استنكار واسع لإعدام سلطات البحرين ثلاثة شبّان: قرار جائر سيقود البلد إلى مستقبل مجهول يهدِّد الاستقرار في المنطقة
استنكر علماء و أحزاب إعدام السلطات البحرينية ثلاثة شبّان، معبّرين أنّ هذه العملية سوف تُطيح أيّة فرصة لإيجاد حلول سياسية للأزمة في البحرين، وتقود البلاد نحو مستقبل مجهول بما يهدّد الاستقرار في البحرين نفسها وفي المنطقة كلها، ودعوا إلى تنظيم نشاطات وفعّاليات لرفع الصوت عالياً ضدّ هذه الجريمة النكراء والدعوة إلى إطلاق سراح معتقلي الرأي من سجون النظام البحريني، وإلى دعم شعب البحرين حتى تحقيق مطالبه.
صالح
وفي السِّياق، اعتبر الأمين العام للمؤتمر العام للأحزاب العربية قاسم صالح في بيان، تنفيذ حكم الإعدام الموقّع من ملك البحرين «يشكّل جريمة تصعيديّة من الطغمة الحاكمة لدفع الحراك السلمي إلى العنف، بعد الإجراءات القمعية التي مارستها، والمتمثّلة بحلّ جمعية الوفاق وسجن أمين عام الجمعية الشيخ علي سلمان وزميليه إبراهيم شريف وفاضل عباس وإسقاط الجنسية عن المرجع الشيخ عيسى قاسم وزجّ مئات الناشطين في السجون».
أضاف: «ويأتي تنفيذ الحكم الجائر بهذه السرعة لترهيب أبناء البحرين، الذين رغم مرور حوالى الست سنوات على حراكهم السلمي ورغم قمع السلطات وقوات درع الجزيرة لم يتراجعوا ولم يستكينوا، بل استمرّوا بتحرّكهم وسيواصلون هذا التحرّك حتى تحقيق كامل أهدافهم في الحرية والديمقراطية والمشاركة.
إنّ الأمانة العامّة إذ تُدين هذه الجريمة البشعة غير المسؤولة، فإنّها تدعو الأمم المتحدة وجمعيات حقوق الإنسان إلى إدانة هذا الفعل الإجرامي الذي يتنافى مع القوانين والشرائع الدولية، وإلى إحالة العائلة الحاكمة إلى المحكمة الجنائيّة الدولية لمحاسبتها على ما ارتكبته طيلة ست سنوات من انتهاكات وقتل وأسر وقمع بحق الشعب البحريني الأعزل.
وتدعو الأمانة العامّة القوى والأحزاب إلى تنظيم نشاطات وفعاليات لرفع الصوت عالياً ضدّ هذه الجريمة النكراء، والدعوة إلى إطلاق سراح معتقلي الرأي من سجون النظام البحريني، وإلى دعم شعب البحرين حتى تحقيق مطالبه المحقّة».
حزب الله
وأدان «حزب الله» الجريمة «التي تمثّلت بإعدام ثلاثة شباب أبرياء باعتراف العديد من المنظمات الدولية، التي اعتبرت أنّ ما حصل هو قتل خارج القانون».
وقال في بيان: «إنّ هذه الجريمة التي يتحمّل مسؤوليتها النظام البحريني والأنظمة العربية والدول الغربية التي تقدّم له الدعم والحماية، هي جزء من الجريمة الكبرى التي يرتكبها هذا النظام بحق الشعب البحريني، من خلال مصادرة حقوقه القانونية والمدنية وفرض حالة من الإرهاب والقمع، وصولاً إلى القتل الممنهج في السجون بالتعذيب ومن ثمّ بالإعدام».
أضاف «أنّ الصمت المطبق الذي يعمّ العرب والعالم إزاء هذه الجرائم، وتواطؤ وسائل الإعلام في تغييب هذا الإهدار لحياة الناس وكراماتها على أيدي النظام البحريني، يجب أن يكون محلّ إدانة واستنكار كلّ القوى الحيّة في مجتمعاتنا وفي أمّتنا، ويجب أن يقابله أوسع حملة تضامن من الأصوات الحرّة مع هذه الدماء البريئة ومع تضحيات الشعب البحريني المظلوم، لإيصال صوته المقموع وكشف فظاعة الممارسات التي تُرتكب بحقّه. لقد باتَ من الواضح أنّ عملية الإعدام هذه سوف تُطيح أيّ فرصة لإيجاد حلول سياسية للأزمة في البحرين، وسوف تقود البلاد نحو مستقبل مجهول بما يهدّد الاستقرار في البحرين نفسها وفي المنطقة كلّها».
وختم: «إنّنا في حزب الله، إذ نقدّم أحرّ مشاعر العزاء لأهالي الشهداء الثلاثة، وللشعب البحريني المكلوم وقيادته الصابرة الواعية، فإنّنا على يقين بأنّ هذا الشعب سيواصل نضاله حتى تحقيق كلّ المطالب المشروعة والمحقّة التي ينادي بها منذ سنوات».
قبلان
ورأى نائب رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى الشيخ عبد الأمير قبلان، أنّ «قرار الإعدام فاقمَ من حدّة الأزمة السياسيّة في البحرين الشقيق ليدخله في دائرة الشغب والاضطراب، ما يحمِّل السلطة المسؤولية الكاملة عن تداعياته، وعليها أن تتراجع عن إجراءاتها التعسّفية والقمعية بحق الشعب وقادته وعلمائه الذين يشكّلون ضمانة أساسية لحفظ البحرين واستقرارها».
وطالب حكومة البحرين بـ«أن تتصالح مع شعبها وتحاور المرجعيّات الدينية والسياسية، فتلتزم بالحوار كممرّ إلزامي للخروج من النفق المظلم الذي أدخلت فيه شعب البحرين الشقيق».
«تجمّع العلماء»
واعتبر «تجمّع العلماء المسلمين»، أنّ «المحاكمات الصورية التي أُجريت لهؤلاء الشهداء هي محاكمات غير عادلة، والقرار مُتّخذ فيها منذ البداية، ومع قوة الأدلّة التي قدّمها الدفاع ومنها إثبات وجود الشهيد السميع في وظيفته كمدرّس أثناء وقوع الحادثة المتهم بها، أصدرت المحكمة تنفيذاً لأمر السلطات الحكم الجائر بالإعدام».
ولفتَ إلى «أنّ هذا الإعدام الإجرامي يعني دخول الأزمة في البحرين مرحلة جديدة تستدعي الذهاب إلى مواجهة شاملة ومفتوحة من العصيان المدني إلى التصعيد في كلّ مجالات الصراع، وصولاً لتحقيق المطالب المشروعة للشعب المظلوم».
وسأل منظّمات حقوق الإنسان والمنظمات الدولية: «هل بقيَ لديك من ماء وجه وبقيّة حياء لتلتزمي بما تعلنينه من سعيك للحفاظ على حقوق الإنسان، فتبادري ولو لمرّة باتخاذ خطوات عملية للدفاع عن شعب البحرين المظلوم؟».
حمّود
وقال إمام مسجد القدس والأمين العام لاتحاد علماء المقاومة الشيخ ماهر حمّود، إنّ إعدام الشبّان الثلاثة «هو تصعيد خطير من قبل السلطات البحرينيّة، وهو عمل مجرم لا يمكن السكوت عنه».
و أكد أنّ الشعب البحرينيّ شعب محقّ، وله مطالب عادلة ومحقّة، ولا يجوز التعاطي معه بمثل هذه الطريقة، وهذا الأسلوب لن يوصل سوى إلى المزيد من التأزيم، خصوصًا أنّ هذا الشعب لطالما نادى بالسلميّة، وخرج في تظاهرات ومسيرات سلميّة للمطالبة بمطالب محقّة».
وأكد أنه «كان يمكن للسعوديّة أن توقف هذا العمل لو أرادت ذلك، وكان بإمكانها أن تمنع هذا الإعدام الظالم بحقّ هؤلاء الشبّان، لكنّها لسبب ما أصرّت على التصعيد، مع ما لهذا التصعيد من تداعيات خطرة على مجمل منطقتنا».
فضل الله
بدوره، أكّد العلّامة السيد علي فضل الله، أنّ «إقدام السلطات في البحرين على إعدام ثلاثة من المعتقلين السياسيّين لديها، وبهذه الطريقة التي لا يأخذ فيها المعتقل حقّه الطبيعي والعادل في الدفاع عن نفسه، يمثّل قراراً تصعيدياً وإذكاءً للأزمة في البحرين، وصبّاً للزيت على النار ودفعاً للأمور نحو الأسوأ».
وقال: «لقد دعونا مراراً السلطات في البحرين إلى اعتماد أسلوب الحوار مع شعبها وتجنيب البحرين خيارات ليست في مصلحة السلطة ولا الشعب هناك، ولكنّنا كنّا نُفاجأ دائماً بإسقاط منطق الحوار لمصلحة منطق التصعيد الذي كنّا ولا نزال نخشى من أن يُفضي إلى فتنة يدفع الجميع ثمنها دونما جدوى لأحد». وجدّد تأكيده «على السلطات في البحرين أن تسلك طريق الحكمة والتعقّل وترجع إلى مساحة الحوار مع شعبها، الذي أثبت أنّه في قمّة الوعي من خلال سعيه الدائم لحماية استقرار بلده، والتعبير عن مطالبه بسلميّة خالصة».
لقاء تضامني
إلى ذلك، دعا «التجمّع العربي والإسلامي لدعم خيار المقاومة» إلى أوسع مشاركة في اللقاء التضامني مع الشعب البحريني بعنوان: «اللقاء التضامني مع انتفاضة شهداء البحرين»، وذلك بعد غد الأربعاء الساعة الرابعة عصراً، في المقر الرئيسي- اوتوستراد السيد هادي نصر الله مقابل جسر الحازمية- المطار.