هل تقترب «القبرصيّتان» من التسوية التاريخية؟

انطلقت في جنيف برعاية إسبن بارت، المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة، المفاوضات الخاصة بتسوية مشكلة قبرص بين الرئيسين نيكوس أناستاسياديس ومصطفى أقينجي، والتي تستمر ثلاثة أيام. يعرض كلّ طرف مقترحاته بشأن تقسيم الأراضي ضمن نظام فدرالي مقترح للمنطقتين.

وتُجرى المفاوضات بمشاركة ممثّلين عن الدول الضامنة اليونان وتركيا وبريطانيا، وممثّلين عن الاتحاد الأوروبي. وتُشير مصادر مختلفة إلى تقارب كبير في مواقف الجانبين بشأن تسوية المسائل الرئيسة، التي تقسم الجزيرة إلى شطرين.

ويؤكّد الرئيسان القبرصيّان اللذان بدءا مفاوضات منذ 18 شهراً، أنّ هناك عدداً من المسائل التي لا يُستهان بها لا تزال عالقة، وقال أكينجي: «إنّ المحادثات المقبلة تشكّل «مفترق طرق»، وهي ضرورية «لتحقيق نتائج إيجابيّة، وليست مجرّد لقاءات»، معتبراً أنّ محادثات جنيف «لن تُسفر عن نتيجة نهائيّة، وعلينا أن نكون حذرين».

وأضاف أكينجي: «لسنا متشائمين، لكن يتعيّن علينا أن لا نفترض بأنّ كلّ شيء انتهى، نتوقّع أسبوعاً صعباً».

وبدوره، اعتبر مبعوث الأمم المتحدة الخاص إلى قبرص اسبن بارث إيدي، أنّ «التوصّل إلى اتّفاق يُنهي النزاع في قبرص سيكون صعباً، لكن هناك إمكانيّة حقيقيّة لتكون 2017 هي السنة التي سيقرّر خلالها القبارصة أنفسهم طيّ صفحة من التاريخ».

من جهةٍ أخرى، تجمّع عشرات القبارصة اليونانيّين والأتراك في العاصمة نيقوسيا تحت شعار «مستعدّون للعيش معاً»، في تظاهرة أطلق عليها المنظّمون تسمية العدّ العكسي نحو السلام.

هذا، واستمرت المفاوضات لتسوية المسألة القبرصيّة منذ أكثر من خمسين سنة. وليس هناك مسائل لم تُناقش خلالها. وحاليّاً، يرغب الأتراك القبارصة، الذين لديهم دولة غير معترَف بها، في استعادة حقوقهم في إطار الجمهورية، كلّ هذا يصطدم بالمسألة الرئيسة كم ستكون وطيدة دولة من شطرين؟

يجب على الجانبين تجاوز الاختلافات بشأن المسائل الأمنيّة، والأرض والضمان والممتلكات. وحتى إذا تمّ رفع الأسوار، فستبقى الحواجز النفسيّة، وبالطبع لا أحد يريد فقدان مواقفه.

لا حرب ولا سلام في قبرص، بل مفاوضات طويلة لا نهاية لها. وبالرغم من اقتراب الجانبين من التسوية التاريخية، بَيد أنّها قد تكون مجرّد رؤية.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى