هل يشهد عام 2017 اقتلاع «داعش» من سورية والعراق؟
حميدي العبدالله
اتفاق وقف العمليات في سورية الذي تمّ التوصل إليه بين روسيا وتركيا، إذا ما تمّ احترامه والالتزام به، وهو احتمال قائم في ضوء ثلاثة عوامل هي أولاً التحوّلات الميدانية التي شهدتها سورية في عام 2016 ولا سيما في حلب، وريف دمشق وريف اللاذقية، حيث تغيّر توازن القوى في غير مصلحة المسلحين الذين يقاتلون الدولة السورية، وثانياً في ضوء المخاطر التي بدأت تهدّد تركيا جراء الفوضى المسلحة التي تنتشر بشكل أساسي على الحدود السورية التركية، في ظلّ وجود قوى جديدة متصارعة يصعب ضبطتها وتوجيهها في الوجهة التي تخدم السياسة التركية، أو الغربية، وثالثاً وصول إدارة أميركية جديدة قد تتعاون مع روسيا في مكافحة الإرهاب وإعطاء الأولوية لإلحاق الهزيمة بتنظيم داعش.
إذا تمّ احترام اتفاق وقف العمليات الذي يستثني التنظيمات الإرهابية، بما في ذلك جبهة النصرة والتنظيمات التي لا تلتزم الاتفاق، فمن شأن ذلك أن يحرك جزءاً من القوات المسلحة السورية للتوجه إلى مناطق سيطرة داعش للعمل على تحرير هذه المناطق، ولعلّ تدمير داعش منشآت حقل حيان الغازية شرقي حمص دليل على قناعته بأنّ هجوماً وشيكاً سيتمّ تنفيذه من قبل الجيش السوري لتحرير هذه المنطقة بصورة نهائية.
يتزامن هذا الهجوم المتوقع والذي قد لا يتوقف قبل استعادة دير الزور وفك الحصار عن المدينة، والتوجع إلى محافظة الرقة مع قرار عراقي بتحرير كامل الأراضي العراقية الواقعة تحت سيطرة داعش وصولاً إلى الحدود السورية، وقياساً على ما حققته القوات العراقية من عام 2016، حيث نجحت بتحرير مدن الرمادي والفلوجة وتكريت وأقضية كثيرة في محافظات صلاح الدين والأنبار، وما حققته حتى الآن في محافظة نينوى، بما في ذلك داخل مدينة الموصل، فإنّ احتمال سيطرة القوات العراقية على الحدود بين سورية والعراق، واجتثاث معاقل داعش داخل العراق هو احتمال مرجح، لا سيما إذا وضع الرئيس الأميركي دونالد ترامب وعوده الانتخابية موضع التنفيذ، حيث كان يعيب على إدارة أوباما أنها لم تكن حازمة في مواجهة داعش، واستعداده للتعاون مع روسيا من أجل إلحاق الهزيمة الكاملة بهذا التنظيم الإرهابي.
لا شك أنّ هذه التطورات والتحوّلات الميدانية، وما يترتب عليها من تحوّلات سياسية، إقليمية ودولية، يرشح عام 2017 ليكون عام اجتثاث داعش من سورية والعراق.