إلى أيّ مبرّر لقتل ضحاياه. يمكن أن يكون قد تأثر من عمليات الدهس التي نفّذها «المخرّبون» الذين يؤيدون «داعش» في نيس وبرلين. ويمكن أن يكون قد تأثر من التهديد الذي يصدره محيط أبو مازن وهو أنه اذا تجرأ دونالد ترامب على نقل السفارة الأميركية إلى القدس فإن المنطقة ستشتعل.
يجب الاعتراف بأن المجتمع الفلسطيني المملوء بالتحريض في شبكات التواصل الاجتماعي والمؤسسات الرسمية لديه الدافع الأساس للإضرار بـ«إسرائيل» و«الإسرائيليين». ولا حاجة إلى الكثير من أجل حدوث ذلك. ظهور «داعش» كجهة راديكالية تجرّ وراءها الكثير من الشباب في العالمين العربي والإسلامي، يزيد من صعوبة هذا الواقع.
العملية في القدس جاءت بعد بضعة أيام على تحذير كيري ترامب بعدم نقل السفارة إلى القدس حتى لا يشتعل الشرق الأوسط كلّه.
يمكن أن يكون كيري لم ينتبه إلى أن المنطقة تشتعل منذ زمن. فهذه هي الحال في ليبيا وسورية واليمن والعراق. ولكن وزير الخارجية الأميركي اختار التركيز على الصراع «الإسرائيلي» ـ الفلسطيني وتكرار الاقوال أن مصدر المشكلات في المنطقة هو الصراع «الإسرائيلي» ـ الفلسطيني.
إن اقتراح كيري على ترامب عدم نقل السفارة إلى القدس لا لزوم له، ومن الأفضل لترامب تجاهله.
لماذا لا يوجد خطر في نقل السفارة الأميركية إلى القدس، ولماذا يمكن بيع خطوة كهذه للعالم العربي؟ لأن كل من له عقل في رأسه يعرف أن هذه الخطوة لن تغير أي شيء، ولن تغير مكانة المدينة والواقع فيها، وكذلك لن تغير المواقف الاساسية لواشنطن من الصراع في منطقتنا.
جميع المؤسسات الرسمية توجد في القدس، بما في ذلك منزل الرئيس و«الكنيست»، وكل شخص قام بزيارة «إسرائيل»، بمن فيهم الرئيس أوباما أو وزير الخارجية كيري، وصل إلى القدس والتقى فيها زعماء «إسرائيل». هل يستطيع أحد القول بشكل جدّي إن اللقاء في القدس بين الرئيس «الإسرائيلي» وبين أحد ضيوفه من الرؤساء هو أمر محظور من شأنه اشعال الشرق الأوسط؟
يستطيع ترامب نقل سفارته إلى القدس من دون خوف، والقول إن هذه الخطوة مطلوبة وطبيعية من أجل الاجابة على أحد الاسئلة الهامة المختلف عليها بين «إسرائيل» والفلسطينيين. ويفضّل أن تعرف واشنطن والمنطقة ايضاً أن الحديث هو عبارة عن اعتراف بالواقع الموجود الذي تسلم به مصر والاردن.
إن ما يمكن لترامب أن يتعلمه من كيري هو أن التردد والخوف هما تعبير عن الضعف ويسببان الضغط والرفض. وبوتين في المقابل، لم يطلب من العالم أن يكون متسامحاً مع أحد، لذلك يتم احترامه ولا أحد يهدّد بإشعال المنطقة ردّاً على خطواته وسياسته.