ترامب يصعّد صراعه مع الأستخبارات الأميركية

اشترط الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب، إمكانية التوصل إلى اتفاق مع روسيا بشأن تقليص الأسلحة النووية، مقابل رفع عقوبات واشنطن المفروضة عليها. في وقت تصعد فيه الصراع بين ترامب وأجهزة استخباراته، حيث صرّح مدير الاستخبارات المركزية الأميركية جون برينان، بأن محاولة ترامب مقارنة عمل أجهزة الاستخبارات الأميركية بأفعال قادة ألمانيا النازية، مثيرة للاستياء. فيما دعا سياسيون أميركيون سابقون ترامب إلى تنشيط التعاون مع المعارضة الإيرانية.

وقال ترامب في مقابلته، مع صحيفتي «Times» البريطانية و«Bild» الألمانية: «يجب على الناس أن يتفقوا بعضهم مع البعض الآخر« وأن يفعلوا ما يجب عليهم فعله، لكي يتصرفوا بشكل عادل». وتابع: «هناك العقوبات ضد روسيا. لنرى هل يمكن عقد صفقات جيدة مع روسيا. على سبيل المثال، أعتقد أن كمية الأسلحة النووية في العالم يجب أن تكون أقل، لا بد لنا من تقليصها بشكل ملحوظ. هذا من جهة. وهناك العقوبات وروسيا تعاني منها. وأظن أنه يوجد هنا شيء قد يؤدي إلى نتائج ستجعل كثيرا من الناس رابحين».

يذكر أن الرئيس الأميركي باراك أوباما أوعز يوم 13 كانون الثاني، بتمديد العقوبات التي فرضتها الولايات المتحدة على روسيا على خلفية الأزمة الأوكرانية، لمدة سنة إضافية.

من جهة ثانية، وصف ترامب حلف شمال الأطلسي بـ «المنظمة الهامة ولكنها المتقادمة»، لأن الحلف لم يعمل على حل قضية الإرهاب، بحسب تعبيره.

وقال في حديثه: «أنا تحدثت سابقا أن هناك مشكلات لدى حلف الناتو. المشكلة رقم واحد أن الحلف منظمة متقادمة، أسست قبل سنوات عديدة ولم تهتم بالإرهاب. المشكلة رقم اثنان الدول الأعضاء في الناتو لا تنفق ما يجب عليها أن تنفقه. بريطانيا تنفق. هناك 5 دول فقط تنفق ما يجب عليها أن تنفقه».

وكان ترامب، خلال حملته الانتخابية، وعد بإعادة النظر في التزامات الولايات المتحدة في إطار حلف شمال الأطلسي، إذا لم تزيد الدول الأعضاء الأخرى في «الناتو»، نفقاتها الدفاعية لغاية 2 في المائة من الناتج الداخلي، كما كان هو الحال في الوقت السابق.

وفي ما يخص أزمة الهجرة التي تعم القارة الأوروبية، قال ترامب، إن المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل ارتكبت «الخطأ الكارثي» عندما اتخذت قرارا بشأن قبول اللاجئين.

على صعيد آخر، قال مدير الاستخبارات المركزية الأميركية جون برينان لقناة «Fox News»: «أنا أعتقد أن مقارنة الهيئات الاستخباراتية الأميركية بألمانيا النازية، مثيرة للاستياء. وأشعر حيال ذلك شخصيا، باستياء عميق، لا يوجد لدى ترامب داع لاتهام أجهزة الاستخبارات بتسريب معلومات كانت حتى تلك اللحظة متاحة للجميع».

وكانت شبكة «سي إن إن» أفادت، نقلا عن معلومات، ادعت أنها حصلت عليها من مسؤولين أميركيين، بأن المؤتمر الخاص لقادة الأجهزة الاستخباراتية الأميركية في نيويورك، أطلع ترامب عن وجود أدلة مزعومة لدى الاستخبارات الروسية، لها طابع شخصي ومالي تشوه سمعة الرئيس الأميركي المنتخب.

وبحسب «سي إن إن» فقد حاولوا في المؤتمر الخاص المذكور، إثبات أن موسكو جمعت مستمسكات عن الديمقراطي كلينتون والجمهوري ترامب. وأنها تعمدت نشر ما يخص الديمقراطيين فقط.

ووصف الرئيس المنتخب لاحقا، محتوى التقرير المنشور، بأنه «مزور ومطاردة سياسية شاملة للأشباح». وقال بشأنه أيضا: «أعتقد أن سماح أجهزة الاستخبارات بالإعلان عن معلومات وهمية أمر مشين. أقول هكذا تصرفوا وكان يمكن أن يتصرفوا هكذا في ألمانيا النازية».

وبالمقابل، شدد برينان على أن أجهزة الاستخبارات الأميركية كان تركيزها في هذا الحدث، ليس على التحقق من معلومات مريبة جدا وردت في التقرير، بل إحاطة ترامب بها. وأوضح ان الهيئات الاستخباراتية لا يدخل في مجال مسؤوليتها تحليل المعلومات المتداولة، بل لفت انتباه الرئيس المنتخب إلى واقعة تداول مثل هذه المعلومات.

ومن جهة أخرى، أعرب برينان عن الأمل في حدوث تحسن عام في العلاقات مع روسيا، خلال فترة رئاسة دونالد ترامب. وقال: «آمل كثيرا أن تتحسن علاقاتنا مع روسيا بمعية الإدارة المقبلة، لأننا في حاجة لأن نعمل بصورة مشتركة الكثير جدا من الأمور الهامة»، مضيفا: «وذلك لا يتمثل فقط في التصدي للإرهاب، بل ومحاولة التغلب على عدم الاستقرار السياسي في أرجاء الكوكب».

إلا أنه أوضح من جانب آخر، أن واشنطن تربط بشكل مباشر مستقبل تطبيع العلاقات مع روسيا باستعداد موسكو «على إظهار مشاعر المسؤولية وتغيير سلوكها»، على سبيل المثال: في مجال تسوية الوضع في شرق أوكرانيا وفي سورية وبشأن عمليات التخريب في الفضاء الإلكتروني. واستطرد منتقدا الرئيس المنتخب ضمنيا، بقوله: «أعتقد أن على ترامب أن يعي أن تبرير مختلف أفعال روسيا في السنوات الأخيرة، طريق يجب عبوره بحذر شديد». كما نصح ترامب بالتوقف عن طبع العفوية الملازم له في الأقوال وفي الأفعال، لأن العفوية، بحسب برينان، لا تحمي مصالح الأمن القومي.

في سياق آخر، دعا أكثر من 20 سياسيا أميركيا سابقا، رفيعي المستوى الرئيس ترامب إلى تنشيط التعاون مع المعارضة الإيرانية، حسب ما ذكرت قناة «Fox News» نقلا عن رسالتهم لترامب.

وأوضحت القناة، أن 23 موظفا وسياسيا سابقا، بينهم عمدة نيويورك السابق رودي جولياني، السيناتور السابق جوزيف ليبرمان، مدير لجنة رؤساء الأركان المشتركة السابق هينري شيلتون وغيرهم من الساسة السابقين، دعوا ترامب في رسالة لهم، إلى إجراء مشاورات مع المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية NCRI المعارض للسلطات الحالية في طهران والذي يتخذ من العاصمة الفرنسية باريس مقرا له.

وجاء في الرسالة: «تستهدف القيادة الإيرانية الحالية بشكل مباشر، المبادئ والمصالح الاستراتيجية للولايات المتحدة وحلفائها وأصدقائها في الشرق الأوسط. ومن أجل استعادة نفوذ أميركا والثقة فيها في العالم، يتعين على الولايات المتحدة إعادة النظر في سياستها».

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى